| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

الثلاثاء 28/4/ 2009

 

البعث علـى ظهـر المصالحـة الوطنيـة ...

حسن حاتم المذكور

قبل اسبوعين ، عقد البعثيون اجتماعـاً لهم في برلين ، مـن بين المجتمعين احـد الفضوليين مـن اصحاب الوجهين ، اتصل بـي على سبيل حفظ مـاء الوجه .
ـــ هـل سمعت بأجتماع البعثيين العراقيين والعرب ، لقد تبادلوا التهاني بفوزهـم في انتخابات محافظـة الموصل (تحريرهـا ...) ومصممون على الفوز في الرمادي وتكريت والفلوجـة وديالى وثلاثـة ارباع بغـداد ( تحريرهـا ايضـاً ) في الأنتخابات القادمـة ، ولا تنسى انهـم الآن في كـل نقطـة مـن مفاصـل الدولـة والسلطـة ، ويقولون ايضـاً انهـم سيحررون الجيش والشرطة والأجهزة الأمنيـة  ويزحفون بأتجاه السلطـة ، ( وجماعتكـم ) انهكتهـم الصراعات والأبتزازات والمساومات على  المكاسب المستعجلـة ، خصـم الكلام ، " البعثيون يخططون والسلطـة هدفهـم النهائي ، واطراف حكومتكم يتخبطون ( ما بين حانه ومانـه ) .
ـــ هذا هـراء وتخريف ، اذا كانوا قـد جاءوا يوماً بقطار امريكي اوعلى ظهر دبابة ، فأن امريكا هـي التي نفضتهـم بضاعـة  رديئـة ، فعلى  ظهـر ايـة واسطـة سيأتون ... ؟
ضحك ساخراً ثـم تابع .
ـــ على ظهـر المصالحـة الوطنيـة ، لا تخدعوا انفسكم ، ان المصالحـة صناعـة امريكيـة عربيـة ( سعوديـة ) ، وهـي الدابــة التي سيأتي على ظهرهـا البعثيون .

شعرت مغلـوباً تمامـاً ، صفعـني الرجل  بمنطق الوقـائع ، وشعـرت ايضاً ان حكومـة الفوضى واللاقانون تقامر حقاً بمصير  الناس ولم تحترم ثقتهـم واصواتهـم ، لا يشغل كل طرف فيهـا الا التنكيل بالآخر ، ويعززون مواقعهم ضد بعضهـم باللجـوء الـى البعث وامتداداته العروبيـة ، اغلبهـا تحاول الصعود على ظهـر  بعضهـا ، مناورات وابتزازات ومساومات ، يجلسون في احضان التبعيـة لعواصم الدول الأقليميـة والدوليـة ، ومـن اجل الجاه والثروات والتسلـط ، لم يترددوا حتى عـن خداع انفسهـم ، انهـم مهوسون بأستغلال ضعف العراق وافتراسـه حصـص حتى يأتي مـن يجعلهم يتقيئوه  انتكاسات وهزائم وخـراب شامـل ، انهم وبكل بساطة ، يمارسون مـع اهل العراق لعبـة الوجهين ، وبمفرداتهم  والكذب ( المصفط ) يدفعون بالعراق وشعبـه الى هاويـة البعث .

نعـم ... الأنتخابات القادمـة ستكون مصيريـة بالنسبة الى البعثيين ، انهـم يستعدون لهـا ويعبئون متاريسهم بكل مـا توفر لديهم مـن اسلحة واموال معززة بالمفخخات والعبوات والأحزمة الناسفة ووفـرة البهائم الأنتحارية مدعومة عروبياً واسلامياً ، انهم يحسنون استغفال الأغبياء والمستغبيين وكـل تفاصيل قذارة اللعبـة .

كيف سيفهـم بنات وابنـاء العراق الأهميـة الأستثنائيـة لمعركـة الأنتخابات المصيريـة القادمـة ، خاصـة وان الخيارات اصبحت محدودة جداً ، فأمـا ان ينتصر البعث  بكـل ما يعنيـه مـن شوفينيـة وعنصريـة وطائفيـة وعمالة ووحشيـة ، وامـا ان ينتصـر العراق ويكسـر كـل ظهـر مسرج بالمصالحـة الوطنيـة يـرى او يشـم عليـه البعث راكبـاً ... ؟
لـم يبقى امام ذلك الأمتحان العسير الا اشهر قليلـة ، فأما ان ندخلهـا بذات الحماقـة التي كانت حصيلتهـا نظام التحاصص والتوافقات ، لنعيـد جلـد الذات بأعادة انتخاب وجههـا الآخـر ، وبهذا سنضع البعث العروبي على سكـة مصيرنـا الأسود ، وامـا ان ننتخب العراق متصالحـاً مـع نفسه واهلـه وضحاياه ومهجريـه ومهاجريه ، مصالحـة وطنيـة صادقـة يتجاوز بهـا مأزقـه الراهـن ، اجتثاثاً تنظيميـاً وفكرياً وثقافيـاً واخلاقيـاً ومؤسساتياً واختراقات مخابراتيـة وكـل مـا لـه علاقـة بالبعث البغيض .

العراقيات والعراقيون سئمـوا لعبـة التضليل والألتفاف على وعيهـم وغضبهـم وتقييـد ارادتهـم وتمزيق وحدتهـم عبـر مفردات وادعاءات وشعارات منافقـة تناقض تمامـاً انعكاساتهـا السلبيـة على الواقـع العراقي ، وكذلك مـن يدعي رفض البعث والبعثيين في الوقت الذي يفتـح ابواب المصير العراقي لتدفق تيار الطاعون البعثي وبـاءً لا زال العراق يعاني مـن اثاره المهلكة .

البعث كما يفهمـه العراقيون جميعاً ، انـه ومـن اجل الوصول الى غاياتـه لن يتردد عـن ارتكاب ابشع الوسائل واكثرها دموية ، هو الآن يفجر ويقتل ويغتال ، ثم يبتـز ويفاوض ، هـو في العملية السياسيـة مشاركاً ، ومعارضاً مخرباً في الوقت ذاتـه ، يرفض الحوار ودعوات التصالـح ظاهراً ، ويدفع بأمتداداتـه العروبيـة واسياده التقليديين للضغط على الحكومـة المآزومــة مـن اجل تحسين شروطـه حـد ابتلاع السلطـة بكاملهـا ، كـل هـذا واطراف العمليـة السياسيـة المعطلـة التي تكونت مـن (هجين ) التحاصص والتوافقات ، ومـا اكثر نقاط ضعفهـا وهزالـة مواقفهـا وضحالـة انتماءهـا ، وهم في افضل حالاتهـم جيوباً للأختراقات الأقليميـة والدوليـة ، انهـم يخدعون الناس بشعارات وعنجهيات رافضـة للبعث ، في ذات الوقت يكدسون حولهـم الألاف مـن اخطر مجرمي البعث وعلى اعلى المستويات يتصرفون وكأن العراق لا طريق لمستقبلـه الا عبـر البعث وامتداداته العروبيـة .

هناك طريقان للمصالحـة الوطنيـة التي يحتاجهـا العراق ، لا يمكن القفز بينهمـا ، احدهمـا ورغم ضبابيتـه وتعرجاته وتخريجاتـه والذي تسير عليـه الحكومـة سيفضي في نهايـة الأمر الى صيغة مضللة لجمهورية البعث كحقيقـة مخيفة ، حيث الأختراقات والتبعية والعمالـة والتخلف والأفراط في الهمجيـة ثـم اختزال العراق  قطـراً او جـزءً او امتداداً عروبياً او اسلاميـاً يفقـد بذلك هويتـه وضمـور وخراب خصوصيتـه وابتلاع جغرافيتـه وسيادتـه وثرواتـه واجتثـاث مكوناتـه ، وامـا ان يتدارك بنات وابنـاء العراق خطورة الكارثـة ويدفعـوا بوعـي وارادة وحـزم بأتجاه طريق التحرر والديموقراطيـة والمساواة وبنـاء دولـة القانون والنزاهـة والعدل وتحرير دستورهـم مـن مآزق التحاصص والتوافقات واعادة صياغتـه مدنيـاً متحضـراً يضمـن للعراق تطوراً ناجحاً في اطار وحدته وتماسك اهله واحترام اهداف ومباديء وحقوق مكوناته ضمـن اطار سلـم اجتماعي طوعـي دائـم .

هـذا الطريق الأنجـع سيحسمـه بالتأكيـد وعـي وارادة وقرار بنات وابنـاء العراق فـي الأنتخابات المصيريـة القادمـة ، ولا عذر لنـا لو انتحرنا بأصواتنـا .
 


28 / 04 / 2009

 

free web counter