| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

الأربعاء 17/3/ 2010

 

التحالفات القادمـة - وجهـة نظـر -

حسن حاتم المذكور     
 
بعيداً عن هجينيـة بعض الأئتلافات التي تشكلت ودخلت الأنتخابات التشريعيـة الأخيرة كقوائم كبيرة ــ رئيسيـة ــ وعدم تماسك بعضها من داخلها ’ فيمكن ان نستخرج من مجموعها اربعـة تيارات لأربعة مشاريع ’ ستترك بصماتها على مستقبل العملية السياسية للأربعة اعوام العادمة .

1- المشروع الأسلامي : الذي يطمح ان يكون البديل ــ الوريث ــ للمشروع القومي الذي حكم وتحكم في العراق منذ تشكيل الدولـة العراقيـة وبصيغ وانماط عديدة آخرها النموذج البعثي ’ المشروع الأسلامي تتجمع اغلب كياناته داخل الأتلاف الوطني العراقي - عمار الحكيم - وهذا لا ينفي وجود كتل وشخصيات وطنيـة مستقلـة تقترب بمسافات مختلفـة مـن المشروع الوطني العراقي .

2- المشروع القومي - العروبي - : المدعوم وبقوة مـن النظام العربي والذي يطمح بعودة العراق الى مربع حكم الأقليـة القوميـة الطائفيـة التي تشكل المناطق الغربيـة من العراق اهـم معاقلـه التاريخيـة وتشكل القيادات والتنظيمات السريـة والعلنيـة لحزب البعث العروبي المصدر والمتصدر لهذا المشروع حيث اصبحت القائمـة العراقيـة - علاوي الهاشمي النجيفي - واجهته الفعليـة على الساحة العراقية ’ ورغم محاولاته تكتيكاً الظهور على غير حقيقته ’ لكنه لا يستطيع التحكم بخلفيتـه ونواياه وتجنب تكرار زلات رموزه التي تفضح ماهيتـه ’ فالأناء لا يمكن لـه الا ان ينضـح بما يحتويه .

3- المشروع الوطني العراقي : ان بعض الكتل والشخصيات الوطنية التي تحمل الآن توجهات وطنيـة تقترب بشكل وآخر من المشروع الوطني العراقي المشترك عبر محاولاتها الجادة لعبور وتجاوز الفكر القومي الطائفي الذي اعاق التطور العراقي السليم خلال سنوات ما بعد التغيير في 2003 ’ تلك القوى والشخصيات التي تأثرت وتفاعلت مع حراك الشارع العراقي والمتغيرات والتطورات الأيجابية للوعي الجمعي ’ تتواجد الآن بزخم ملفت للنظر داخل ائتلاف دولة القانون وكذلك خارجه ككتلتي اتحاد الشعب والتغيير الكوردستانية الى جانب بعض الكتل والشخصيات الوطنية التي توزعت على الأئتلافات الآخرى وخاصة الأئتلاف الوطني العراقي ووحدة العراق ــ البولاني ــ وغير المقتنعة بأستقطاباتها الأنتخابية’ تلك القوى ستدفعها المفاجئآت غير المنسجمة مـع تطلعاتها الى الأنسلاخ عن ائتلافاتها الأنتخابية لتعود ــ تقترب ــ الى قوى المشروع الوطني العراقي المشترك .
جميع تلك القوى ( الأئتلافات ) والشخصيات المستقلـة ’ تعرف تحديداً ماذا تريـد ’ وتعلم ايضاً ان مستقبلها السياسي ستقرره اصوات الناخبين العراقيين وثقتهم المدعومـة بهامش التحولات الديموقراطيـة الذي توفر بفضل الذي حصل في 09 / نيسان / 2003 ورغبـة التغيير والتقدم وسرعـة التحولات النوعيـة على اصعدة الوعي والممارسـة عند الأنسان العراقي .

4- كتلـة التحالف الكوردستاني : هي الكتلـة الوحيدة التي تقف غالباً خارج السرب بسبب عدم وضوح الآخـر معهـا وهذا يجعلها تفتقر هي الآخرى الى الوضوح مـع الآخر واحياناً مـع الذات وترسم خطوطها الحمراء دون ان تدرك ان للآخرين خطوطهم الحمراء ايضاً ’ وبهذه الحالـة التي يتميز بها الواقع العراقي الراهن يصبح المرور احياناً عبـر خطوطها امراً يسيراً .

مراراً ارتضت القيادات السياسيـة الكورديـة ان تكون قضيـة شعبها بيضـة القبان لموازنات الأخرين ’ بينما الآخر ينظر اليها وزناً اضافياً ــ مجانياً ــ يمكن التحايل عليـه ثم الأستغناء عنـه بعد نفاذ الحاجة ’ وهذا الأمر يضع المجتمع الكوردستاني في حالة ارباك واحباط خانق ’ فـي الوقت الذي كان مفروضاً فيـه التركيز بقوة ’ اعلامياً وسياسياً وثقافياً واجتماعياً على تثبيت وتعميق مبدا الفدرالية وعياً وواقعـاً وممارسة وبالتعون والتنسيق مـع القوى التي ترى الفدراليـة والتعدديـة والأطار العام للحريات الديموقراطيـة طريقاً اوحداً آمنـاً للمستقبل العراقي’ تحاول استباق الأمور ومحاصرتـه بمطاليب قوميـة قد تكون محقـة بهـا على المدى البعيد لكنها ليست ملحة وليس بأستطاعة الواقع العراقي الراهن هظمها مما يضعف مصداقية التجربة الفدراليـة ’ لذلك لم يعرف تاريخ القيادات الكوردية ان صارحت شعبها بخطأ تاكتيكي او استراتيجي ارتكبته ومثل تلك الأخطاء امور واردة مما يعزز ثقـة الجماهير الكوردية بنهج قياداتها ويجنبهـا مخاطر الأنشطارات والأنقسامات غير الظروريـة .

الآن وقبل ان تعلن نتائج الأنتخابات التشريعيـة ’ تسابقت بعض قوى التحاصص للأستئثار ببيضة القبان الكوردستانية لمضاعفة وزنها وحصتها مـن كعكة السلطة القادمة والثروات ’ لكن لا نعلم بالتحديد ’ هل تعلمت القيادات السياسيـة الكوردستانيـة من تجاربها - المريرة في اغلب الأحيات - مـع القوى التي تخفي خلف شعاراتها ابشع النوايا الألغائيـة ... وهل ستميز بوعي وصبر ونفس طويـل بين قوى الردة العروبيـة التي تشكل الآن خطراً جدياً على المستقبل العراقي ’ وبين القوى التي تمثل المشروع الوطني المستقبلي للعراق ... وهل ستتوقف بحكمـة ودراية في الموقع الفاعل لأنجاز الأهداف الوطنيـة المشتركـة الملحـة وفي مقدمتها اعادة بناء العراق الديموقراطي التعددي الفدرالي الجديد ... ؟ ام ستتجاهل الواقع العراقي المحكوم الى حـد بعيد بالمؤثرات الأقليميـة والدوليـة ... وهل ستتجاوز الأشكالات التي تركتها الأزمنـة الخطـأ وتقترب حقـاً مـن الحلفـاء الأستراتيجيين لقضايا شعبها مهما كان حجمهم ومقدار خلافاتها الآنيـة مع بعضهم وتجنب مسالك التتاكتيكات التجريبيـة او رمي قضيـة شعبهـا كاملة في السلال غير الأمنـة للآخرين ... ؟

تلك اسئلـة ستجيب عليها الأيام القليلـة القادمـة 
يجب ان نقر هنا ’ ان مليارات الدولارات الخليجيـة والتدخلات العروبيـة بأعلامها ومخابراتها وضغوطاتها الى جانب التفجيرات الدموية الأخيرة للجارة سوريا قـد حققت لقائمتها ــ العراقية ــ الأغلبيـة شبـه المطلقـة في الموصل وتكريت وديالى وكـرخ بغداد ’ تلك نقاط الضعف التاريخيـة للمشروع الوطني العراقي ’ لكن السؤال الذي يثير القلق والريبـة ’ هل ستسمح القوى الوطنيـة بكل فصائلها ومكوناتها لنفوذ الدولار السعودي الخليجي ان يجـد طريقـه الى قبـة البرلمان القادم والتشكيلـة الحكوميـة بشكل عام ... ؟

اجاب الدكتور احمد الجلبي ( لا نصافح اليد التي نشم فيها رائحـة البعث ... ) كذلك قالها السيد نوري المالكي (ليس هناك ثمـة ما يجمعنا مـع اياد علاوي ...) ’ وصرح بها رفضاً بعض الشخصيات مـن هذا الكيان وذاك الأئتلاف ’ الموقف الكوردي لا زال ملتبساً ’ لكنه سوف لن يجد في النجيفي ما يستسيغـه المجتمع الكوردستاني ’ اما موقف الأئتلاف الوطني العراقي ورغم سلبيـة بعض رموزه ’ لكن الرأي العام وخاصة الذين منحوه ثقتهم واصواتهم سوف لن يسمحوا لـه بالتراجع اكثر مما هو عليـه ’ وان الشارع العراقي سيعاقب من يحاول مساومـة البعثيين او عرض قضيتـه ومستقبلـه في اسواق الأرتزاق .

ان قناعتي ووجهة نظري ترى ان الحكومة التي ستتشكل على المدى القريب ’ ستكون اكثر قرباً وانسجاماً مـع الشارع العراقي’ وسيكون الشعب شريكها ومعارضها ومرشدها ومهذب ايدائهـا ’ وان عراقنا الآن حقاً على ابواب مستقبلـه الأفضل .

 

17 / 03 / 2010
 

 

free web counter