| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

 

الأربعاء 1 / 11 / 2006

 

 

الأحتلال ـ الطائفية ـ والعنصرية : ركائز الكارثــة العراقيــة

 

حسن حاتم المذكور

ابناء العراق يتفرجون موتاً ورعباً وحزناً وهزيمة على وطنهم الجريح ’ وانياب ضباع الكارثة ومخالبها تمزق وتفترس وتتقاسم جسده المنهك ’ حصصاً واسلاباً وعنفاً وغطرسة .
الأحتلال .. العنصرية .. التعصب القومي والتطرف الطائفي وغيبوبة الوعي الجمعي تلك هي زوايا وركائز الكارثة العراقية ’ والتي شَرعنت قتل العراق وتقاسمه دولياً واقليمياً .. عروبياً واسلامياً ومحليا ً
الأستعمار: الذي يختزله الآن وبأبشع صوره الأحتلال الأمريكي الراهن ’ قد دخل مرحلة الحسم المآساوي مع العراق شعباً ووطناً .. العنصرية والشوفينية التي يمثلها البعث وغلاة القوميين والعنصرين منذ انقلابهم الأسود فـــــي 8/ شباط / 1963 ونظامهم الذي فرخه تحالفهم ( عمالتهم ) المشبوه مع الدوائر الأمريكية ’ حيث ابتداءت الأنتكاسة الفعلية في العراق ’ يضاف الى ذلك الثنائي الخطير ’ العمى الطائفي الذي اصاب القيادات الدينية للطائفة الشيعية ’ وخلطهم المكلف بين العواطف والروابط المذهبية والأنتماء الوطني ’ فكانت التبعية هي الأقوى في ضمائر بعضهم وقد استفحلت على حساب الأنتماءات الوطنية ’ فولدت ازدواجية سطحت وحرفت واضعفت مواقفهم ازاء مصالح الشعب الذي ينتمون اليه ’ يضاف الى وجه الكارثة هذا وجهاً اخراً له خطورته ايضاً يتمثل في ازدواجية مواقف القيادات الكردية بين ما هو وطني مشترك اني وبين ما هو طموحات قومية ’ تلك هي تقاسيم الكارثة العراقية .
الأحتلال الأجنبي ..التعصب العنصري والتطرف الطائفي وانحسار الوعي الجمعي الرادع ..الركائز الكارثية للأزمة العراقية قد دخلت مرحلتها المدمرة ومواجهاتها الخطيرة لتمزيق الشعب والوطن والغاء كيان الدولة العراقية بكاملها ’ ثم تقسيم العراق تحت ذرائع لا وطنية مختلفة هشة ومفتعلة ’ ستكون سبباً لحرق العراق وتدميره .
المفروض وبعد التغييرــ احتلالاً ــ في 09 / نيسان / 2003 ’ وبغض النظر عن اهدافه ودوافعة وخلفياته ’ كان بأستطاعة الأطراف التي كانت معارضة وتمتلك المبادرة التنظيمية والسياسية وشروط التعبئة الجماهيرية ’ ان توحد صفوف الشعب العراقي حول اهدافه ومصالحه ومستقبل اجياله ’ وفرض واقعاً وطنياً تضغط به على المحتلين وتجعلهم يحترمون ارادة العراقيين ويراعون مصالحهم ومستقبل وطنهم ... بعكســه ’ لقد عبرت تلك القوى عن ضيق افق قومي وطائفي ’ واثبتت عبر ممارساتها وميولها واندفاعاتها ’ انها مصابة بأعراض الأوبئة البعثية وفقراً قاتلاً في شعورها وارتباطها الوطني ’ فكان نهج التحاصص والتوافق والتساوم وتقاسم الأسلاب والميل الخطير لتجزاءة العراق وتقسيمه الى جمهوريات وامارات ومحميات وفدراليات فارغة من المحتوى الوطني .
القوميون الأكراد ’ كان مفروضاً ــ وكما يدعون ــ ان يطرحوا فدراليتهم مع اشقائهم وشركائهم في الوطن ضمن عراق ديموقراطي تعددي فدرالي موحد ’ وهذا حقاً مشروعاً لهم ’ بنفس الوقت اصبح ذلك هدفاً عراقياً مشتركاً ’ لا ان يخلطوا مشروعهم مع مشاريع فدراليات طائفية لا تهدف في مثل تلك المرحلة القلقة المشبعة بأسواء الأحتمالات وفوضى الأختراقات والتدخلات وحريق الفتنة والموت الجماعي ’ الا لتقسيم العراق وبيع اشلاءه الى جهات لا ترحم مستقبله على الأطلاق .
القيادات الشيعية اثبتت على انها متعطشة الى هامش من السلطة والغطرسة حتى ولو كلف طائفتهم ارواحاً ودماء وحاضراً ومستقبلاً ’ وانها جائعة للثروة والجاه مستعجلة للأستحواذ على ما تستطيع ’ اما قضية عامة ابناء الطائفة ’ملايينها.. فقرائها.. بسطائها ..’ فحصتها اللطم والحزن والكآبة والقناعة اللأواعية والطاعة العمياء لرموز الأحزاب والعوائل والمرجعيات والحوزات وقيادات المليشيات ’ وهذا الأمر تطلب جهداً استثنائياً للتضليل والتجهيل والأستغفال وتشويه العلاقات الأنسانية مع الآخرين ’ اما الثقافة والمعرفة والوعي والأبداع والتحضر ’ فتلك محرمات تتعارض ما تحت عمامة الشيخ والأمام والفقيه والمرشد والخطيب وعلى ابناء الطائفة تجنبها ’ حتى جعلوا الأغلبية الشيعية داخل المجتمع العراقي ’ خاصة في جنوبه ووسطه حالة سلبية واوراماً يدفع ثمن اعراضها ابناء العراق ومنهم الأقليات بشكل خاص .
العراق : وحدة ترابه .. امن واستقرار اهله وطموحهم المشروع لتحقيق نظامهم الوطني الديموقراطي التحرري الفدرالي في عراق موحداً مزدهراً ’ لم يكن ذلك حاضراً على طاولة النوايا الخلفية للقيادات الطائفية والقومية’ وقد ركبوا سفينة المحاصصات والتوافقات والمساومات مندفعين عبر نزيف ومعاناة العراقيين الى الجانب الآخر من طموحاتهم ومكاسبهم ضيقة الأفق ’ متفرجين لا اباليين على نزيف العراق ومصائبه قديمها وجديدها ’ ساخرين من ضحاياه وشهداءه ومهجرية ومؤنفليــه الى الحد الذي يتصافحون ويتصالحون ويتقاسمون غنائم السلطة مع المجرمين والقتلة والمدانين’ بدلاً من اخذ حق الضحايا والشهدا والمعذبين من الأحياء قصاصاً عادلا ً.
يا ابناء العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه .
متى ... ومتى ... ومتى ...؟
اسئلة مغيبة مثلكم مقتولة مخضبة بدمكم ’ اجوبتها تستصرخكم في الطرقات والأنهر وحاويات القمامة’رؤوساً واجساداً واشلاءً كالنفايات .
متى تستوعبون الدرس ... ؟ هل هو صعب حقاً كطلاسم محنتكم ... ؟
تصالحوا مع وطن موحداً بلا زوايا ... بلا مثلثات ومربعات ’ او محميات تفصلها حدود الكارثة واسوارعذاباتكم وغيبوبتكم ’ استيقضوا على مآساتكم واخلعوا ثوب الدخلاء والفاسدين والمندسين والدلالين والعلاسين ورموز الدجل والشعوذة والتضليل الشامل وابقوا على جلدكم العراقي نقياً زاهياً مصاناً جميلاً تماماً مثل ما كان .
متى ... متى ... متى ..؟
ولله لقد ملأتم قلب العراق قيحا ً.