| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

الخميس 27/8/ 2009

 

غـدا على ابواب صناديق المصيـر

حسن حاتم المذكور
 
اربعة اشهر فقط وسنجد انفسنا على ابواب مصيرنا ’ كل شي يتجه الى هناك وعجلـة الموت تختزل المسافة ايضاً ’ كل يريد اكمال طبختـه بحطب من اجساد اهلنـا ’ الأئتلافات تعيد تجميع اجزائها واصلاح عجلات كياناتها لتسير قاطرة مؤتلفـة على اضلاع الوطن لأربعـة اعوام اخرى وربما ( 35 ) عاماً قادمة لا سامح اللـه ’ الوفاقات والتوافقات تتسلل مـن شبابيك العمليـة السياسيـة مناورات وابتزازات ومساومات تنبعث منها رائحـة البارود و (شعواط) الأجساد المتفحمـة لضمان الحصـة فوق الكافيـة مـن ( لشـة العراق ) ’ الزمر المتهمـة والحثالات المتبقيـة مـن النظام السابق وبفضل مشاريع المصالحات الوطنيـة ’ وضعت حجـر الأساس في محمية الموصل لأكمال جمهوريتها الثالثة ’ الكتل والأئتلافات والقوائم والطوابير السرية والعلنية من زاخو حتى الحدود الجنوبيـة المسموح بهـا كويتيـاً ’ تتصارع وتتنافس وتتراشق بدم الأبرياء على طاولـة العراق ( المشوي ) ’ كل يطمح بما هو داخل مخيلته مـن جسد العراق ’ اول غيث العلوية ايـران وخادمة الحرمين دخل لعبة سباق فرهـدة المستقبل العراقي بقائمتيهما المجهزتين بقوة المشروع وغير المشروع والقادم مخيفاً ’ حمـى تحقيق الأنتصارات وشفط المكاسب الطائفية والقومية والمذهبيـة’ اصابت الجميع ودمرت بصيرتهم واتلفت رشدهم ’ وبالطرق غير المشروعـة والقذرة احياناً يحاول البعض القفز على الواقع العراقي نحو الأهداف اللاوطنيـة عبر كثافـة دخان المجازر الجماعية ’ واهمون ان العراقيين لا زالوا يتسكعون سلباً خارج لعبة مصيرهم’ مشغولون في احتفاليات توديع واستقبال ضحاياهم ثم التسلي بالأستنكارات المنافقـة او الأنتظار غيـر المجدي لأستراحـة امـن عابرة ’ يتفرجون على نهايـة مصيرهم ينتظرون مـن سينتصـر عليهم وقلوبهم انهكها الشك والريبـة مـن قسوة نوايـا المتنافسون ’ دون ان يعثروا على صيغة او مخرج تتجمع حوله قواهم الوطنية المخلصـة لأنقاذ الأنسان والوطن مـن بين فكي حيتـان المحاصصة ونظامها التوافقي .

نتساءل احياناً ’ هـل حقاً ان اهل العراق آلفوا الكوارث وعبثيـة الموت المجاني ودخل الأمر اطار العادة وليس مـن السهل التغلب عليـه ولا يرغبون سماع غير الكلام المضلل الذي يوعدهم بما هو اقل هولاً ممـا هـم عليـه ونسوا احلامهم بحياة خاليـة مـن كل اشكال الخوف والذعر والقلق مـن رعب الأحتمالات واكتفوا بحمد اللـه على ان افراد العائلـة اكتملوا على مائـدة العشاء وقد نسوا نهائياً شيئاً اسمـه البديـل ’ ام ان البديل نسى وظيفتـه ويبحث هو الآخر عـن الحد الأدنى لسلامتـه والجميع يشاهدون العمائم وبكل الوانها التاريخيـة تتغرغـر ليل نهار بذكر اللـه والأنبياء والأوصياء والأئمـة المعصومين وبطريقـة متقنـة ومفردات روزخونيـة عالية التخدير ينهون عن المنكر ويأمرون بالمعروف وفي سريرتهم يشخون على جميع القيم والنوازع الأنسانيـة للضمير والوجدان ’ويشرعنوا ما ليس مقبولاً ولا ممكناً في اعراف السماء وقوانين الأرض ’ فيسرقوا ويكذبوا ويمارسوا رذيلـة الفساد الشامل والقسوة وانفلات الشهوات ودفع البسطاء نحو الهلاك والترمـل واليتم كمكاسب للآخرة لا يرغبونهـا لأنفسهم ... ؟

ست سنوات عجاف ’ سقطت واحترقت فيها اوراق التوت وغير التوت واصبحت العورات كمؤخـرة العنزة (الصخلـة) تضحك على ذوق المارة ’ الى جانب كـل ذلك ’ اخـذ الوعـي العراقي يحبو بحيويـة بعيداً عـن مستنقع تراكم اوحال التضليل والتجهيل والأستغفال لأئتلافات ( تيتـي ... تيتـي .. ) وان الأنتخابات القادمـة ستكون الأمتحان الفاصل بين ان - تكرم الملايين ... او تهـان .. - .

ان الكتل والأئتلافات التي زرعتهـا دول الجوار داخل العمليـة السياسيـة العراقيـة ’ والتي تذوقت وادمنت السلطـة والجاه والثروات ’ سوف لن تسحب انيابها ومخالبها عـن الجسد العراقي بسهولـة ’ وستقاتل بشراسـة الغالب حتى آخـر قطرة دم عراقيـة ان استطاعت ’ انها الآن تستهدف المشروع الوطني وحلم الناس في الأمـن والأستقرار والأعمار وضمان حـد مقبول مـن الكرامة والحريات ’ انهـا تعمل على تصفيـته وانهاء دور رمـوزه وقواه الفعليـة عبر تدمير معنويات وثقـة الجماهير المليونيـة بنفسها وبرموزها ومشروعهـا الوطني’ انها وأن تتجنب تفخيخ الشارع العراقي وتفجير الأوضاع مباشرة ’ فهناك مـن ينوب عنها بقدراتـه الماديـة والمخابراتيـة ويترك لهـا التسهيلات اللوجستية ثـم استثمار الفواجع المآساويـة مكاسباً اعلاميـة تمهد لها القفز على ظهر الواقع العراقي ومحاولـة الأمساك بمصير العراقيين لأربع سنوات وقد تطول حيث ان التقاسيم الرئيسيـة لتاريـخ كلا الأئتلافين الطائفي والقومـي تذكرنـا بمجازر الردة الدموية في 08 / شباط / 1963 .

اننـا على ثقـة وفي جميع الحالات وحجم الجرائم وبشاعـة الموت اليومي ’ فالعراقيون وعبر تجاربهم المريرة مع تلك القوى الباغيـة ’ قـد تعلموا الدرس وادركوا تماماً ابعاد وقذارة اللعبـة وسوف يواجهونها بالصبر والتحدي والأيمان بالمستقبل الزاهر ’ وسيجعلون مـن الأنتخابات القادمة مواجهات حاسمة مـع ائتلافات العلاسين وينظفوا وطنهم مـن شرور طوابير وزمـر الفتنـة ويسدوا ابواب وطنهـم بوجـه كـل انواع الأختراقات للجوار القومي والطائفي وكل مـن لا يريد خيـراً للعراق .

ان خطورة الأوضاع وحالة الأستقطاب الراهنـة سوف لن تترك لنـا فرصـة الترقب السلبي وعلينا ان نقف بثبات ووعي الى جانب المشروع الوطني والقوى الخيرة لـدولة القانـون والعدل والمساواة بغض النظـرعمن سيبقى معها او يخرج عليهـا ’ انها الطريق الأوحـد نحو المستقبل العراقي الأفضل .



27 / 08 / 2009
 

 

free web counter