| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

                                                                                      الأربعاء 16/2/ 2011

 

بين سندان السيء ومطرقة الأسوأ

حسن حاتم المذكور         
 
العراق شعب ووطن وقضية , يًسحق الآن بين سندان المحاصصة والفساد ومطرقة الردة والتآمر ’ لكل ادواته ووسائله واساليبه ومصالحة المتداخلة في اغلب الأحيان مع بعضها’ الشعب العراقي وحده الأعزل والضحية ’ لايملك غير صبره وصوتـه الذي سيصرخه من داخل الشارع العراقي وصناديق الأقتراع .

اشكالية حقيقية ومحنـة الموس في البلعوم ’ ان يكون الموقف الموضوعي المخلص مقتولاً داخل معادلة كريهة تكررت علينا في اكثر من مرحلة ’ فأين ما نقف الآن نكون محسوبين ’ اما على قوى السندان او على قوى المطرقة ’ وكل يرمي في وجوهنا غسيل خلفيته غير النزيهة .

اثناء الحرب العراقية الأيرانية التي استمرت ثمانية سنوات ’ وبغض النظر عن الذي ابتدأها ( ولماذا ؟؟؟ ) وعن الذي استمر بها ( ولماذا .. ؟ ) ’ كنا نؤكد على انها حرب مفتعلة ونتائجها ستكون كارثية بالنسبة للشعبين العراقي والأيراني ولا نؤيد فيها طرف ضد الآخر’ لكنها كجريمة يجب ادانتها وايقافها في جميع الحالات ’ فكان الموقف هذا مداناً من طرفي ابواق الأرتزاق’ فالذي يسّير رياح انتهازيته ووصوليته النظام العراقي’ يتهمنا بالخيانة والعمالة للنظام الأيراني’ والذي يسّير رياح تبعيته النظام الأيراني ’ يتهمنا بالعمالة للنظام العراقي وبعثيين احياناً ’ انتهت الحرب ومثلما ابتداءت مهزلة وهزيمة للنظامين ’ كانت كارثة على الشعبين العراقي والأيراني لازالا يدفعان ثمنها ضحايا ومفقودين وايتام وارامل ومعوقين وخراب شامل .

هذا الأمر ــ الأشكالية ــ حصل ايضاً بالنسبة للحرب الآخيرة على العراق مثلما حصل في الموقف من غزو الكويت واحتلاله .

ليس في الأمر جديداً ’ اذا ما تعرض موقفنا الراهن ازاء ما يحصل في العراق الى تشويه واتهام ’ فأننا الآن بين طرفي قوى التحاصص والفساد الشامل ’ وقوى الردة والتآمر والدسائس ’ فأن وقفنا الى جانب المطاليب المشروعة للملايين المسحوقة ’ تتهمنا اطراف من المؤسسة الحكومية بالعمالة لقوى خارجية واخرى محلية ’ واذا ما رفضنا بعض التحركات المشبوهة التي تحاول خلط اوراق اجندتها مع اوراق المطاليب الشعبية المشروعة ’ فنتهم بالأرتزاق والأرتباطات المصلحية بحكومة التحاصص والفساد .

الأمر يذكرني بفلم قديم :غزالة طاردتها الضواري’ فالتجأت الى بحيرة مليئة بالتماسيح’ فوقفت مستسلمة حيث النتيجة واحدة .

ان الذين يدينون موقفنا ومهما كانت مبرراتهم وفبركاتهم ’ فأما يريدوننا الأستسلام لضواري التحاصص والفرهود الشامل ’ واما لتماسيح الردة والتآمر ’ وفي كلا الحالتين فهم ليسو اكثر من ذيول في مؤخرة هؤلاء واولائك ’ ويجب في هذه الحالة تجاوزهم والتمسك بعروة المواقف الوطنية .

اذا اردنا تجنب الضحك على ذقوننا ’ واكتفينا بما الت اليه مواقفنا المجاملة المترددة الخجولة ’ وهروبنا عن مواجهة ورؤية الحقائق كما هي ’ علينا ان نقر ’ ان الخطيئة قد ارتكبتها الملايين الضحية بحق نفسها عندما توجهت الى صناديق الأقتراع لانتخابات 07 / 03 / 2010 , مشحونة بتأثير مخدرات التصعيد والأستنفارات والأستقطابات الطائفية والمذهبية والعرقية ’ وللدقة نقول : ان الملايين من مواطنات ومواطني محافضات الجنوب والوسط ’ انتخبت طائفييها ’ والملايين من اهالي المناطق الشمالية الغربية انتخبت بعثييها وعنصرييها ’ والملايين في اقليم كوردستان ’ هي الآخرى انتخبت قومييها ’ فكانت حصيلـة تلك الخطيئـة ( حكومة شراكة وطنية ) لا علاقة لأطرافها بالمباديء والقيم الوطنية والأجتماعية للقومية والطائفة والمذهب ’ واذا ما تعلق الأمر بالمصالح الفئوية والحزبية والعشائرية ’ فلا مانع لديها من سحق الأبرياء ممن تدعي تمثيلهم والعبور على ظهرهم’ وتصبح افعالها بعد الأنتخابات عكس اقوالها ووعودها قبلها .

هنا ومن خلال الجماهير المليونية للمكونات العراقية ’ فقط يمكن اصلاح الأمر وتقويم المسار ’ خاصة وان تلك الجماهير قد استيقضت الآن وتعلمت الدروس وامتلكت الأجابات عن اسئلة المرحلة ’ وستحسم امرها مع من كذب عليها وخدعها وعبر على ظهرها ثم كسره ’ عبر نضالات وتظاهرات واضرابات مطلبية مشروعة ’ كخارطة طريق مشتركة تقرر فيها مصيرها وترسم تقاسيم مستقبلها من داخل صناديق الأقتراع لأنتخابات 2014 ’ بعد ان تفصل اوراق اهدافها بشكل تام وبحذر شديد عن اوراق الزمر الشريرة التي تحاول التصيد بمياه بؤس المرحلة والمأزق الحكومي وتجيير المعانات العراقية ومشروعية رفضها ومطاليبها لصالح اجندات دولية واقليمية ومحلية وبأستعراضات وبهلوانيات مدفوعة الثمن ’ ومهما كانت النوايا مسلفنة بالتضليل والخداع ’ فأخطارها يجب ان لا تجد لها مكاناً في الشارع العراقي . ... ـــ آمين ـــ

 


16 / 02 / 2011


 

 

free web counter