| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

 

الثلاثاء 7 / 11 / 2006

 



شنقاً للبعثِ حتــى الموت ..

 

حسن حاتم المذكور

بعد ثلاثــة سنوات من تعذيب الناس واهانتهم نفسياً ومعنوياً عبر مواصلة عرض المسرحية البائسة لمحاكمــة صدام حسين’ صدر يوم الأحد المصادف 05 / 11 / 2006 الحكم شنقاً حتى الموت على الطاغية الجبان ومعه اثنان من اقزام نظامه الدموي ’ ونأمل ان لا يكون ذلك بداية لفصل جديـــــــــد لتلك المسرحية المضحكة المحزنة .

الناس الذين فقدوا الأمل بتغيير واقعهم المآساوي وتحسين احوالهم المتردية وايجاد البداية لطريق خلاصهم واستعادة امنهم واستقرارهم ومستقبل اجيالهم ’ جمعوا ما استطاعوا من ترسانة معاناتهم واحزانهم شيئاً خجولاً من الفرح والبهجة ليحاولوا بها الألتفاف على واقع يأسهم وخيبة املهم التي تجذرت عبر اسباب وعوامل لا تقهر .

صدام حسين وبعض رموز نظامه الساقط اصبحوا مجرد اسماء معيبة مرمية خارج فعل الواقع لاتصلح لشيء حتى بالنسبة للذين كانوا منتفعين من نظامه ... اسماء عرفت بالهشاشة والتفاهة والخسة والجبن ’ لا يمكن للأحتلال والطامعين من دول الجوار ان تعول عليها ... مجرد رموز لمرحلة مخجلة واشخاص فقدوا صلاحيتهم ’ فبقائها او عدمــه لا يلعب دوراً بالنسبة للمخطط المشؤوم لتصفية القضية العراقيـــة .

فالحكم على صدام حسين ’ خاصة بعد المماطلة والتسويف ومناورات التوازنات التي امتدت لعبة قذرة لثلاثة سنوات تقريباً ’ لاتشكل في الواقع الا جرعــة تخدير وتضليل واستغفال اضافية لأبناء الشعب العراق الذين شعروا وادركوا عبر تجربتهم المريرة حجم الخيانة وخطر المؤامرة البشعة على مستقبلهم ووحدة تراب وطنهم ’ وذلك من اجل الهائهم واستغفالهم ومن خلف ظهرهم يتم تمرير بعضاً مما تبقى من فصول المخطط الخطير لتصفية قضيتهم .

لقد تم احتلالاً وبمساومة رموز النهج المحاصصاتي اصدار العفو الناجز عن حزب البعث’ تنظيماً وفكراً واخلاقاً وتربية وسلوكاً وممارسة وامراضاً اجتماعية تجذرت اوراماً وقيحاً عبر اكثر من اربعة عقود في الجسد العراقي ’ فنرى الآن اعراض البعث فساداً واختلاساً ومحاصصة وتبعية وخراباً في الذمم والأخلاق تتفجر علانية وبوقاحة عبر ممارسات وسلوك الأغلبية المطلقة من رموز وواجهات العملية السياسية الراهنة ’ كذلك نرى اعراضه منفلتة جهلاً وعفوية واحقاداً وفتنة بين ابناء الشعب العراقي ’ وسهولة تضليلهم وتجهيلهم واستغفالهم والضحك على ذقونهم طائفياً وعنصرياً ومذهبياً وحزبياً وعشائرياً .

البعث ’ تنظيماً واخلاقاً وعنفاً وحقداً ومجازراً وخيانات وطنية قد تم العفو عنــه واطلق سراحه وتمت مصالحته ومصافحته ومكافئته ’ مسؤولين كبار في كيان الدولة وفي مجلسي الرئاسة والوزراء , وزراء ونواباً وقادة في الجيش والشرطة والمخابرات والأجهزة الأمنية ومستشارين خطرين للأمن القومي وطابوراً خطراً في مفاصل الثقافة والأعلام ’ وتوابين في طليعة القيادات الحزبية والمليشيات الطائفية والعنصرية وفرق الموت ’ وتم منحهم الشارع العراقي كاملاً ليعيثوا فيه خراباً وفساداً وقتلاً وتصفية للأمن والأستقرار وزرع الرعب والخوف والفوضى واليأس .

البعث موجوداً متأصلاً في ذات القيادات السياسية والحزبية التي كانت يوماً محسوبة خطأ ّ على صفوف المعارضة ومرتشةً بمساحيق الوطنية حيث لم يبقى منها سليماً الا لسانها المدعي .

البعث موجوداً ومتأصلاً في الذات الأجتماعية للعراقيين ’ يتفجر ضرراً عبر الأستقطابات الغبيــة والولاءات العبثية والتمترس الأرعن والعداوات والأحقاد وفورة جنون اقتتال الآخوة .

هنا البعث موجوداً ومتأصلاً في الذات العراقية ومن الذات علينا ان نجتثه ونغتسل من اوحاله ونحاكمه ونحكم عليه فكراً واخلاقاً وتربية وهمجية وعنصرية وشمولية وخيانة بالشنق حتى الموت .