| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

الأحد 5/12/ 2010

 

بعث الجماجم والدم : هل يكفي معه الأجتثاث ... ؟

حسن حاتم المذكور         

هنا لا نقصد الألاف من الذين تم تبعيثهم بعد ان فقدوا كل الخيارات ولم يبق الا خيار الأستسلام لعار التبعيث ’ فهم ضحايا يشكلون احدى تقاسيم التدمير المنظم للذات العراقية داخل الفرد والمجتمع ’ وجميعهم تقريباً عادوا متصالحين مع انفسهم والمجتمع واستعادوا كرامتهم والكثير من قيمهم الأجتماعية في الأجواء العامة للتسامح الوطني ’ كذلك لانعني كثيراً اولائك الذين ادركوا حقاً ان زمان بعثهم قد توقف’ وقد تجاوزه الزمن العراقي ’ ثم اعتذروا للناس وكسبوا عفوهم وكذلك ودهم ’ اننا نعني بالتحديد ’ البعث عقيدة فاسدة مدمرة وتنظيم طغم مافويـة ’ لازال يتنفس برئـة الثأر والأحقاد والكراهية ’ ويمارس الدمار والخراب والأبادة اليومية ’ ولم يفوت فرصة او يبتكر وسيلـة لأشعال حرائق الفتن الطائفية والعرقية بين اهل العراق ليفتح بين صفوفهم ثغرة ينفذ منها .

- هل منا من قرأ او سمع ان هتلـر النازي ’ قد قصف مدناً المانية بأسلحة الدمار والغازات السامـة واباد النسل والحرث فيها ’ وان موسوليني الفاشي ’ قام بعمليات غزو داخلي وانفل العديد من المدن الأيطالية وهجر اهلها وخطف اطفالها ودفن الكثير من المؤنفلين احياءً في مقابر جماعيـة ’ وان الدكتاتور فرانكو ’ باع ارض ومياه اسبانية لأنظمة جواره لمجرد دعمه لقمع معارضيه ’ او شكك في اصول اغلبية مكونات شعبه وعاقبهم بالفقر والحرمان والتجهيل والأمراض والتخلف والقمع وافتعال الأقتتال الداخلي والحروب الخارجية لمحرقة اضافية ’ ومهما كانت جرائم النازيين والفاشيين والدكتاتوريين ’ فأنها لا تساوي نصف البشاعات التي ارتكبها نظام الطغمة البعثية ’ مع ذلك لازالت شعوبها تواصل عملية اجتثاث بقاياها فكرياً وسياسياً واجتماعياً وتنظيمياً وعلى امتداد اكثر من ثمانية عقود تقريباً .

تلك البشاعات سالفة الذكر ’ ارتكبها واكثر منها بعث الجماجم والدم ’ ارتكبها في ذبـح مدينة حلبجـه ’ وقتل البشر واجتث البيئـة في مناطق الأهوار العراقية ’ وفعلها بهمجية مع الشريحة الوطنية للكورد الفيليين وكذلك المكونات العراقية الأخرى ’ وفعلها في انفلة اكثر من 180 الفاً من بنات وابناء القومية الكوردية ودفن اغلب المؤنفلين احياء ’ وكذلك انفل واجتث التركمان والمسيحيين والأرمن والصابئة المندائيين وعراقيي الجنوب ’ وشكك في اصول العراقيين وعاقبهم بالأبادة والتهجير’ وفعلها في اهداء الأراضي والمياه والثروات العراقية لدول الجوار’ وفعلها في جعل تحالفاته واتفاقياته مع القوى الأخرى ’ مصيدة للأيقاع بها ثم تصفيتها ’ ولم تتوقف سادية الغدر والألغاء والتدمير عند حدود الآخر ’ فكانت الأستقطابات والتصفيات قد شملت كيان الطغمـة (مجزرة قاعـة الخلد ــ مثلاً ــ) ’ وكذلك من حصار الناس وتجويعهم وخرابهم الروحي والنفسي ’ عاشت الطغمـة البعثية عصرها الذهبي في قصورها ومزارعها ومنتزهاتها وملذاتها وترفها .

بعث الجماجم والدم ’ تعجز مفردات الهمجية والوحشية والغدر والرذيلـة والفساد والسفالة والحقارة ان تفي بوصفـه .

لنبدأ اسئلتنا حيث ابتدأ البعث وباءً فكرياً واخلاقياً واجتماعياً مهلكاً منذ انقلاب 08 / شباط / 63 الفاشي وبيان الموت رقم 13 .

- هل ان ضحايا انقلاب 08 / شباط 63 وخاصة الأحياء منهم والذين عاشوا اياماً سوداء في مقرات التعذيب والتصفيات على عموم مدن العراق ’ يمكن لهم ان يتناسوا مآساتهم وعذاباتهم التي لازالت جراحها نازفة الى يومنا هذا’ ويمدوا يد المصالحة والمشاركة لبعثيي حزب الجماجم والدم ... ؟

- هل ان بنات وابناء وحفيدات واحفاد شهداء وضحايا المقابر الجماعية للمحافظات التسعة الجنوبية وبغداد’ يستطيعوا حقاً ان يتناسوا او يتخلصوا من كابوس ذكريات شهدائهم ومعاناة الأيام والليالي التي قضوها تحت رحمة جلاديهم ’ ولا زال منظر الأذان الأنوف والألسنة المقطوعـة والتشويهات الجسدية والنفسية والروحية والمعنوية ’ مفزعاً في الشارع العراقي ’ ثم يمدوا يـد المصالحة والمشاركة لبعثيي حزب الجماجم والدم ... ؟

- هل ان المجتمع الكوردستاني مؤهلاً لتناسي مجازر الأنفال وحلبجة وتدمير القرى ودفن الأحياء ’ وكذلك الكورد الفيليين يمكنهم ان يتناسوا شهدائهم وضحاياهم ومفقوديهم وتصفية اكثر من سبعة الاف من شبابهم داخل اوكار التعذيب والتصفيات او دفنهم احياء في مقابر جماعية ثم تهجير المتبقي منهم عبر حدود ملغمة بأسباب الموت ’ كل هؤلاء يمكن ان يمدوا يـد المصالحة والمشاركـة لبعثيي حزب الجماجم والدم ... ؟

- ملايين الأرامل والأيتام والمعوقين والمهجرين والمهاجرين من ضحايا البعث على امتداد اكثر من اربعـة عقود ’ وما اضيف اليهم بعد سقوط نظامهم في 2003 من ضحايا تفخيخ وتفجير الحمير الأنتحارية التي استعارها واستوردها من تنظيم القاعدة المنجذب اليه بقوة الشبه في الطبع والغايات والوسائل ’ فحرقوا الأبرياء في المدارس والأسواق والتجمعات السكنية واماكن العبادة ’ فهل كل تلك الضحايا على استعداد لمد يدها للتصالح والمشاركـة مع بعثيي حزب الجماجم والدم ... ؟

وحتى بعض المناطق الغربية من العراق ’ ما كانت في مأمن من اهداف الطغيان البعثي ’ والكثير منهم لازالوا يتذكرون ضحاياهم وشهدائهم وبشاعات تصفيات ذويهم .

كل تلك الجرائم والمظالم التي دمرت الوطن وشوهت المجتمع ومسخت الشخصية العراقية وخربت القيم والأخلاق والأعراف والتقاليد الحميدة ’ هي التراث الوحيد الذي تركـه النظام البعثي المقبور في الذاكرة العراقيـة .

باللـه عليكم ’ ايها المسؤولون المنتخبون المتصالحون والمشاركون ’ كيف يمكنكم اقناع اكثر من 80 % من المجتمع العراقي ليفتح مزيداً من الصفحات السوداء مع بعثيي حزب الجاجم والدم ... ؟

ايها المنتخبون المتصالحون المتشاركون ’ هل تناسيتم مؤامرة صناديق الأقتراع لأنتخابات 07 / 03 / 2010 التشريعية ’ التي انتفخت فيها القائمـة العراقية الى 91 مقعداً حيث كانت الكارثة على الأبواب لولا يقضة العراقيين ومبادرة الخيرين من داخل الحكومة في تدارك الأمر ومنع وقوع ما اعـد للناس في بيانها الأول ’ ورأيتم كيف رفع البعثيون ذيولهم قبل رؤوسهم في مناطق نفوذهم وحزب عودتهم في الخارج ’ انتفضوا ... هددوا ... شتموا ... احتفلوا في الأحتلال القادم لقائمتهم العراقية للبرلمان والحكومـة ’ انقلاباً سيغير كامل المعادلة العراقية لصالح عودة جمهوريتهم الدمويـة ... ؟

باللـه عليكم ’ اقنعونا وانتم القائلون " انهم ( البعثيون ) معنا في النهار ومع الأرهاب في الليل " و " انهم (البعثيون) يضعون قدماً داخل العملية السياسية والأخرى مـع الأرهاب " ازدواجية الموت تلك التي كلفت وستكلف العراقيين دماءً وارواحاً ’ ثم تتجاهلون تصريحات السيد سلام الزوبعي الرجل المتزن ( يعني ما يقول) ’ ما الذي حصل ومن اجل ماذا تضحون بثقة واصوات ومستقبل الملايين من بنات وابناء العراق وكأنكم لستم بحاجة لهم مستقبلاً ’ كل هذا مجاملـة للرغبات الأقليمية والدولية التي لاتريد خيراً للعراق وشعبه ’ لقد خدمتم مصالحكم ومصالح عوائلكم وذويكم والمقربين من احزابكم بما فوق الكفاية ’ حاولوا ان تتصالحوا مع الناس وتعملوا من اجلهم شيئاً غير ( زقوم ) المصالحة والمشاركة مـع جلاديهم .

افتحوا الأضابير واسحبوا الخنجر البعثي عن خاصرة العراق ’ فمكان تلك الطغم السافلة فقط امام المحاكم الجنائية ’ ولا تكرروا ( النكتة السمجة ) في مصالحتهم واشراكهم في العملية الديوقراطية ’ فبعث الجماجم والدم ’ لا تنفع معه خزعبلات المساءلة والعدالة ولا عنجهيات الأجتثاث ’ انـه وباء فتاك يهدد العافية العراقية بعدواه واعراضه ويجب استئصاله وطمـره ومواصلة كي جذوره ما دام النظام الطائفي القومي المحيط بالعراق يواصل تفريخه وتصديره للعراق .

 

05 / 12 / 2010
 

 

free web counter