| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

 

السبت 22 / 7 / 2006

 

 

ايها الوطن الجميل : محنتنـــا عراقيـــة

 

حسن حاتم المذكور

ــ من دفع بالعراق الى هاوية الموت اليومي ... ؟
ــ من فتح ابوابه لدخول ضباع الأفتراس اليومي ... ؟
ــ من فتح معسكرات الولاءات الطائفية والعنصرية والعرقية والفئوية الضيقة متاريساً للدخلاء والطامعين بعافية العراق ... ؟
ــ من يسترخص دم العراقيين وارواحهم ’ ويقبض عمولة بيع اجزاء الوطن بالمفرد ... ؟
ــ من كسرَ حروف العراق الأربعة ومزق الهوية المشتركة لأهله ... ؟

اسئلة مذبوحة على ابواب المصير المظلم للعراق ’ تبحث عن اجوبتها في دهاليز المصائب العراقية .
قد نقول : المسؤول هذا ... او ذاك .. الأحتلال مثلاً ... الطامعين من دول الجوار مثلاً .. الصهيونية والأمبريالية مثلاً .. وغيرها .. وغيرها .. مثلاً .
لكن : لماذا يحدث كل هذا في العراق وبمثل تلك السادية والوحشية غير المسبوقة ... ؟
من دعى كل تلك التناقضات ’ بأسبابها وعنفها وقسوة تراشقها بالدم العراقي ... ؟
الطائفي .. العنصري .. الذي رضع وتربى وتكرش حزبياً وعشائرياً وعائلياً من حليب الأخرين ... ؟
يخدعنا ... يضللنا .. يستغفلنا ومن الخلف يفجرنا ويزرع صفوفنا مليشيات مسعورة ’ بجرائم مأجورة ’ ومذابح مأجورة ’ وخطف واغتصاب مأجور .
اه .. ايها الوطن الجميل العزيز : هل تسمح لي ان اكذب على نفسي وادعي كرهك وامزق هويتك وانكر انتمائي اليك وانساك ... " آخ يالماتنسى ".
لقد اصبح كل شيء فيك ( كبول البعير ) .. الوطنية ’ القومية ’ الطائفية والعنصرية ’ وكذلك العملية السياسية بديموقراطيتها المقعدة ’ حتى الطرق الى الفردوس ودرابين الجنة ’ وطارقي ابواب الحور والمتهالكون شبقاً للغلمان وشهوة النخب السياسية والرموز العائلية ... كل شي فيك ( كبول البعير ) حتى مآساتك لا تشبه غيرها’ ومصائبك يهرب من يواجهها ويحاول تجنبها والأستخفاف برخص الدم العراقي ’ كل شي فيك لا يشبه بعضه وغير مآلوفاً للأخرين ’ مع انه عراقي بأمتياز .
حكومتك لا تشبه الحكومات ’ تتندر من هشاشتها وضعفها وعجزها وتمزقها وخواء عنجهياتها حتى اكثرالتجمعات العشائرية تخلفاً ’ رئيسها يتحكم حالماً في جمهورية مرسومة على خارطة فوق طالولة الرئاسة ’ نوابه ومستشاريه كل يسحبه بأتجاه متراسه مع انه مشدوداً الى ارادة المندوب السامي .
رئيس وزرائها ينتظر متى ينتهي كاسيت تصريحاته وكلماته وخطبه وجولاته لينتهي دوره معها .
وزراءه : حلقات تتشاور وتعد الدسائس للأيقاع ببعضها .. وزيراً يتبول على اطلال الأمن الوطني .. مستشاراً يمسح اسهالاته بلافتات الأمن القومي ’وزارات سيادية ’ وهنا يجب ان نحاصر ضحكة الشر بين قوسين ( ...... ) ’ وزيراً يسجل الأرقام اليومية للمذبوحين والمتفحمين في اضابيره لحقوق الأنسان ’ وزارة قراءت الفاتحة على قضية من هجروا وهاجروا منذ عقود وتراكمت معاناتهم واصبحت حملاً ثقيلاً على المدعين’ وهناك وزيراً للسياسة !! وآخراً للشؤون البرلمانية !! ووزيراً للوزير ’ ووزارة لأسلمة المرافق الصحية ’ ودورات تدريبية للمستشارين لتأهيل منتسبي الشرطة القدماء للمهمات الثقافية والتربوية .
هل تنكر ايها الوطن الجميل ..؟ ان مصائبك عراقية ’ والسكاكين المأجورة التي تذبح اهلك عراقية .. الطوائف والأعراق والأحزاب وتجمعات العشائر التي تقطع اوصالك وتتقاسم اشلائك عراقية ايضاً .. والدلالين والسماسرة والنصابين الذين يسترخصوك ويبيعوك خردة في اسواق التبعية والعمالة هم عراقيون .؟
ــ هل تنكر ... ؟
اذن من يتحمل مسؤولية كل تلك المهازل ... ؟
انت .. ام اهلك من غير فصائل الأقزام اللآمعة .. ؟
ان لم تكن انت .. ولا اهلك .. اذاً هناك آخر من بيتنا العراقي .. ينتمي خطأً الينا .. ضاجعت نشأته ضباع اجنبية وافرزت مؤثرات دولاراتها في شخصيته فولد محسوباً علينا واصبح مصيبتنا .
ايها الوطن العزيز : الناس منك ’ مثلما تعرفهم يعرفوك ’ ومثلما تريدهم يريدوك ويحبوك ’ يصغون اليك ويطيعون اوامرك اذا ما قلت لهم .
لا طائفية ولا عرقية ولا عقيدة او حزب بيني وبينكم ..احذركم ’ انهم اصبحوا خناجراً في خاصرتي ’لا تتركوني وحيداً اتعذب واتشضى .. فأنا وطنكم وانتم وحدكم اهله .
انطق ايها الوطن الجميل ’ كفانا موتاً في احضانك ’ نريد ان نتوحد .. ونعيد خياطة هويتنا المشتركة .. ونطرد من خيمتنا مليشيات الشر والرذيلة .. وننظف بيتنا من قذاراتهم ومظالمهم ’ ومن لصوص ا الغدر وعلاسيهم ’ ومن يقطع خيوط انتماءنا اليك ويجعل من عقيدته الخطأ وسيطاً بيننا وبينك .. ثم نقول لمن ليس منا : ارحل عنا ’ لا تكن سبباً في اذائنا ’ وعد صديقاً صدوقاً ان شئت ’ فنحن اوفياء ’ وبغدادنا داراً للمحبة والألفة والكرم والسلام .. ولايعرف تاريخنا ولا تقبل تقاليدنا حرائق الفتنة وجنون الأقتتال والأنتحار الجماعي .