نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

 

الخميس 22 / 6 / 2006

 

 

الأرهاب والمصالحة

 

حسن حاتم المذكور

الأرهاب الشرقي ( الأسلامي ) بشكل عام هو حصيلة ما انتهى اليه الطريق المسدود للأسلام السياسي بغطاءه العروبي ’ ومن تلك الزاوية السوداء حارب ظلاميي الأنظمة المتأسلمة ومؤسساتها الدينية كل ما هو علمياً وتقدمياً وابداعياً وحضارياً حتى تراجعوا بأتجاه الأيجابي من تراثهم فنحروه وتبرأوا منه بعد ان حرقوا اليابس والأخضر القليل من حاضرهم .

كان ذلك من حيث المظهر ردود افعال سلبية على المظالم التي ارتكبها الغرب السياسي لكياناتهم البشرية واطماعه غير المنصفة وتعمده زرع الجهل والتخلف واثارة الفتن ونهب الثروات الوطنية عبر انظمة فاسدة عميلة .

اتخذت ردود الأفعال تلك اعمالاً هوجاء وغير انسانية في اكثر جوانبها وعنف غبي استهدف الغرب كانسان وانجازات حضارية ’ وفي هذا السياق تم تفريخ وتطوير الجريمة عبر الأنتحاريين ومحترفي التفخيخ والتفجير داخل دور ومؤسسات التعليم والتربية الدينية’ خاصة في الدول الخليجية الغنية وبعض الدول العربية والأسلامية ’ وكانت المملكة السعودية ( الوهابية )المصدر الأهم لعناصر التدمير وزرع الخراب الشامل ’ حتى اصبح العالمين الأسلامي والعربي بؤر للتخلف والتحجر والأنحطاط وانتاج العنف والأحقاد والكراهية والغاء الذات والأستهتار بالزمن وتسفيه الحياة والتخبط بين جدران تاريخهما المزور اصلاً .

ابتدأ الأرهاب العروبي الأسلامي بمجمله بأعمال عنف هوجاء ’ تحدث هنا وهناك ’ واغلبها في مدن وعواصم الغرب ’ وبعد اختراقه ومحاصرته هناك انحرف بأتجاه تدمير المؤسسات والمُنشآت والمراكز السياحية داخل بلاده وذبح الحظ القليل من الثقافة الوطنية وتحول الى مسلكية ظلامية لها ايديولوجيتها ومنظريها ومنظماتها واجهزتها القمعية المنغلقة على ذاتها ’ كيانات مستهترة ساذجة مخدوعة محبطة نفسياً واجتماعياً منزوعة القيم والمشاعر الأنسانية ’ تثأر من الآخرين تعويضاً لخوائها وفشلها ’ تتوهم فردوساً منقذاً يفتح لها ابوابه عبر ارتكاب الجرائم البشعة بأحداث دموية هنا وهناك وفي فترات متقطعة واماكن متفرقة .

ما يحدث في العراق أمراً أخراً ’ مختلفاً تماماً .. انه مجزرة يومية متواصلة ’ لاهدف لها الا الحاق الأذى بالأنسان والوطن.. القائمين على تلك المجازر البشعة شلة من محترفي الأجرام .. سليلة الأرهاب التاريخي .. معتنقي العقائد والأيديولوجيات المنحطة .. زمر سافلة يطلق عليها في العراق ( حزب البعث العربي الأشتراكي ) متطبعة على القسوة والغدر والخديعة والوقيعة بالآخر.. وقد عاش العراقيون تجربتهم المريرة معهم على امتداد اكثر من ( 43 ) عاماً ’ استنزفوا العراق خيرة بناته وابناءه وكوكبة رائعة من مناضليه ومثقفيه ودمروا التقاليد الحميدة الموروثة لأهله وخربوا تراثه المجيد وبددوا ثرواته واهلكوا اهله فقراً وجهلاً واوبئة ’ وسلموه محروقاً في بركان كارثتهم واستمروا يطاردوه بالقتل الجماعي .

حزب البعث شلة باغية جبانة منقوعة بعقائد الغدر والرذيلة والخيانة متطبعة على ثقافة القسوة والعنف والأستهتار بحياة الأنسان وكرامة الوطن ’ ومن العبث والغباء التعامل معها على غير حقيقتها .

الأرهاب في العراق : ارهاباً بعثياً منفلتاً يوظف جميع خبراته وامكانياته ووسائله السافلة واساليبه المدمرة من اجل تحقيق غاياته في استعادة العراق بأهله ثم حريته في تعذيب الآخرين والغاء دورهم وتفريغ احقاده بهم وتحقيق ساديته في العودة بالعراق وشعبه الى قفص عقيدته وعنصريته وشوفينيته بعيداً عن الحياة السوية الكريمة .

الأرهاب البعثي : ملثمون يفخخون ويفجرون ويزرعون الأنتحاريين في الشارع العراقي .. عبوات ناسفة داخل العملية السياسية.. نواب مشاكسون في المجلس الوطني .. وزراء ونواب ومستشارين لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بمهمات الدعم اللوجستي والمخابراتي لمن يفجر الأمن والأستقرار ويزرع الفوضى والخوف والرعب داخل المجتمع العراقي والخراب المادي على طول العراق وعرضه .

الأرهاب البعثي : زمر من جنرالات ثقافة ثكنة السلطة والطائفة والقومية والحزب’ ملثمون او مكشوفي النوايا بمهمات تسويق مشاريع التوافق والوفاق والتصالح مع جلادي الأمس واليوم .. ومسخ الذاكرة العراقية وتخدير وعي الناس ويقضتها تحت شعارات نسيان الماضي وفتح الصفحات الجديدة تحت المظلة الخادعة للمصالحة الوطنية .

الأرهاب البعثي : رموز محتالة مخادعة تتحرك في المناطق الرخوة داخل كيانات الأطراف التي تتصدر العملية السياسية , وتعمل على انعاش تراثها في الأنتهازية والوصولية والذيلية واحياء نهجها المساوم والتركيز على نقاط ضعفها وعبر مشاريع المصالحة الوطنية تعمل على اعادتها الى احضان الجحر الذي لدغت منه عشرات المرات والذغ الشعب والوطن بسببها ودفع ثمن عاداتها القديمة دماء وارواح وتشريد ومآساة لم يتوقف نزيفها .

الأرهاب البعثي : يتدفق نشيطاً عبر مشاريع ومناورات الجامعة العروبية للتوافقات والمصالحات اللأوطنية, ويقاتل العراق بثرواتها ومفخخيها ومفجريها وانتحارييها واسلحتها الأعلامية .. ويضغط على مشاريع الأحتلال ومخططاته عبر محيطه العروبي الأسلامي ويطرح خدماته اللأمحدودة للخيانة الوطنية .

الأرهاب البعثي : يتبنى بقوة مشاريع تعميم ثقافة الفساد والفرهود في مفاصل الدولة والأيقاع بالمسؤولين الجدد في شباك رذيلته مستغلاً بذلك عقدة نقص ( المعارض المهمش ) وعدم استيعابه لدوره الجديد الذي يتطلب درجة عالية من الوعي الوطني وثبات المباديء والثقة بالنفس ونكران الذات وتحمل ثقل مسؤولية العمل النزيه الكفوء بما يخدم الوطن والأنسان وهذا ما تفتقر اليه رموز العملية السياسية الراهنة ’ وقد استغل الأرهاب البعثي تخبط تلك الطبقة السياسية داخل مستنقع بول بريمر للفرهود المحاصصاتي كثغرة نفذ منها الى الكيانات الطائفية والعرقية والفئوية الضيقة ليشعل داخلها حرائق الفتنتة وعمى البصيرة وفقدان الرشد .. ويغلي داخلها ويفجر فوران الأحقاد والكراهية وتدمير الذات والآخر .

الأرهاب البعثي : يعمل على جميع الجبهات وبمختلف الأمكانيات ويدفع بالحالة العراقية والأوضاع بشكل عام عائداً بها الى مربع الكارثة حيث البيان الأول لجمهوريته الثالثة .

يا دعاة المصالحة المشينة : تذكروا ضحايا الحروب البعثية .. وشرائح اجتماعية تم اجتثاثها قتلاً وتهجيراً .. ومجازر المدن وتفجير الأجساد ودفن الأحياء والأبادة الجماعية وزرع الجوع والجهل والمرض وبيع الوطن واهدار ثروات الشعب تعميم الموت وحرائق الفتن وتهجير اكثر من اربعة ملايين ونصف المليون عراقي ..تذكروا يصلحكم الله وصالحوا الناس والضحايا ’ عوضوهم وكرموهم واجبروا خواطرهم ولا تلبسوا عار مصافحة البعثيين ومصالحتهم .

ما نحتاجه الآن تعريفاً وطنياً للمصالحة ’ يرافقه احتراماً للذاكرة العراقية .. فالناس اوفياء لشهدائهم وسيرمون قذارات الأنتكاسة والفساد والرذيلة والخداع بأفواه من يبصق على الضحايا ويمسح بذيله الطريق لعودة مجرمي البعث .