| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

 

الأربعاء 27 / 9 / 2006

 

 

الجالية العراقية في المانيا : وثقافة التهميش والأحتواء

 

حسن حاتم المذكور

في الخارج ومنه المانيا ابتداء البعثيون ينشطون ويخترقون الشارع الألماني اعلامياً ’ وقد كسبوا الى جانبهم اكثر من عشرين منظمة المانيه واغلبها يسارية ناهيك عن قدماء مرتزقتهم بأكثريتهم العربية ’ انهم متحدين فعالين تحت راية الباطل .
الجالية العراقية التي يبلغ عددها في المانيا ( 85 ) الفا ومن بينها اكثر من 15 % من المثقفين والأكاديميين والكتاب والأعلاميين والمفكرين ’ بعضهم منتمين الى احزاب ومنظمات المعارضة السابقة او شخصيات وطنية مستقلة’ استمروا مرتبكين في الجانب الآخر من الترقب السلبي .

هنا لجنة تنسيق بين الأحزاب نسمع عنها منذ سنتين ’ ربما يستيقظون احياناً ويدورون حول انفسهم في اجتماعات شبه سرية ’ لكن بشكل عام لم يشعر من هو خارج الثكنة بما يحدث بينهم ’ مجلس الجالية العراقية الذي تشكل او شكلته بعض الأحزاب منذ عامين تقريباً هو الآخر لم تتفق مكوناته حتى على مجرد اصدار بيان لأثبات الوجود ’ وسمعنا من بين اعضاءه والمقربين اليه انه ( لا سامح الله ) قد انتهى دوره ويطالبون الآخرين بأصلاحه ’ بعض المنظمات الأسرويه الآخرى قد تفتعل بعض النشاطات بغية تبرير شرعية استمراريتها لأستعادة ارثها المفقود في تمثيل الآخرين .

في مثل تلك الأجواء يحقق البعثيون انجازات اعلامية لتثبيت ركائز باطلهم على حساب سلبيتنا .

وسط تلك الأجواء قررت بعض المنظمات الصغيرة غير المدعومة وعدد كبير من الشخصيات المستقلة ان يمارسوا حريتهم وحقهم في مواجهة الأعلام القذر لزمر البعث ومأجوريهم دفاعاً عن شعبهم ووطنهم وجاليتهم ’ فدعوا الى اجتماع تشاوري في 10 / 09 / 2006 وجعلوه مفتوحاً لكل ابناء الجالية العراقية ’ وقد سلمت الدعوات الى ممثلي الأحزاب والمنظمات والسفارة العراقية في برلين وعدد كبير من الشخصيات المستقلة ’ وكانت الدعوة الى اللقاء صريحة الهدف واضحة النوايا ’ وهو مجرد لقاء تشاوري وحوار اخوي مفتوح مع احترام خصوصية كل منظمة بغية الأتفاق مستقبلاً على صياغة برنامج مشترك واهداف واسلوب عمل نتفق علية ونلتزم به ويلتف حوله جميع الأطراف المعنية بغية انعاش النشاط الوطني الديموقراطي والمهني وخلق تقاليد وممارست افضل مما كان’ لقبول الآخر وفهمه وتدعيم الثقة المتبادله والتوحد حول الأهداف الوطنية والديموقراطية والنقابية المشتركة .

كان مفروضاً ان تجد المبادرة صداً وترحيباً ايجابياً عند المهتمين والحريصين على وحدة صفوف الجالية العراقية وتنشيطها خلف اهدافها المشتركة ’ وليكونوا اطرافاً مؤثرة في النشاط المستقبلي ... بعكسه ’ كانت ردود افعال اغلبهم سلبية مثيرة للأسف والمرارة .. استنفروا وشككوا ومن المحزن جداً ’ لقد تطوعت وربما مدفوعة بعض العناصر الرثة لأثارة الأكاذيب والتشويهات والتطاول على سمعة بعض الشخصيات الهامة بين اوساط الجالية العراقية ’ والمؤثرة على الأصعدة الفكرية والثقافية والأعلامية والتنظيمية ’ وبواسطتها ومساهمتها نستطيع انجاز الكثير من مهامنا في مواجهة النفوذ الأعلامي المسعور للزمر البعثية ’ انها شخصيات لا يمكن تجاهلها او الأستغناء عنها اذا كنا حريصين وصادقين فعلاً على انجاز ما ندعيه من اهداف وطنية وديموقراطية ونقابية ’ لا ان نتعمد خداع انفسنا والحاق الأذى بقضيتنا .

كنت متابعاً .. ورغم كل اشكال الضغوط والتشويهات والتشكيك وامور كثيرة غيرها ’ فقد انجز الآخوة المبادرون الكثير من اهداف مبادرتهم في مثل تلك الأجواء الخانقة وهذا ما يثير الدهشة والأعجاب .. فقد واصلوا اجتماعهم التشاوري وحوارهم الآخوي ’ وقد شارك في انجاح الحوار والتشاور النشاط الفعال لأصدقائهم المشاركين من مدينة بون ( المركز العراقي الألماني ) ومدينة هامبورك ودريزدن وهنوفر ومدن المانية آخرى ’ وكذلك المساهمة الأيجابية لممثلي السفارة العراقية في برلين ’ وقد اتفق المشاركون على مواصلة مبادرتهم وغنائها وعبروا عن اصرارهم على ممارسة حقهم وحريتهم في ان تكون لهم منظماتهم وتجمعاتهم ولجان تنسيقهم ونشاطاتهم الوطنية والديموقراطية والمهنية المستقلة ’ واختتموا اجتماعهم التشاوري بأنتخاب لجنة تنسيق على عموم المانيا يشترك فيها عضوان عن كل مدينة’ تنسق بين منظمات الجالية ومستقليها’ وتركت الباب مفتوحاً للترحيب بمن يرغب في استقلالية العمل المشترك ’ كذلك وعلى نطاق مدينة برلين وفي اجتماع لاحق اتفقوا على تشكيل لجنة تنسيق تأخذ على عاتقها الأتصال والتشاور والحوار مع المنظمات الآخرى والشخصيات المستقلة الى جانب مواصلتها لنشاطها الأجتماعي والأعلامي بين ابناء الجالية العراقية .

على جميع الآخوة ’ احزاب ومنظمات وشخصيات مستقلة ان يتفهموا الأمر ’ كون الأزمنة قد تغيرت ’ ونحن نعيش مرحلة الأنفتاح على الذات والآخر وان عاهة الوصاية والأحتواء اصبحت خرافة قد تجاوزتها اجواء الحريات الديموقراطية والحقوق المشروعة للأنسان والجماعات في ان تمارس حرية تغريدها خارج سرب ثكنات الأيديولوجيات والنظريات والبرامج الملزمة ’ ولا يمكن بأي حال استعادة وتأميم افكار الجماهير وطاقاتهم ومبادراتهم وحصرها في خرائب لا تستحق حتى مجرد الألتفات اليها .

نأمل ان يفهم الجميع ’ ان فهم الأخر وقبوله وتعزيز الثقة المتبادلة معه من اجل توحيد الطاقات والنشاطات والمبادرات بين الجميع الى جانب احترام وحماية ودعم استقلالية ونشاط منظمات المجتمع المدني ستعود ايجابيته وثمرته نفعاً للجميع ’ ورغم كل الظروف الصعبة ’ لقد استعاد الأنسان العراقي قيمته وانسانيته ودوره ’ وعلى الجميع تغيير طريقة التعامل معه والتقرب اليه وكسبه واصلاح الأوضاع بواسطته ’ لكن كل هذا يأتي فقط عبر احترام ارادته

نأمل ان نرتفع على الأقل الى الحد الأدنى من مستوى ما ندعيه .