| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

 

السبت 23 / 9 / 2006

 

 

سأبصق في وجهي فقط ... ؟؟؟

 

حسن حاتم المذكور

اصابع اليد لا تشبه بعضها .. لكنها تتحد في الكف .. وبدونه لم تعد اصابع ..

هل تغفر لنا جحودنا ايها الوطن الجميل .. اننا نشبه بعضنا في كل الأشياء ’ الا اننا نفترق فيك .. عورتنا التي لم ترشدنا الكوارث والمصائب والمحن الى سترها .

انت ايها المثقف الباسل ’ تذبل عشقاً وحزناً من اجل العراق ’ هل تسمح لي ان ابصق في وجهي نيابة عنك ... ؟ لنترك وجوه الآخرين عامرة بلونها الأسود ...

كم هو عظيماً رائعاً ان يكون المثقف عميلاً مأجوراً خادماً للوطن فقط ويرشد الآخرين الى شرف عبادته ..؟

من يتابع وسائل الأعلام العراقية والثقافة اللاهثة حول مراكز المال والسياسة ’ سيجد ان حرائق التطهير قد اشتعلت في الساحة الثقافية’ تخنق في دخانها ما تبقى من نفس الثقافة الوطنية .

هناك ثقافة التمترس الأعمى للطائفة والمذهب .. وهناك التمترس الأحول لثقافة التعصب القومي .

هنا في معسكر الطوائف والمذاهب يزداد سعير الحقد المليشياتي .. وهناك تتوهج منذرة نيران الكراهية والنوايا السيئة في متراس التطرف العنصري .. بين هذا وذاك تتواصل جريمة التطهير الوحشي لثقافة الوطن والأنسان .

سأتقيء دموعي في احضانكم نيابة عنكم ايها المقاتلون في مواقع الموت من امامكم ومن خلفكم ونحن نرى فدرالية الرصافة

تقاتل فدرالية الكرخ .. ومحمية الأعظمية تتراشق بقذائف الموت مع محمية الكاظمية ..وامارة طالبان الغربية تسرق ابناء جمهورية جنوب ووسطستان وتقطع رؤوسهم والآخرى تمثل وتفرغ رصاصاتها في الرأس’ الأمارات والجمهوريات والمحميات الطائفية والعرقية في جنوب العراق ووسطه وغربه وشماله تزرع في قلوب العراقيين شهوة الأحقاد وجنون الكراهية وتحشرهم مجبرين داخل ثكنات المليشيات ومتاريس الأحزاب العشائرية وجبهات تكتلات العوائل المبجلة .. هنا وهناك وعلى امتداد الوطن ينبعث دخان الفتن التي ستعلن اشتعالها كوارث اضافية ’ ونرى صوت الحق والتسامح والتوحد مقتولاً على سرير احتضار العراق .. والدعوة الوطنية الى سلامة العراق وعافيته وهويته تصبح مؤامرة متهمة بأستهداف الطائفة والقومية ويجب ذبحها وتمزيقها بخناجر التعصب والأحقاد والقرارات العدوانية .

ــ سأفرش احزاني تحت احذية المحتلين تماماً مثل ما هو تراب الوطن ’ ونيابة عنكم ايضاً ’ ونحن نرى :

رئيس جمهوريتنا يهمش العراق في خطاب اوحديث بائس مع الرئيس بوش ’ ورئيس وزرائنا يتجاهل ماهية العراق بجوار ولاية الفقيه خامئيني ’ نواب رئيسي الجمهورية والوزراء ورموز حكومتهم ومجلس نوابهم يمارسون رقصة الأستهانة في العراق على سفرة خادم الحرمين وعواصم قلب العروبة النابض وجبهات الصمود والتصدي وكواليس الأسر الخليجية وانقرة الجارة الأسلامية .. لا يهم ما يعلن تضليلاً على شبكات الأعلام ’ بل الأهم والأخطر ذاك الذي لم تسمعه الجدران’ انهم يبشرون الآخرين بقرب نهاية العراق ’ وعرض الخدمات والولاءات وطلب الدعم في ان تأخذ الثعالب حصة الأسود من جسد العراق جمهوريات وامارات ومحميات وفدراليات ومناطق نفوذ .

ــ سأعلن خراب ذاتي اعتذاراً للوطن ونحن نرى :

سياسيي بؤس المرحلة لا يعرفون من العراق الا جغرافية المنطقة الخضراء ’ ومن الموت العراقي الا امنهم فيها ’ لاجئين في قلب العاصمة بعيدين جداً عن شوارعها وساحاتها وجسورها وبساتينها .. بعيدين جداً عن الواقع المآساوي للوطن وحزن الناس ’ انه ترف الأقفاص الذهبية وغيبوبة التخدير ووهم عقدة الظهور المضحك .

ــ سأخط ملامح عار نهايتي نيابة عنكم وانا ارى بعض الذين يدعون الأنتماء الى الثقافة يطلقون رصاصة الكلمة والفكرة ووجهة النظر في قلب الوطن تماماً ’او تسقط قاتلة في صدور اهلنا او تنحرف بعيداً في الجانب الآخر من قلب المنطقة الخضراء , اويسكبون اسهالاتهم زيتاً سريع الأشتعال على حريق الفتنة .

سأبصق في وجهي فقط .. انهم يقتلون العراق ولا يستحقون منا حتى البصاق .