| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

 

الجمعة 1 / 12 / 2006

 

 

والمليشيات ... منتخبــة ايضــاً !!!


حسن حاتم المذكور

هناك ثمـة واقع اصيل للحالة العراقية بكل ابعادها المآساوية ... الجميع يتجنب النظر اليه ولو بربع بصيرة ’ كون المليشيات على اشكالها في الدولة والمجتمع منتخبة في 15 / 12 / 2005 ’ وهذا قدراً انتخابياً لا غبار عليـــه .. يقابله تحريراً احتلالياً بكل المقاييس ولا شك في ذلك و- من هل المال حمل جمال .. - .

ان الذي قاله وكتبه وصرخه الكثير , قال نصف حقيقته بالأمس السيد رئيس الوزراء نوري المالكي " ان الوضع السياسي والأمني القائم في العراق يمثل انعكاساً صريحاً لأرادات سياسية منحرفة ... كما انه انعكاساً لعدم التوافــق السياسي بين الكتل ... وان السياسيين وحدهم يستطيعون انقاذ البلاد ... " .

قبلها اشار وكذلك غيره من المسؤولين المنتخبين ( على ان الحكومة مقيدة ولا تملك ارادة مستقلة لصنع القرار السياسي والأمني والأقتصادي ... ) وهذا يعني ’ ان هناك ثمة شريك في صنع القرار لا يمكن تجاوز ارادته’ فبين حانــة قوى التحرير احتلالاً ومانــة المليشيات الدموية المتسلطة انتخاباً ضاعت لحانا واحترقت لحية العراق ’ تلك هي حقيقة العورة والكارثة التي يخشى البعض ويخاف التقرب منها ورفع الغطاء عنها وكشفها للمغلوب على امرهم.

بين اصرار الأمريكان ومن يتحالف معهم للأستحواذ على العراق جغرافية وثروات واستراتيجية مستقبلية وبأي ثمن كان ’ وبين جنون تجييش المذاهب وانفلات مليشيات الأسلام السياسي واحزابه وهوس وانغلاق احزاب العشائر والطوائف والأعراق وتهالكها على تقسيم العراق وفرهدته انساناً وتراباً وثروات ’ يحدث كل هذا الذي نراه يومياً في العراق تدميراً للبلد وقتلاً للأنسان وحرقاً للحاضر والمستقبل بنيران همجية الفتنة المقيتة .

الثمن الذي تدفعه امريكا وحليفتها بريطانيا والراقصين على طبول الأطماع زهيداً بالمقارنة لمشروع امتلاك الشرق الأوسط كاملاً واخضاع العالم عبر السيطرة على العراق حياً او ميتاً الا من الثروات والجغرافية ’ لهذا لايكلفها التباطيء في خطواتها فوق مصائب العراق حتى انهاك اهله واذلالهم وسلب ارادتهم وردود افعالهم وتمزيق ما تبقى من لحمتهم ثم استسلامهم نهائياً ’ ذلك هو الطريق المفضل لمخطط المصالح الأمريكية في العراق والمنطقة والعالم.

هيجان الأسلام السياسي وانفلات الأطماع الطائفية والعرقية والحزبية والتكتلات العشائرية في ان يأخذ كل حصته من العراق المقتول والمقسم قبل فوات الآوان ’ جعلها تفقد الرحمة والشعور بالمسؤولية الوطنية ازاء العراق وشعبه وتكون شريكاً عبر مليشياتها واجهزتها وفرق موتها في اعادة قتل العراق وتعذيبه والأستهتار بمقدراته وامن واستقرار شعبه .

ان التزاوج بين هاتين الأرادتين الشريرتين قد جعل موت العراق وتمزيقه وفرهدته فديته وثمنه .

ما كنا نعتقد او مجرد نتصور ان العملية السياسية بمجملها كانت مفخخــة ’ تتفجر الآن بحاضرنا ومستقبلنا ’ وان الدستور مزروعاً بالعبوات الناسفة والديموقراطية ابتداءت ولا زالت مصائداً اصبح الناس ضحيتها ’ والقوائم التي جازفت الجماهيرومنحتها الثقة والأصوات كانت رموزاً مليشياتية بأمتياز ’ نحصد الآن ديموقراطيتها موتاً وفجائعاً وفتنة وتصفيات على الهوية .

قوى الأحتلال لا يليق بها الا حثالات المنتفعين والمختلسين والمرتزقة ومعطوبي الضمير من رموز التبعية والوكلاء لهذا حرصت على ان تبعد وتهمش وتطارد وتصفي الوطنيين والشرفاء المخلصين الكفؤوين فنياً وادارياً واخلاقياً من ابناء العراق ’ ولا يناسبها الا مؤسسات حكومية هي مجرد مقرات اركان لأدارة عمليات القتل المليشياتي واثارة الفوضى والفتنة في شوارع المدن العراقية .

كان رئيس الوزراء نوري المالكي ومع انه نصف منصفاً ونصف صريحاً ونصف شجاعاً لكنه الأفضل والأجرأ والمؤهل قريباً على قولها كاملة ’ عندما اشار الى ان التصفيات المليشياتية المتبادلة للأبرياء من ابناء العراق والمجازر بمجملها ما هي الا نتاجاً للصراعات بين اطراف العملية السياسية ويجب البحث عن المدانين داخل اروقة مجلس الرئاستين والمجلس الوطني والمجلس السياسي للأمن الوطني ومستشاريه وكبار رموزه ’ تلك الكيانات التي يتحرك بعضها بأشارة وارادة المصالح الأمريكية و- بعضها بتوجيهات الطامعين من دول الجوار وبعضها بدوافع الأنانية وضيق الأفق والكسب الحرام بعيداً عن مصلحة الوطن وقضايا الشعب ومستقبل الأجيال .

لماذا نحاول ان نبحث عن بقايا كيان للعراق داخل رماد الكارثة ونتوسل وقودها ان يقلل من اشتعاله المنفلت ولم نبحث فينا عن بقايا وطنية وشرفاً وارادة ’ ولم نكف على الأقل عن ان نكون سبباً اضافياً لحريق وطننا وحاضرنا ومستقبل اجيالنا .

ايها الجنرالات والرموز المليشياتية للعملية الأنتخابية .. الكبار الصغار’ ماذا تقولون للذين قفزوا على الناسفات وتقدموا تسللاً من بين المفخخات .. ووصلوا.. ورفعوا اصابعهم البنفسجية متوهمين نصراً ... ماذا تقولون لثقة الناس واصواتهم وحليب امهاتكم على الأقل .

ايها الجاحدون سليلي العار القديم والخوف القديم والعجز القديم والعنجهيات الكاذبة ... ماذا ستقولون للعراق اذا ما انحرف عن سكة المحاصصات والتوافقات واستعاد وجهته السليمة وعاد وطناً للأمن والأستقرار والأزدهار’ وعاد امة موحدة وخيمة مشتركة وعراق لأهله فقط .. ماذا ستقولون ..؟ اعني جميعكم .

02 / 12 / 2006