| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

الجمعة 23/1/ 2009



الـنـاس والـشـعـائـر الـحـسـيـنـيـــه ...

حسن حاتم المذكور

لكـل شعب طبيعتـه وخصوصيـة اشيائـه التي يعبر عنهـا ممارسات وعادات وتقاليد ومعتقدات وقيـم ’ كذلك افراح واحزان ’ والشعب العراقي لـه ايضاً ما يميزه عن غيره ’ خاصـة فيما يتعلق بشعائره الحسينيـة التي ورثهـا ثقافـة واخلاق وروابط عاطفيـة ونفسيـة وروحيـة ’ وفي هذا الصدد ’ فالعراقيين لهـم طرقهـم الوجدانيـة الخاصـة التي ترسخت عبـر مئآت السنين والتي تميزهـم عـن ممارسات وسلوكيات وقناعات اشقائهـم في المذهب في ايران وباكستان وافغانستان ولبنـان وغيرهـا ’ ان ممارستهـم لا تخلو مـن طابعهـا الوطني الأنساني الرافـض ومحتواهـا الأجتماعي المميز ’ لذا نـرى ان بنات وابنـاء الشرائـح والمكونات القوميـة والدينيـة والمذهبيـة والفكريـة والفلسفيـة ’ يشتركون رغبـة وعفويـة فـي احياء تلك الشعائر ’ حتى ترسخت عادات وثقافـة عراقيـة اكثر منهـا مذهبيـة .
لدينـا امثلـة كثيرة يتذكرهـا العراقيون ’ كيف ان المسيحي والصابئي المندائي والأيزيدي ناهيك عـن المسلم السني يبذلون جهوداً واستعدادات ومشاركات معبرين عـن رغبـة الأندماج مـع اشقائهـم الشيعـة في المصاب الأليـم للأمام الحسين وصحبـه وافراد اسرتـه ــ ع ــ مصابـاً مشتركاً لهـم جميعاً .
ليلـة عاشورا وفي برلين بالذات مثلاً ’ نلتقـي ومن مختلف المكونات ’ بيننـا الأسلامي والمسيحي والصابئي المندائي والأيزيدي كرداً وعرباً وتركماناً لنحيي تلك الذكرى المقدسة بما يليق بها الى جانب ذلك تبقى المرجعية بالنسبـة لنـا وطنيـة انسانيـة تمثـل وترعـى الجميع وتقدس الأنسان قيمـة سماويـة ـــ السيد علي السيستاني مثالاً ـــ وتحضى بأحترام جميع الأطياف العراقيـة .
هنـا نتوقف ببالـغ الأسى والأسف لنسأل اخوتنـا في المجلس الأعلى الأسلامي ’ مـن هـي تلك الجهات العراقيـة التي يعتقدون انهـا اساءت الى الشعائر الحسينيـة واهانت المرجعيـة ... وما نوعيـة الأساءة والأهانـة والماذا وقت اخـذ الثـأر منهـا قبـل انتخابات مجالس المحافظات بقليـل وبمثـل تلك الحميـة الملتهبـة ’ حتى نشاركهم بـرد الأعتبار لتلك الشعارات المقدسـة والمرجعيـة العزيزة ... ؟
مـن يتابـع مظهـر سماحـة السيـد عمـار الحكيـم وسماحـة الشيـخ جلال الصغيـر وكذلك سماحـة الشيـخ الدكتور عـادل عبـد المهدي حفضهـم اللـه على فضائيـة الفرات وهـم يكررون ذات الأنشاء المتوتـر المنفعـل الهائـج ’ يشعـر بالرهبـة والفزع والخوف مـن اسواء الأحتمالات التي سيأتـي بهـا الغيث القادم ... ان الأمر يشبـه حالـة وعيـد تستهدف امـن واستقرار وأمـل المواطنين ويضعهـم امـام قـدر الأستسلام للأمـر الواقـع ورغبـة السادة في ان يلعبـوا لوحدهم او يخربوا الملعـب ’ الأمر لايحتاج فقط الى مـن هو ( مفتـح باللبـن ) بـل هـو نذيـر ردة مرعبة تثير الهلـع والقلق والأشمئزاز والرفض عند الملايين مـن بسطاء الناس .
صحيـح ان المجتمع العراقي ومنـه الشيعـة بشكل خاص لا زال مسحوق الكرامـة والروح والمعنويات تحت ركام الجهـل والعوز والأوبئة .. وصحيح يستطيـع البعض ان يواصـل تحقيق شـي مـن النجاح في تكرار غسـل ادمغـة ملايين الأبرياء وافراغ رؤوسهـم مـن ردود افعال الوعي وقـد يحقق انجازات تتعكز مرحلياً على تضليل الناس واستغفالهـم ... وقـد يستطيع ايضـاً كـل مـن يمارس لاوجدانيـة صيـد الأصوات الأنتخابيـة في بيئـة خلط الأوراق وتزويـر البصيرة والرشـد للمواطنيين لكنه في نهاية الأمـر سيجد رأس مستقبله السياسي والأجتماعي والأخلاقي مهشمـاً تحت ضربات مطرقـة الوعـي الجمعـي .
واضـح جـداً ة ان حالة التطير والأرباك الحاصل في نفوس قيادات المجلس الأعلى وقلقهـم على ضياع المكاسب الكبيرة على اصعدة السلطـة والجاه والمـال التي استحوذوا عليهـا كغيرهـم ’ هـو ناتـج عـن المواقع التي احتلتهـا القوى والأطراف الخيرة في الشارع العراقي والشيعي منـه بشكل خاص والتي شكل الأمـن والأستقرار وبحبوحة الأنجازات في الخدمات والأعمار اهـم تقاسيمهـا ووقوف بعض الأطراف الرسميـة وغير الرسميـة والمرجعيات الدينيـة والأجتماعيـة والثقافيـة على مسافـة واحـدة بين مكونات المجتمع العراقي بغيـة تقويـم العمليـة السياسيـة بعـد اخراجهـا مـن عنـق نظام التحاصص وحوسمـة المكاسب السريعـة والتي اصبحت اسباب مباشرة لتدميـر الثقافات والقيم والأعراف والتقاليد في الحريات الديموقراطيـة التي يتعطش اليهـا المجتمع العراقي حلمـاً وطريقـاً اوحـداً لخلاصـه مـن مخاطـر المركزيـة المفرطـة والتطـرف المناطقــي .
كان بأمكان قادة المجلس الأعلى ـــ ثقـة بالنفس ـــ ان يطرحوا امام الجمهور وفي اجواء وديـة ومباشرة مـع الأخرين ’ حجـم ونوعيـة الأنجازات التي حققوهـا للمواطـن العراقي وخاصـة في الجنوب والوسط وهـم الذين يملكون ولا يزالون اكثـر مـن حصـة الأسد مـن بين المحافظين واعضاء مجالس المحافظات ومدراء الشرطـة والأجهزة الأمنيـة والأداريـة والمؤسسات ومراكز العبادة والأمكانيات الأعلاميـة الهائلـة كالفضائيات والأذاعات والوكالات والصحف والمواقع الألكترونيـة ’ حتى يستطيـع الآخـر ان يحاججهـم ويقدم ما لديـه للرد عليهـم ’ لا ان يكرروا وعوداً بعـد خـراب البصـر وفي الوقت الضـائـع بالذات .
اكان اميـر المؤمنين علـي ( ع ) يملك فضائيات واذاعات وارصدة مليونيـة مـع انـه خليفـة الدولـة الأسلاميـة ’ واكتفى ان يكون امام الخيرين في العالم والمعلـم الأبدي بسيطاً متواضعـاً غنـي النفس يكره الفقر والجهـل عند الناس ’ فأين هـم من ادعاء ارتباطهم وتمثيلهم لقيم الأمام علي ... ؟ .
اين ذاك الذي هبط مـن واقعـه المترف وتحزم بعمامتـه بين فقراء الأمـة ( والمذهب ) ليعطي دروسـاً في مكافحـة الأميـة وارشادات صحيـة ويوصي بأهميـة المعرفـة والجهـد الشريف لمكافـة الأرتزاق والأتكاليـة على الصدقات والهبات المجانيـة التي تسحبهـم احيانـاً الى مواقـع الرذيلـة وتحلل القيـم الوطنيـة ’ او استقطـع قليلاً مـن فائض مهرباتـه لبنـا مستوصفـاً او مرافقـاً صحيـة او زرع شجرة او غرس نبتـة لأنقاذ بيئـة الصرائف وبيوت الصفيـح (الجينكو) او قادهـم لرفـع المزابـل التي تهدد صحتهـم واعمار اطفالهـم بأبشع انواع الأوبئـة ... ؟
ماذا سيقول الأمام الحسين ــ ع ــ عندمـا لـم يشاهـد بين مئآت الضحايا في كارثـة جسر الأئئمـة والآلاف مـن ضحايـا المسيرات المليونيـة ولا سماحـة معممـة واحـدة على الأطلاق ... وهـل ان الموت المجاني هـو فقـط حصـة ولـد الخايبــه ... ؟
هـل ان هناك شرع يجعلهـم خارج قوسي ضرب الزنجيل وحـز الرؤوس وتعذيب النفس التي يدفعون الناس اليهـا شعائـر مستوردة لا تليق بمكانـة الحسين ــ ع ــ وعظمـة استشهاده .
زوجـة احد ضحايـا جسر الأئئمـة ’ وعند زيارة الشيخ لقراءة الفاتحـة والمؤآساة ’ قدم لهـا التهنئـة مردداً " ياليتنـا كنـا معكم ( معك ) لنفوز فوزاً عظيمـا ... ردت عليـه الزوجـة محبطـة مشمئزة " شيخنـه اللـه يخليك خلينـه بمصيبتنـه ذاك الجسـر مـو بعيـد وروح ذب نفسك ’ كتلتوا الرجال رملتوني ويتمتوا الجهال وجاي تضحك علينـة "
واخيــرا ’ لا تسرقوا حسين الناس ’ فأنـه اكبـر واعظـم مـن ان تضعوه فـي جيب السياســة .


22 / 01 / 2009

 


 

free web counter