| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

الجمعة 2/7/ 2010

 

حكومـة الشراكـة ( الشركـة ) الوطنيـة ...

حسن حاتم المذكور        

قبل سقوط النظام البعثي في 09 / نيسان / 2003 ’ كانت احزاب المعارضـة العراقيـة تخاف اللـه وتحترم الأمـة وتتمتع بمصداقيـة وقد اكتسبت عبر تاريخها الكثير مـن القيم الوطنيـة ’ وكانت الجماهير المليونيـة المسحوقـة تنظر اليها على انها البديل المنقذ ’ هكذا قوى تتمتع برصيد شعبي لم تكن مقبولـة للأحتلال الذي امتلك المبادرة بعد ان دمر الدولـة العراقيـة تماماً كي يعيد فصالها على مقاس مخططاتـه ومشاريعـه القريبـة والبعيدة ’ كبديل للنظام البعثي ’ فجمعها دون ان يكون لها حريـة الأختيار او الأعتراض على طاولـة مجلس الحكم الموقت ’ مختزلاً الشعب العراقي بكل مكوناتـه القوميـة والدينيـة والمذهبيـة وبجميع انتماءاتـه وميولـه الفكريـة والسياسيـة والمعرفيـة بثلاثـة اركان اسست لما هو عليـه العراق الآن مـن تشرذم طائفي عرقي مثيراً للفزع ’ وعلى ذات الطاولـة وضع العراق ’ سلطـة وثروات وجغرافيـة لاتقبل القسمـة الا على الثلاثي الشيعي السني الكوردي ولا خيار للشعب العراقي الا قبول تلك القسمـة الملعونـة والهرولة خلفها نحو مأزقـه .
القوى التي اكانت يوماً معارضـة ’ لا تملك خياراً الآن الا ان تخلع تاريخها الوطني كاملاً وتنقلب على قيمها ومبادئها السياسيـة والأجتماعيـة والأخلاقيـة وتنحدر الى هاويـة الفساد بكل اشكالـه .
الأحتلال ومن اجل ان يذهب بمشروعه المدمر حـد كسـر العظم بين مكونات المجتمع العراقي ( فرق تسد ) اشرف على تشكيل منظمات موت سريـه ومليشيات بواجهات طائفيـة عرقيـة اشعل بها حريق الفتنـة التي كادت ان تأتي على بقايا النسيج الأجتماعي للمكونات المتأخيـة تاريخياً ’ لكن بصبر ويقضة الناس وبعض المخلصين من داخل التشكيلة الحكومية وخارجها تمت معالجـة الأمر وانقاذ ما يمكن انقاذه .
احزاب المعارضة سابقاً وبأرادة امريكية ’ تحولت الى شركات عملاقـة ذات رؤوس متعددة وتحولت مكاتبها السياسية الى مكاتب تجارية لأدارة الثروات وتوزيعا بين اعضائها واصبح رئيس الحزب او امينه العام مديراً عاماً لأدارة المؤسسـة وتحولت اصوات الناخبين الى رؤوس اموال الشركة ( الحزب ) ’ والمقاعد البرلمانية هي الأسهم التي تحدد موقع وحصـة الشريك في تلك المؤسسة التجاريـة العملاقـة ( الحكومـة ... ) .
الأنتخابات الأخيرة حددت نتائجها امريكياً قبل بدأ الأنتخابات وبدسيسة قانونيـة ذكيـة ’ حتى لا يستطيع العراق ان يفلت من عنق التقسيم الطائفي العرقي الى فضاء الوطنيـة العراقيـة .
ان فضائح الأختلاس والتهريب والتي تذهب فوائدها الى خزائن الأحزاب المشاركـة في السلطـة ’ هي حالـة بشعـة للفساد الشامل الذي فصل المؤسسـة الحكوميـة عن الشارع العراقي تماماً .
ستتشكل الحكومة القادمة بعد ان يتم الأتفاق على تقاسم الأسهم والحصص والفوائد ’ وسوف لن يأتي معها جديداً بالنسبـة للمواطن العراقي ’ انها ذات المؤسسـة التي تشكلت من مجلس الحكم الموقت برئآساته الشهريـة والذي تحسنت واجهاتـه الى حكومـة محاصصات وطنيـة وتوافقات وطنيـة وفرهـدة وطنيـة ثم المشاركـة الوطنيـة ’ وستبقى كما هي وليس مسموحاً امريكيـاً واقليميـاً لأي طرف ان يغرد خارج سربهـا او يتنفس وطنياً في فضاء المشروع الوطني العراقي المشترك .
جميع دول العالم وانظمتها بما فيها الوراثيـة كألاردن والكويت والمغرب ومصر وتونس وغيرها ’ توجد داخل برلماناتها معارضات حتى وان كانت شكليـة مجاملـة ’ الا البرلمان العراقي ’ فأعضاءه اقرب الى موظفين شركات منـه الى ممثلي شعب ’ واصبح المعارض الوحيـد هو الناخب الذي يحترق الآن ندماً وخيبـة امل من داخل الشارع العراقي ’ واجمل ما في الحالـة العراقيـة الراهنـة ’ هي ان المعارضـة اخذت تتشكل خارج البرلمان وان حكومـة الشراكـة ( الشركـة ) الوطنية ستواجه معارضتها مـن داخل الشارع العراقي القادر وحـده على اسقاط مـن لا يصلح لـه .
من يرغب ان تكون صورتـه مقبولـة على صفحات التاريخ الوطني ’ عليـه ان يخلع الجلد الذي فصلـه سيء الصيت الحاكم المدني الأمريكي بول بريمـر ’ ويرتدي هويـة الأنتماء للمصالح العليا للشعب والوطن ’ وعليه ان يعود الى الشارع العراقي معارضاً نفسه وحزبـه وللتشويهات التي تركها الأحتلال على الواقع العراقي’ وان يكون مثالاً في الوطنيـة والكفاءة والنزاهة وحريصاً على ثروات الوطن وارزاق الناس ’ وعليـه ان لا يجعل من طائفته بؤرة للطائفيـة وقوميتـه مصدر للعنصريـة ’ وقبل هذا وذاك عليـه ان يترفع مـن ان يكون رقعـة عار كريهـة في حكومة سيشترك في فصالهـا المتهمين في دمشق والرياض وطهران وانقرة وعلى ذوق المصالح الأمريكيـة ’ وسيكون نسيجها الدم العراقي المسفوك على امتداد السبعة سنوات الأخيرة .
 

02 / 07 / 2010
 

 

free web counter