| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

الأثنين 15/11/ 2010

 

علاوي : وسائل بعثية في زمن غير بعثي ..

حسن حاتم المذكور         

مبادرة خادم الحرمين المدعومـة عربياً ’ والمسلفنة بالمفخخات والعبوات واللاسقات والأحزمـة الناسفة محلياً ’ والتي ابتدأ فعلها بمجزة كنيسة سيدة النجاة ’ ثم مجازر متلاحقة في بغداد ومدن اخرى ’ كانت اول الغيث ’ لولا يقضـة الشعب العراقي وبمعيته التحالفين الوطني والكوردستاني وقوى خيرة اخرى جعلت الخادم الحرميني ’ يسحب ذيل مبادرته الى موخرته مناورة ليبدأها مبادرات ومفاجئآت دموية اخرى لانهاية لها على المدى المنظور .

بعد توصل الأطراف العراقية الى بعض الأتفاقات والتعهدات وخاصة فيما يتعلق بالرئآسات الثلاثـة كخطوة على طريق حكومة الشراكة الوطنية المفترضة’ وعند دخول اعضاء مجلس النواب الجديد يوم الخميس المصادف في 11 / 11 / 2010 ’ استبشر العراقيون واملهم مشوباً بالشك والريبـة في ان يلـد فيـل حكومة الشراكة الوطنية فأراً وطنياً ’ كانت قاعـة الأجتماع ملبدة بغيوم الدسيسة ’ وتقاسيمها تنضح الشر من وجوه بعض اطراف ورموز العراقيـة ’ والأدوار معـدة بأتقان ’ وبعد انتخاب رئيس مجلس النواب ( الحصة ) كانت ساعة الصفر في كلمة السيد اسامة النجيفي مباشرة’ حيث اعلن بيانهم الأول’ وصراخ محمد تميم وحيدر الملا بمثابة النشيد الحماسي لنخوتهم العربية ’ اما السيد علاوي الذي تنفس برئـة بعثية ’ كان دوره الأنسحاب مشحوناً بشر الأمور ’ ساحباً خلفه قطيعـه المتكون من 60 نائباً ’ خاصة بعد ان صوت البرلمان بأغلبيتـة الساحقة على رفض ادراج ورقـة دسيستهم ’ فصدر دخان التهديد والوعيد عبر مؤتمرهم الصحفي .

لقد ادركت الأغلبيـة الساحقة داخل البرلمان ’ نوايا وابعاد وخلفيات الدسيسـة ’ وخاصـة تحالفي دولـة القانون والكوردستاني ’ والخيرين من داخل العراقيـة ’ فأجهضوا المحاولة في مهدها واستمروا في اكمال برنامج الجلسة ’ فتم وبسلاسة انتخاب السيد جلال طالباني رئيساً للجمهورية والذي كلف بدوره السيد نوري المالكي كمرشح للكتلـة البرلمانية الأكبر كرئيس للحكومـة ’ فكان يوماً ( عرساً ) احتفلت بـه الملايين من بنات وابناء العراق .

عاد المنسحبون الى جلسة البرلمان السبت 13 / 11 / 2010 ’ وعلى وجوههم وتصرفاتهم افتعال بعض المبررات ’ فقط ليبتلعوا فشل مغامرتهم ثم يبدأوا دسائسهم في حلقات قادمة .

ان المؤامرة البعثيـة تلك ’ لم تكن وليدة يوم الخميس ’ انها اقدم من ذلك بكثير ’ حيث ابتدأت قبل الأنتخابات الأخيرة بأشهر ’ اشتركت فيها اطراف اقليمية عربية واسلامية وكذلك دوليـة وقد اعلن بيان مسلسل حلقاتها ’ رئيس مجلس المفوضيـة العليا السيد فرج الحيدري من داخل صناديق الأقتراع ’ انها ابتدأت لتتواصل حتى نهاية الفترة المتبقية من عمر البرلمان الجديد وبأدوار لاتخلوا من الشطارة والدهاء والتنسيق المحكم بين جناحيها العسكري المتخصص بتفجير وحرق الشارع العراقي ’ والسياسي من داخل العملية السياسية ’ خاصة وانه الآن سيتمتع بمسؤوليات خطيرة داخل المؤسسات الحكومية .

صحيح ان دسيسة تزوير الأنتخابات الأخيرة ’ قد فرضت واقعاً انتخابياً لايمكن تجاهله او تجنبه ’ وان موس التعامل مع بعثيي ائتلاف العراقية ’ سيبقى معلقاً في بلعوم العملية السياسيـة للسنوات التي ستسبق انتخابات 2014 ’ لكن ما نأملـه ونعول عليه ’ ان السيد نوري المالكي ــ دولة القانون ــ كرئيس للحكومـة القادمـة ’ والذي ادار الصراع مع بعثيي العراقية بحرفيـة وواقعية عاليـة وقراءة جيدة للخارطة السياسيـة اقليمياً ودولياً ’ وبوضوح رؤيـا تعامل مـع الواقع العراقي ’ سوف لن يسمح بفتح ثغرة تنفذ منها قوى الردة لتحقيق مشروعها الطائفي العنصري المدمر ’ هذا اذا اضفنا المواقف الأيجابيـة للرئيس جلال طالباني والكتلـة الكوردستانيـة ’ الى جانب ردود الأفعال الوطنيـة لبعض الأطراف من داخل العراقيـة ’ بعد ان ادركوا عبر تجربتهم المتواضعـة مع بعثيي قائمتهم ’ انهم سينتهون الى مآزق اذا ما واصلوا العمل معهم .

ان التهديدات والوعيد بعودة العنف والفتنـة ( اذا ما ... ) والتي يطلقها علاوي لأبتزاز الأخرين كلما اصطدم بنهاية طريقـه المسدود ’ ان دلت على شيْ ’ فأنها تدل حقيقـة على ارتباطه الوثيق بتلك المجاميع الأرهابيـة ’ وتعزز من قناعـة العراقيين بسؤ نواياه وممارساته ’ انها وفي جميع الحالات ’ قد تلحق اضراراً بالعراق وتؤذي شعبه ’ لكن نهايتها ستكون حتماً في مزابل الردة .

ان ممارسات اياد علاوي وسلوكياتـه البعثية ’ تأتي في زمن غير بعثي ’ وستكون في مقدمة سقوطـه ( وطاقمـه ) سياسياً واجتماعياً واخلاقياً كآخر بعثي محترف ’ فبقايا البعثيين بشكل عام هم اغبى من ان يدركوا ويستوعبوا الواقع العراقي الجديد والتحولات الفكرية والسياسية والثقافيـة والأجتماعيـة والتنظيميـة التي تحدث وتتطور داخل المجتمع .

جميع المعطيات تؤكـد : ان القطار العراقي يسير الآن على سكـة المستقبل الزاهر لاجيالـه وسيترك مخلفات الردة على قارعـة الذكريات الأليمـة ’ اما الذين خذلوه في اصعب اوقاتـه فسيعاقبهم بالأهمال التام .

 

15 / 11 / 2010
 

 

free web counter