| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

الأحد 13/9/ 2009

 

اهـكـذا يـبقـى العـراق ... ؟

حسن حاتم المذكور
 
العراق بأستراتيجيـة موقعـه الجغرافي وعراقـة حضاراتـه ووفرة ثرواتـه وطاقات مكوناتـه وخصوبـة ارضـه وما يتميز بـه مـن جماليات الفكر والمعرفـة والفنون والثقافات الأنسانية ’ لكنـه يقف الآن كأضعف حلقـة بين دول المنطقـة واحياناً فريستها مع ان اغلبها تشكل فـي مؤخرة التاريخ وبدايات ازمنـة النفط والدولار ’ ولا زالت اجزائها وادواتها الأحتياطية وصيانتها يمتلكها المصنعون حتى آخر قطـرة نفط ’ لكنها قادرة على ابتزاز العراق وفرض شروطها وسرقة اراضيه والتحكم في مياهه ’ تخترقه ، تعاقبـه ، تفرض عليـه غرامات وتعويضات كلفـة تدخلاتها في شأنه ’ تمزق هويته ، وتفصل لـه هويات قومية وطائفية ’ فهو بأديانـه العريقـة المتعددة اصبـح يتحكم في ثقافاته وموروثـه الحضاري مشرعي دين واحد ’ وبمكوناته التاريخية الأصيلة ’ جعلوا منـه قطراً فاقد الهويـة والخصوصيات او جزءً وامتداداً او محميـة لأمـة كانت يوماً عربيـة ’ نفطـه وثرواته وعافيتـه طابو لنزوات الأخرين ’ وهو البلد الوحيد في المنطقـة الذي يجب ان يكون فيـه الرئيس والقائد موظفاً او وكيلاً لدولـة مجاورة او اكثر’ مهمتـه اكمال تمزيق النسيج الأجتماعي التاريخي لوطنـه واضعافـه .

تلك الأشكاليـة البائسة رافقت العراق مئآت السنين واصبحت فيـه ظاهرة وواقع اصيل تتراكم على كاهلـه معاناة وعذابات وهزائم وانتكاسات حتى اصيبت بالضعف والشلل مباديء الوحـدة والولاء والفداء للوطـن .
العراقي على ثرواتـه فقيـر’ وعلى ترابـه غريب وفي بيئته مريض وبجانب حضاراته امي جاهـل’ وفي احضان تقاليده وعاداته واعرافه وسجاياه تتمزق كل جماليات نبل العلاقات التاريخية وتنهش فيها اسباب الفرقة والأحقاد والكراهية ودواعي الفتنة وتأخذ منه الدوافع الخلفية لنوايا التصعيد والتجييش مآخذها في الدورة المرعبـة لأقتتال الأخوة نيابـة الآخـر .

لماذا هكذا هـو العراق ... ؟ ... مذبوحاً على قبلة الأخرين ’ وبأرداتهم يسير بأتجاه حتفـه ’ كأنـه ثكنـة ، كل فصيل فيها يسير بالأتجاه الذي يناسب المتدخلين’ عرفاء القسمة السيئة يتقاطعون ويلتقون ينقسمون ويأتلفون يتدافعون وينشطرون يتقاتلون ثم يسيرون خلف جنازة بعضهم ’ كل يبحث عن حق ينتزعه مـن حق الأخر ’ ولا يعلمون نهايـة الطريق التي اليها سيصلون ’ ومـن اجل ان لا يستعيد العراقيون رشدهم ويعيدوا النظر بمآساة واقعهم ويتجنبوا اسباب مآزقهم ويتفقوا على اعادة خياطـة هويتهم المشتركـة واصلاح وحدة نسيجهم الأجتماعي ’ فهناك الكثير مـن الأسباب تحت الطلب تمنعهم مـن ذلك ’ فهناك الطائفتين الرئيسيتين والقوميتين الرئيسيتين ’ والحزبين الرئيسين كل لها اسبابها’ وهناك المثلث الجغرافي والمثلث الأقليمي ولكل اسبابـه وهناك مثلث كركوك ومربعات المدن الجنوبيـة ومستطيل العاصمة وعراق مختلف الأضلاع والأشكال ’ طوائف ومذاهب متنازع عليها ’ ومدن متنازع عليها وثروات وسلطات ووجاهات ووزارات سياديـة ونفعيـة متنازع عليها ’ الرصافـة والكرخ يتشاتمـا ’ والرشيد والكفاح يتخاصما ’ بين العربي والكوردي خوف وسوء فهم ’ وكذلك بين الكوردي والتركماني ’ وبين السني والشيعي وذات الأسباب بين المسلم والمسيحي ’ وذات الشعور بالخوف لدى الصابئي المندائي والأيزيدي انها عبثيـة دورة الخوف مـن الآخر والشكوكيـة والكراهيـة والأحقاد المصطنعـة التي لا يأكل ثمرتهـا الا دول الجوار المذهبي والقومي.

ملايين الأبرياء من مكونات المجتمع العراقي لا علاقـة لها ولا منفعة بما يحدث ’ لكنها دائماً منهكة تدفع ضريبة الحالـة الشاذة تلك ’ القيادات الطائفية والقومية والمذهبية وكذلك الحزبية والعشائرية تتناطح بقرون الأبرياء حتى تستهلك عافيتها ’ وعندما تستعيد شيئاً منهـا يعـاد حقنهـا بأمصال التصعيـد والتجييش وثقافـة الكراهيـة ليستمـر المنتفعون على ظهـر معاناتهم ’ متصالحون مـع بعضهم متساومون متحاصصون مـع بعضهم ’ تاركين البسطاء المضللين مـن ابرياء الطوائف والمذاهب والقوميات تتخبط في جهلها وفقرها وضياعهـا التام ’ القائـد والرئيس الطائفي والقومي والمذهبي لـه اوضاعـه وامتيازاته وثرواته وسلطاته وقوانينه واجهزتـه وسجونـه ’ ومـن اجل دوام الحال كل يساوم على حساب مصير طائفتـه ومذهبه وقوميتـه ’ فجميع القيادات المنتـفعـة المستحوذة على السلطة والمال والوجاهة ’ لا طائفـة لهـا ولا مذهب ولا قوميـة ’ كـل شي مختزل بأمتيازات الرئيس والقائد والعائلـة والعشيرة وحبربشيـة الحزب ’ فهـم وحدهم الشركاء في امتلاك الوطـن وما على الملايين الا دفـع ضريبـة استمراره يشبـه اللاوطن .

على مثل هذا الواقع الشاذ حـد اللعنـة ’ متى ستستيقظ الملايين العراقيـة بمختلف مكوناتها وانتماءاتها لتتوحد حول المباشر والملح مـن قضاياها ومصالحها ومصائر اجيالها ’ لتشعر اخيراً ان الوطن هو لملايينـه مـن صانعي كيانـه وهويتـه ’ لكنـه مسروق منهـا وواجب عليها استرجاعـه بعد ان تسترجع ذاتهـا المسروقـة مـن قبل الدلالين والوكلاء والسماسرة ’ وتغتسل نهائياً مـن قذارات الأزمنـة الرديئـة ’ وبأريحيـة الفهم المتبادل تحل اشكالياتها بنفسها فتتوافق وتتراضى وتنصف بعضها وتتبادل الدعم ويأخذ كل صاحب حق حقـه ضمن وحدة الأرادة والرغبة والثقة وحريـة الأختيار’ ففيها العربي يتفهم ويدعم الحقوق التاريخية لشقيقه الكوردي والكوردي يتفهم حقوق شقيقـه التركماني والمسلم بعد ان يحل عقدة الفرقـة والتشرذم داخل كيانـه ان يتفهم ويحترم معتقدات وخصوصيات اشقاءه مـن المسيحيين والأيزيديين والصابئـة المندائيين .

نسأل الجميع : لماذا هكذا هو العراق ... ؟ المسؤولين فيه والمنتخبون يبصقون عليـه كذباً وتحايلاً بعد ان يشفطوا عافيتـه.. ؟ أقدر العراق هذا وقسمته .. ؟ ان يتحكم فيه مـن لا ترغب مؤخراتهم مغادرة احضان اشقائهم الغرباء وعلى صلابـة فوات الأوان تتحطم القيم والمباديء ’ حتى اصبحوا ذاتهم ضحايا الأستئناس والعادة حيث لا ينفع العتب ... ؟

واللـه : وبعـد مجزرة الأربعـاء الحـزين واستنجاد العراق بمجلس الأمـن ومحكمتـه الجنائيـة مـن اجل انصاف شعبـه ’ شعرت وكأنـه يبكـي وحيـداً ’ حيث انتفض في وجهه بشراسـة مـن هـم محسوبين على اهلـه ’ فتنكروا لـه واتهموه وشتموه وادانوه وعاقبوه وانذروه ان لا يقترب مـن الشقيقتين المتهمتين سوريا وايران وان لا يرفع اصبع الأتهام بوجـه السعوديـة فدماء شعبـه لا تستحق التضحيـة برضاء الأشقاء  .

- ايهـا ( ... ) الم يكن العراق بلدكم ... الم تكن ثرواتكم وعقاراتكم وارصدتكم وتمويل فضائياتكم واحزابكم مـن ثروات العراق ودم العراقيين .. الم يكـن ابائكم واجدادكم واجداد اجدادكم عراقيون .. ؟ وللـه اخذنا الشك بذلك .. ؟

- اتمنعون العراق من ان يقول ( آخ ) ... اتريدون قطـع لسانـه ... يا ايهـا ( .... )



13 / 09 / 2009
 

 

free web counter