نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

 

الجمعة 14 / 7 / 2006

 

 

اللعب على حبلي الوطن والأقاليم !!!

 

حسن حاتم المذكور

لا اقاليم معافاة في وطن واهن .. ولا وطن سليماً بلا اقاليم متماسكة متحابة داخل خيمته ’ على الأقل في مديات التحولات العاصفة والمصيرية الراهنة .

يحاول البعض ان ينسجوا في مخيلتهم صروحاً من الأوهام على رمال الوعود المتحركة والتي كذبت نفسها مراراً’ واغرقت الحالمين في مآساة وطنهم وشعبهم مع انهم دائماً يتسللون من حريق المحنة الى الجانب الآخر من اطماعهم ومصالحهم كي يستحلبوا المصائب مكاسباً فئوية وعشائرية وشخصية ويواصلون ممارسة اللعبة نفسها حيث انتهت الكارثة ’ حريصين على ان يبقى العراق متعباً مشلولاً .

عندما يسقط الوطن ’ تسقط الأقاليم ( والأقليم ايضاً ) ’ وعندما ينهض تستعيد حيويتها وتنهض معه ’ تلك الحتمية لا يمكن ادراكها بالشطارة او افتعال الدهاء ’ انه التاريخ عندما يكون اصيلاً ناطقاً بالحقائق والتجارب والعبر’ ومن يلدغ عشرات المرات ومن جحر واحد ’ لا تمكنه مؤهلاته الطائفية والعرقية والفئوية ادراك ’ ان المصالح والأطماع ومنها الدولية بشكل خاص ’ لا اخلاق لها ولا ذمة ولا رحمة ولا ثبات على الألتزامات والوعود ’ وتقطع بسكاكين مشاريعها ومخططاتها عنق كل ضحية غير يقضة او غبية الى الحد الذي تسكب عنده مياه الوطن مخدوعة بفيض موهوم من سراب الأنانية والأطماع والوعود الخادعة .

سيدنا الرئيس الواهم بأن يكتسب الأقليم عافيته من جسد الوطن الممزق’ ويربح قومياً من صفقة عراق ذبيح بضحاياه وشهداءه ومهجريه ومهاجريه ومآساة ارامل وايتام الأبادات والمقابر الجماعية في اسواق الغش والتزوير المحاصصاتي ’ او المقامرة بحاضر ومستقبل الوطن في لعبة المصالحة المكلفة تسهيلاً لأرتكاب جرائماً اضافية’ وخلط الأوراق وتفريخ عناصر وزمر جمهورية الموت الثالثة بشعارات وواجهات مضللة جديدة ’ متوهماً ارباحاً طارئة ومكاسب مرهونة المصير بقوانين اللعبة الدولية والأقليمية والمحلية القذرة .

السيد الرئيس وحكومة الأقليم والسذج من الطائفيين والسلفيين والمتطفلين داخل العملية السياسية ’ كل يتوهم حصته من فضلات الجسد المتشضي للعراق ’ متناسون بأنه عندما تتجاوز الكارثة حدود المعقول واللامعقول تبقى الكلمة الآخيرة للضحايا من ابناء الوطن حتى وان طال انتظار المفاجأة الحاسمة .

المهجرين والمهاجرين يتوجعون خارج اسوار الوطن .. ارواح الشهداء مهضومة مغدورة الحقوق .. ابناء الضحايا دفنت قضيتهم في مزابل الأهمال .. المتبقي من الأحياء يفقدون امنهم واستقرارهم وامآلهم ’ مذعورين من موتهم تفجيراً وذبحاً في حريق الفتنة المفتعلة .

المدعون النصابون يرقصون تخاذلاً على طبول الدخلاء والطامعين ’ يتصالحون انبطاحاً مع القتلة ويجلسون عراة في احضان جلادي الأمس .

الرئيس وحكومة الأقليم يلعبون على حبلي الوطن والأقليم ’ متجاهلون ان العراق لا ينهض بدون الجميع .. والجميع لا يكونوا بدون العراق .

الطائفيون يتمرجحون غباء بين حبلي الوطن والتبعية حالمون بأقاليم جنوبستانية نفطية تتقاسمها العوائل المبجلة على سفرة ولاية الفقيه .

السلفيون يلعبون على حبلي الوطن والعهر العروبي ’ يتخيلون عودة العراق امارة يفتحون شريان عافيته لتغذية جبهات الصمود والتصدي لمواجهات وهمية لأمة مفتعلة ..

المتبقون من نخب المرحلة الخطأ يتصيدون المكاسب الوهمية في انهار الدم العراقي .

جميع هؤلاء يحلمون ويتوهمون وينتشون وينتكسون ويخسرون ويُذلون في لعبة الأهداف والمشاريع النهائية لمخططات ومصالح الأحتلال .

جميع الفرقاء يستطيعون ان يشتروا ويبيعوا ويتكرشوا ويتبطروا من اثمان ثقــة واصوات الناس ويسخروا صلافة وشماتة من محنة الوطن ’ لكن تاريخهم الموهوم اصلاً والمشوه غالباً سيرمى احتقاراً في زوايا الذكريات المقززة .

عندما يبتسم الرئيس لمسرحية الموت اليومي .. وتصفق حكومته للفصول المثيرة .. ويتفرج المتصالحون على مذبحة الأمن والأستقرار ’ ويضعون الهم العراقي على الرفوف المنسية ’ وينصرف الجميع الى المشاركة في اللعب نفاقاً وتزلفاً وغباءً على حبالهم وحبل الوطن ’ وينهشون العراق سادية بأنيابهم ومخالبهم ويتعجلون تقاسمه حصصاً طائفية وعرقية وفئوية وعشائرية ’ انذاك يحق للناس ان تقول لهم .

خزياً وعاراً لكم جميعاً .

الهزيمة المشينة لكم دون استثناء .

اخسؤا خجلاً وعاراً ونهاية مذلة .

ايها الواهمون العابثون الغارقون في مستنقع انانيتكم ومساوماتكم ومنافعكم وضيق افقكم .. لا حياة لأقليم في وطن مذبوح .. ولا كرامة لطائفة في عراق مستباح .. ولا مستقبل لقومية في امة محتلة .. دعوا العراق يتعافى وينهض ويفتح صدره ويفرش سفرته لأبناءه ويسترجع حق شهداءه وضحاياه ’ ويستقبل مهجريه ومهاجريه ويرفع عنهم الحيف ويعوضهم عن ذل السنوات العجاف لمحنتهم .. لقد طال انتظار الجميع ودمر الكمد وطول الصبر ما تبقى من احلامهم .

لقد اتعبتم حبل الوطن واوهنتموه في بهلوانياتكم السمجة .. استعيدوا رشدكم ايها الجاحدون .. فحليب امهاتكم ودمائكم فيها العراق ... وفي اجسادكم ملح العراق ... وعلى بشرتكم لون سماء العراق ... وعافيتكم وكروشكم من تراب العراق ...

الا نفاقكم وادعاءاتكم وخذلانكم وغدركم ’ فأهلكم ووطنكم منه براء .