| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

الأربعاء 1/4/ 2009



البعث : عـقـيـدة ملطخـة بـدمـاء العـراقـيـيـن

حسن حاتم المذكور

يبحث البعض استغباء او استغفال للآخر’ عـن بعث ملـطخ او غير ملطخ بـدماء العراقيين ’ وفي سياق عمليـة الخداع والتسويف تلك تـم اعادة الكثير مـن قادة الجيش السابق ورؤساء ومدراء اجهزة استخباريـة ومخابراتيـة خطيـرة الى اغلب مفاصل العمليـة السياسيـة وماكنـة السلطـة وعلى اعلى المستويات ’ يبدو ان عمليـة البحث عـن ابرياء مـن دم العراقيين بين صفوف حزب البعث سوف لـن تتوقف حتى يتم تقاسـم السلطة والنفوذ والثروات والملحقات الآخرى ــ للكعكة العراقية ــ بين عائلـة العقيدة المشتركـة مـن بعثيين سابقين وورثـة جـدد ’ وهذا ما رفضـه البعث الرسمي معتبراً نفسـه لازال حياً فاعلاً لا يمكن تقاسم ارثـه الذي سيسترجعـه جمهوريـة ثالثـة ثـم العودة بالعراق الى ازمنتـه العفلقيـة ’ وفي مواصلـة لعبـة الضغط عبر استعمال ادوات الفتن وتعميم الفوضى والموت اليومي والتدمير الشامـل وزرع الخوف والرعب في نفوس المواطنيين يبغي دفعهـم الى زاويـة الأمر الواقع قـدراً يتنازلون بسببـه عـن حصـة الأسـد على الأقل تمهـد لـه بعـد سنوات وربمـا اشهر الى القفز عبر انقلاب ابيض او احمـر او في قطار لصديق ليعود في العراق الى مربعه الدموي .

البعث ليس حزباً تم اسقاطه وانتهى الأمر’ انه عقيدة عنصرية شمولية تدميرية يجب وبالضرورة اجتثاثها واستبدالهـا تحولات جريئـة على اصعدة القانون والعدل والوعـي وترسيخ الثقافات الوطنية والأنسانية امناً وسلماً اجتماعياً طوعياً ’ عملية مضنيـة طويلـة الأمـد لهـا كلفتهـا ’ لكنهـا تبقى الطريق الأنجـع لأنقاذ الأجيال القادمـة على الأقل ’ هكـذا فعلت شعوب العالم للتخلص مـن الفاشيـة والنازيـة والتطرف العرقي عبـر اجيال حتى تـم تفسخهـا وانحلالهـا واحتواء مخاطرهـا واثارهـا بعـد تجفيف منابعهـا داخـل المجتمعات التي اصيبت بهـا ’ انهـا عقيـدة وارث ماضوي تضرب جذوره عميقاً داخل المجتمعات العربية ’ ونتيجة لحالة الأنكسارات والهزائم والأنتكاسات والأنحطاط الشامـل ’ لـم يبقـى لهـا مـن مصيرهـا الا الأنتحار تدميراً للذات والآخـر ’ انهـا لا تريـد ان تغادر مسرح التطورات الكونيـة دون ان تترك بصماتهـا الدمويـة تاريخـاً بشعـاً ’ ان ازمتهـا تكمن في يقضتهـا عـن حلـم بائس توهمت فيـه انهـا " خيـر امـة انزلت للعالمين " .

ان الضريبة التي دفعها العراق على محراب ذلك الوهـم ’ جعلت بناتـه وابناءه يقفون امام ابواب حتمية التحولات الديموقراطية وطنيـاً وانسانيـاً وظرورة الأنسلاخ عـن واقـع امــة تحتضـر بعـد ان استهلكت كـل عقاقيـر امجادهـا ’ ليبـدأوا اعادة كتابـة تاريخهـم الرافديني وصياغـة ذاتهـم واستعادة هويتهـم الحضاريـة المشتركـة ’ وهـذا مـا تنتظره جميع شعوب المنطقـة والعالـم المتحضر ’ وعليهـم ان ينسـوا تمامـاً حالـة الألتفات الى الخلف جزاءً او قطـراً مـن امـة تكـرر اعلان نهايتهـا مـن داخـل جامعـة انظمتهـا العروبيـة .

البعث عقيـدة عنصريـة شوفينيـة شموليـة تدميريـة لا يمكن اختزالهـا بأفراد او منظمات او احزاب ’ انها ثقافة مئآت السنين ’ لهـا تربتهـا ومناخهـا الأمثلين على امتداد الوطـن العربي دون استثنـاء ’ لهـذا يجب الأبتعاد عـن الأتجاهات غير النزيهـة للبحث في اوبئـة البعث العروبي عـن اقلهـا شروراً ’ ولا نستبعد ان البعض ممـن يفتعلون تصـدر عمليـة اجتثاث البعث استهلاكاً اتخابيـاً اوتشنجات رفض المصالحـة والتظاهـر الخجول في التضامـن مـع الضحايـا في الوقت الذي يشتركون في ماراتونات الوصول للعواصـم العربيـة بغيـة العناق السري والعلني المفعـم بالعاطفـة وشجـن الذكريات مـع الزمـر البعثيـة ’ انهـم يحملون ذات الجينات البعثيـة في تفكيرهم ووعيهـم وايديولوجياتهـم وسلوكهـم ــ والطيور على اشكالها ـــ .

ان حلم ( وهـم ) الوحـدة القوميـة التي خرجت عن الطريق السوي للتحرر والديموقراطيـة ووضعت سـرج فقـر الملايين وجهلهـم علـى صهـوة الـديـن والأبار النفطيـة واعتمدت طريق العنف الأنقلابي والتسلط الشللي والتضليل الشامـل في وحدة وحرية واشتراكية كما هو البعث العراقي السوري ومجالس شعبيـة جماهيرية ليبيـة ووهابيـة سعوديـة واشتراكيـة عربيـة مصرية وكيانات اسرويـة خليجيـة تفتقر الى اللون والطعـم او جبهات مشتركـة للصمود والتصدي ’ فجميعهـا ومهما تعددت وسائل التضليل هي عقيـدة تدميريـة متآمرة لا تمنعهـا انانيتهـا وضيق افقهـا ورغبتهـا في التسلط مـن ان تكون طابوراً اجنبيـاً لتدمير حاضر ومستقبل الشعوب وسرقة مستقبلهـا او مطيـة تعبـر على ظهرهـا المشاريع والمخططات والأطماع الخارجيـة ’ انهـا في مجملهـا عقيـدة ( محرقـة ) تتخـذ مـن التمسك بأذيال الفتوحات والغزوات والأمجاد وتشويـه الحقائق التاريخيـة التي في معضمهـا تـفـتـقـر الى المحتوى الأنساني سببـاً لوضـع الكثير مـن الشعوب والمكونات التاريخية والحضارية على حافة هاويـة الأنقراض ’ بعـد ان حرقت حاضـر ومستقبل مجتمعاتها بالذات ’ انهـا وحـدة انقلابية مبنيـة على الغدر والوقيعـة والأبادات الجماعية والأضطهاد والتنكيل العرقي والطائفي وموجات همجيـة مـن الردة والتخلف ’ جردت اهداف شعوبهـا والمباديء السماويـة لدينهـا عـن محتواهـا وقتلت روحهـا وجعلتهـا اداتين للتعنصـر والتطرف واحتقار الآخر ومحاولـة اجتثاثـه والغاءه ’ وكان العراق هـو النموذج الأسواء للكارثة وان الثمـن الذي دفعـه تاريخـاً وحضارة وقيمـاً انسانيـة هـو الأكبـر بين الكوارث ’ لهـذا يجب وبالضرورة على المجتمع العراقي ان يبـداء عمليـة اغتسال جذريـة مـن داخلـه ويخلع عنـه كـل اسمال التطرف والعنصرية ’ ويعيد تقييم العلاقات الداخلية بين مكوناته على اساس فهـم الآخـر وقبولـه شريكاً دون شروط وعلى ارضيـة الثقافـة الوطنيـة والمشتركات الأنسانيـة ويندمج مـع بعضـه على طريق التحرر والديمقراطيـة والعدل والمساواة مستقبلاً آمنـاً للجميــع .

ان تلك المباديء والقيـم والتوجهات في اعادة ترميم الذات والعلاقات الوطنيـة والأنسانيـة واصلاح الهويـة العراقيـة التاريخيـة الحضاريـة سليمـة تجمع فيهـا جمال كـل الوان طيفهـا الأجتماعي ’ لا يمكن جمعهـا مـع العقـد المدمـرة للعقائـد المتطرفـة بنموذجهـا البعثـي المرعب .

اجتثاث البعث فكراً وعقيدة وايديولوجيـة وتنظيمـاً وممارسات ارهابيـة ’ هي عمليـة حضاريـة على اصعدة الوعي والثقافـة وهي مـن المهام المباشرة للدولـة والمجتمـع بعـد ان يصبحـا في تمـام العافيـة مـن اصابات التطرف الطائفي العنصري ’ والشعب العراقي مؤهلاً تمامـاً في ان ينهـض ويغادر ذلك المستنقع التاريخي البغيض .


01 / 04 / 2009





 

free web counter