| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

السبت 15/5/ 2010

 

على الجوار الأسراع في تشكيل حكومتنا !!!

حسن حاتم المذكور      
 
وشر الأمور ما يضك ’ قـدر نطالب فيه دول الجوار’ ان تتفق وتسارع في تشكيل حكومتنا القادمـة’ انـه مأزق غير مسبوق يشترك فيه الناخب والمرشح’ فالناخب تم فصاله على ثلاثـة جغرافيات منفصلـة عن بعضها روحياً ونفسيـاً مشحونـة بالخوف والكراهية ورفض الآخر ’ محافظات كوردستانيـة واخرى غربيـة ووسطية جنوبية ’ غير مسموح لساكنها رؤيـة وطنـاً خارج حدود جغرافيتهـا ’ امـا المرشح فيأتي حصراً مـن تلك البيئـة ’ وقد اثبتت التجربـة العراقية ’ ان معارضي الأمس كانوا يشكلون الوجه الآخر للطاغية ناهيك عن ان بعضهم كان جزأً من جسده’ فكيف وفي هذه الحالة يستطيع الوطن ان يتنفس برئة مستقبله ؟

لتفسير تلك الظاهرة المريبـة ’ نترك الأمر الى علماء النفس والأجتماع ’ اما نحن ضحيـة التهميش المنظم ’ فسنستعين بصبرنـا واملنـا بأن التحولات الحاصلـة في عمق المجتمـع العراقي وحالة الأغتسال الداخلي ’ ستفعلا فعلهمـا بقوة لتختصر للناس طريق الألام وصولاً لأبواب عراقهم الجديد . ؟

يقول المثل " لو قلت الخيل شـدوا ... " ’ فهل حقاً جفت بلاد الرافدين فاصبح مجتمعها لا ينتج الا المخصيين ... وهذا العراق اضعف من ان يلد ابناً وطنياً ’ فيذهب المعوقون فيه الى عواصم دول الجـوار يلتمسوهم ليتقاسموا فيـه فصال الرئآسات والوزارات والمسوليات لتصبح الأبواب مفتوحـة للأختراقات ونهب الجغرافية والثروات ...؟ وهل ان انظمة الجوار لا يناسبها عراق مسالم يحترم مباديء حسن الجوار والمنافع المتبادلـة ’ ويهابونـه عدوانيـاً غادراً مهدداً لسيادتهم ... ؟’ انه امر مثير للأستغراب والأحتقار لتلك الأنظمـة التي لا تحترم نفسها وشعوبها اساساً.

ـــ انت يا هذا وذاك الذي تريد استيراد نفسك رئيساً للوزراء والجمهورية والنواب ووزيراً سيادياً ومسؤولاً امنياً عبر صفقات ومساومات وعرض خدمات مـع انظمـة الجوار ’ ماذا ستصنعون اذن بثقـة الملايين واصواتهـم التي كدستموهـا في اكياس ائتلافاتكـم وقوائمكـم وكتلكم ورخصتموها في اسواق التبعيـة والولاءات المشبوهة ... ؟ .

في حوار مـع صديق مصري قال " انتم العراقيون تسيئون الى انفسكم والينـا ايضاً ’ كيف تطلبون من دكتاتورياتنا الشمولية ان تساعدكم في تشكيل حكومة تحقق لكم ديموقراطيتكم ؟ لقد حرقتم اوراقنا التي كنا نريد ان نلعبها نضالاً ضد جلادينا مدعومة بنجاح تجربتكم .. ؟ "

العراقيون يعاقبون انفسهم ’ انهم يجهلون ذاتهم وموزعون على كانتونات تحاصرهم بعيداً عن الأجواء الصحيـة للأنتماء الوطني ’ وغلطـة يعاقب عليها العراق محلياً واقليميأ ودولياً اذا مـا خرج مـن احشاءه وطنياً مخلصاً يرفع هويتـه التاريخيـة والحضاريـة ويحرص على كرامتـه وسيادتـه ومستقبل اجيالـه ’ فثورة 14 / تموز / 1958 في نظر المتدخلون غلطـة دفع العراق ثمنها دماء وارواح الخيرين فيه ’ والآن يعاقب كل مـن يرفض المأزق والهزيمة والأنحطاط وفوضى الرذائل ويتجرأ التنفس برئـة العراق ’ فالأمر هذا فيه خروجاً عن واقع التقسيم الكانتوني للواقع العراقي .

صعب ان نتحدث عن وطننا بهذه الطريقة غير اللائقة والأصعب جداً ان نمثل دور الحمالين لنضـع قضيتـه اصواتـاً انتخابيـة داخل عربات الدلالين ليشبعوها ترخيصاً وبيعـاً في اسواق الجوار’ والأسوأ من هذا وذاك عجزنا الذي لا يتجاوز ثرثرة افكار ووجهات نظر في وصفه مهاناً بنـا .

اعجبني شاب جيكي ’ عندمـا احتلت قوات حلف وارشو عاصمـة بلاده عام 1968 فأنتحر حرقاً امام اعين المحتلين ’ فكانت لهم هزيمـة نفسيـة ومعنويـة لا زالت اثارها عالقـة في تاريخهم .

ماذا علينا ان نفعلـه نحن العراقيون وبغداد مقيدة بالحواجز الكونكريتيـة وحرائق الغزات والزنات والقوادين المحليين مشتعلة على صدرها’ وشرفها على رأس رمـح عروبي يعرض في عواصم العهر لأنظمـة الجوار ’ فهل هناك ثمـة طريقـة نعبر فيها عـن عجزنا اعترافاً واعتذاراً لبغـداد الأسيرة ’ او نخلـع اسمال رجولتنـا ونتعرى تحت طلب زنات المنطقـة الخضراء.. ؟ ام اننـا قادرون على تعبئة اهلنا لأنتفاضـة صمـت وطنيـة على امتداد الجنوب والوسط في الأقل نستعيد فيهـا اوراق قضيتنـا مـن فوق طاولـة الدلالين والوكلاء ونقنع ( اشقاءنـا !!! .. ) في المحافظات الغربيـة ’ مـا كان سوف لن يكون ’ وليس بأستطاعتنا الصبر عليكم اكثـر لأننـا نحترم دمائنا ولا نريد لأجيالنا ان تتكرر عليهم مآساة عبوديتنا مع اجيالكم’ انتخبوا بعثييكم واحتفظوا بهـم لكـم ’ فليس لهم مكان بيننـا وأن خياراتكـم لا تملك الآن وقتاً للمناورة ’ ولنقل لأمريكا ايضاً ’ انكم حقاً اقوياء وتملكون الكثير مـن اوراقنا’ لكننا لم نعد جداً ضعفاء وبأستطاعتنا ان نرفع اصبع حقوقنا ومصالحنا في وجوهكم ’ ولنقل لدول الجوار ’ اننـا شعب وليس حفنـة دلالين ’ فأحرصوا على ان لا يكون ثمـن دمـاء وارواح شهداءنا ومعاناة اراملنـا وايتامنـا مكلفاً لكم ’ فأحترموا انفسكم والجورة واعيدوا طوعاً مـا سرقتموه مـن ارضنا وثرواتنا قبل ان ننتزعـه منكـم .

اذا كنا نستطيع ذلك ’ فلنبدأ مـن اليوم بأتجاه الغـد وبعـد الغـد لنزيل مـن تاريخنا سمسرة الدلالين على قضايا شعبنا ووطننا ولا نحتاج الى من يشكل لنا حكومة ويصنع لنا مصيراً .


 

13 / 05 / 2010
 

 

free web counter