| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

الجمعة 2/7/ 2010

 

ستتشكل الحكومـة - ولكن - ...؟

حسن حاتم المذكور        

-الأمـر لا يحتاج كل هذا القلق الشعبي حول الأسراع في تشكيل الحكومـة ’ انـه محسوماً مـن حيث الموعتد والمواصفات قبل اجتراء الأنتخابات اصلاً ’ ومتا قدمته مطبخ السيد فترج الحيدري ’ ليس الوجبة التي كان موعوداً بها الشعب العراقي في عرسـه الأنتخابي .

يبدو الأمر مقلقاً ’ لكنه لا يخرج عن اطار الغموض الخلاق للأدارة الأمريكية ’ انه محكوماً بتوقيتات خطواتـه .

يتصرف اللاعب السعودي العروبي وكأنه يمتلك اهم اوراق اللعبة ’ ومكذا يتصرف اللاعب الأيراني ’ وفعلاً كلاهما يملكان اوراق جيدة وسيتواصل نطاحهما حتى تسقط قرونهما على صخرة حراك الواقع العراقي ’ المفاجئة ستحدث عندما يطرح اللاعب الأمريكي صاحب الدراية والنفس الطويل اوراقـه المدعومـة بجواكر الحالـة العراقيـة التي فصلها على قياس ( كش ...مات .. ) ’ فتعلن حالاً صفقـة تشكيل الحكومـة ويسحب الغرماء ذيول عنجهياتهم الى مؤخراتهم راضيـة بحصتها مـن جسد ( لشـة ) العراق ’ ثم تواصل ما مسموح بـه من افتعال تبادل الكراهيـة والتصعيد وتجارة الخوف مـن الآخـر بغيـة اعادة تضليل الناس واستغفالها في انتخابات قادمـة .

من الخطأ الفادح التطفل على الحقائق والأعتقاد بأن القائمـة العراقيـة هي ورقـة سعوديـة عروبيـة فقط ’ انها بكاملها في قبضـة الأرادة الأمريكيـة ’ بعكسـه تماماً فالأئتلاف الوطني العراقي ’ الورقة التي يمتلكها اللاعب الأيراني ’ هي خارج القبضـة الأمريكيـة تماماً ’ بين هذه وتلك يقف ائتلاف دولة القانون المرفوض عروبياً وايرانياً وغير المقبول امريكياً وكأنه محاصراً وقد تقلصت خياراته ومساحة مناوراته ’ هكذا يبدو ’ غير انـه ـــ وهذا الأهم ـــ استطاع ان يحافظ على المسافـة التي تفصلـه عن الأجندة العروبيـة والأيرانيـة مما يجعلـه بعيداً عـن الأستسلام لرغبات الفرقاء.

هناك حقيقـة اخرى للواقع العراقي ’ فشتاء السعوديـة لا يمكن لـه ان يلتقي مـع الصيف الأيراني على سطح واحد ’ الأئتلاف الوطني العراقي غير مسموح لـه ايرانياً ان يشكل الحكومـة مع القائمة العراقية ناهيك عن الأتفاق معها حول رئآسـة الحكومـة ’ مثلما هو غير مسموح سعودياً وامريكياً للقائمـة العراقية

ان تتحالف مـع الأئتلاف الوطني ’ اما الحديث عن خطوط حمراء وبيضاء ورمادية .. لا يتعدى كونـه مجرد مناورات وضغوطات وابتزازات لدفـع ائتلاف دولـة القانون الى مساومات الطاولـة المستديرة وجها لوجـه معهم ’ وهذا الأمر تدركـه دولـة القانون ’ لهذا هي الآن وحدها تتمتع بالنفس الأطول والقدرة على الصبر وان رياح الوقت ستجري بأتجاه اشرعتها .

ـــ امريكا لا ترغب بعودة البعث نظاماً للعراق ’ ان الأمر سيضعها في مواجهة صعبـة غير محسوبة النتائج مع الشارع العراقي ’ وتلك مجازفـة لا تحتاجها ’ بذات الوقت ’ لا تريد ان يتسع النفوذ الأيراني في الجنوب العراقي ووسطـه ليضع يده على اغنى منطقة في العالم ثروات وجغرافيـة وحضارة ’ في هذه الحالـة تجد نفسها ملزمـة ان تتحمل سخونـة مرشح ائتلاف دولـة القانون لرئآسـة الحكومـة تجنباً لموت مرشح عقـم التناقضات المناورات والأبتزازات .

ـــ اياد علاوي كشخص : فقـد ظرورته واصبح مستهلكاً كأي بهلوان بعثي لا يملك قطرة مصداقية بالنسبة للآخرين ’ لكن القائمـة العراقيـة تبقى كتلـة تمثل ثقل (91 ) مقعداً داخل البرلمان ’ واذا ما احترمت نفسها والتزمت بالثوابت الوطنيـة لأهل العراق الى جانب التعامل بمرونـة وايجابيـة ونفس طويل مع بعض مكوناتها غير البعثيـة ’ ففي هذه الحالة تستطيع ان تمارس دوراً ايجابياً في التطورات القادمة للمجتمع العراقي ’ وهذا الأمر يتحمل الشك الا اذا ما حدثت المعجزة ’ وليس هناك ثمـة مكاناً للمستحيل في العمل السياسي ومنـه العراقي بشكل خاص .

السيد عادل عبد المهدي : مرشح المجلس الأعلى ’ اضافـة الى سمعته غير الحسنـة بالنسبة لأغلبيـة العراقيين ’ فهو غير مسموح له تجاوز الخطوط الحمراء لأئتلافـه الوطني صاحب الهوى الأيراني وخاصة المجلس الأعلى والتيار الصدري ’ وليس بأمكانـه ان يرمي ما ليس لـه في احضان الأمريكان مـع انـه مستعد لذلك .

ــــ السيد ابراهيم الجعفري مرشح التيار الصدري لرئآسة الحكومة ’ سيواجـه اكثر مـن فيتو لأكثر مـن جهـة ’ ستمنعـه مـن الحصول على النصاب الدستوري مهما حاول ’ فيبقى امامـه مخرج استمالة ائتلاف دولة القانون لجانبة ’ وهنا ستكون في يـد دولة القانون جوكر اضافي عليـه ان يحسن التصرف بـه في لعبـة صراع الأرادات ’ وهكذا كلما صبر ائتلاف دولـة القانون ثابت على مواقفـه ’ كلما سينخـر الأرباك ونفاذ الصبر صفوف الكيانات الأخرى وتتفجر نقاط ضعفهـا .

التحالف الكوردي : لا يمكنـه القفز على خصوصيتـه ’ فهو اذ يتعامل مع الآخرين على الصعيد الوطني وبطريقتـه ’ فهو بذات الوقت مشدوداً بقوة الى اهدافـه القوميـة ’ وان افتقاره الى الحليف الأستراتيجي محلياً واقليمياً ’ يجعلـه يتلفت ويصغي الى العامل الدولي ومنـه الأمريكي بشكل خاص ’ وهنـا يقع في ازدواجيـة الموقف التي تجعل منـه طرفاً لا يمكن التعويل عليـه كثيراً مـن قبل الأطراف الأخرى وخاصـة الطامعـة بحصـة الأسد مـن السلطة والجاه والثروات ’ انـه حقاً كبيضـة القبان لكن لزيادة ثقل الأثقل وليس العكس .

في تصوري ’ ويبقى الأمر في حدود التصور ’ ان ائتلاف دولـة القانون ومهما كان ثقل الضغوطات والأبتزازات ونفاذ الكثير مـن الخيارات ’ يبدو عليـه متماسكاً واثقاً مدركاً لما ستئول اليـه بهلوانيات الوقت الضائع التي يمارسها اعـداء بعضهـم ’ وان الصيغـة النهائيـة لتشكيل الحكومـة سيجلبها المبعوث الأمريكي القادم ’ وستحمل الكثير مـن المفاجئات ومنها الغير متوقعـة ’ فالجانب الأمريكي هو الأكثر تفهماً للواقع العراقي وهو وحده الذي يدرك عدم وجود من يستطيع التعامل مـع العراق بالعصى السحريـة او بأستطاعته الأمساك بورقة الشارع العراقي واستخدامها خسارة لـه .

الأدارة الأمريكية تراقب الواقع العراقي وتتصرف معه على اساس مصالحها لا غير ’ وانها كما كانت على استعداد تام لسحق مصالح الأخرين والعبور عليها وليس في قاموسها الأيفاء بوعودها اذا ما شكلت عثرات في طريق مصالحها ’ وهي تدرك ايضاً ’ ان رئيس الحكومـة الذي سياتي نتيجـة حالـة اجهاض طائفية قومية ’ سيكون مشلولاً معوقاً على سرير الهلاك العاجل داخل مجلس النواب القادم’ لهذا ستقدم رئآسـة الحكومة على طبق مناسب الى مرشح ائتلاف دولة القانون’ هكذا ارى الأمر من وجهة نظري ’ في حالة عراقية لا تبصر وجهتها مع احترامي لتصورات الآخرين ومشروعية الخلاف ’ انها مرحلة مضنية للواقع العراقي ويجب ان نتحمل تبعاتها .

 

02 / 07 / 2010
 

 

free web counter