| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

                                                                                      الخميس 12/7/ 2012

 

انا قاسمي والزعيم اوحدي

حسن حاتم المذكور

انا قاسمي لا لأن مواصفاتي تستحق الأنتماء لشخصية الزعيم عبد الكريم قاسم ولمشروعه الوطني وثورته التحررية, فقط لأنه اصبح ( مثلي ومقدسي واوحدي ). سيكتب الكثيرون كما كتبوا والفوا عن ثورة 14 / تموز / 1958 الوطنية وقيادتها والأنجازات التي رافقت مشروعها الحداثي على جميع الأصعدة , واترك الأمر لهم فهم الأقدر , واكتفي بأشارات متواضعة عن الشخصية النموذجية للزعيم , والتي جعلتني انتمي لمشروعه العراقي روحاً وفكراً واخلاقاً ان استطعت ذلك .

- الزعيم عبد الكريم قاسم انصف وعاش وضحى لأجل اكثر من 85 % من بنات وابناء العراق وفقرائهم بشكل خاص , وكذلك طبقتهم المتوسطة من دون ان يلحق ضرراً باغنيائهم .

فهل توجد او وجدت في التاريخ شخصية ديمقراطية بمثل هذا المستوى الرفيع ... ؟؟؟

- عبد الكريم قاسم , منح فقراء العراق الأرض والعمل والحرية والكرامة والحقوق من دون ان يجرد الأخرين من حقهم , وشيد بدايات معالم المستقبل العراقي الزاهر , وعندما استشهد , وجدوه وهو قائد الثورة ورئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة , يعيش تحت خط الفقر , بيته غرفة واثاثه سرير ومطبخه ( صفر طاس ) .

فهل مر في التاريخ وطنياً نزيهاً كفوءاً شجاعاً متسامحاً كريماً كشخصية الزعيم عبد الكريم قاسم ... ؟؟؟ .

- بعد اغتيال ثورة 14 / تموز / 58 وتصفية قائدها واغلب رموزها الوطنية , ثبت ان مسؤولي حكومتها لا يملكون اكثر مما كانوا يملكون قبل ان يصبحوا وزراء ومدراء وسفراء , رغم كفاءتهم ونزاهتهم ومعرفتهم واختصاصاتهم الى جانب صدق انتمائهم الوطني .

فهل هناك من يثبت نموذجاً مماثلاً لتلك الرموز الوطنية عراقياً واقليمياً وحتى دولياً .. ؟؟؟ .

ابداً ... انها واحدة من الحالات التاريخية الرائعة التي سوف لن تتكرر حتى على المدى البعيد .

حاولت في كل مناسبة استذكاراً لثورة تموز والزعيم عبد الكريم , ان استجمع المتواضع من امكانياتي ومواهبي ورغبتي في ان اكتب قصيدة تليق بتلك الذكرى فلم اوفق , كون هيبة العنوان اكبر مما استطيعه , سوى امر واحد استقر في اعماق وجداني , هو قصيدتي وموقفي وولائي ومتاعي الروحي , اعلنه بصراحة واعتزاز هو اني (قاسمي والزعيم اوحدي) , والذي يمكن ان يأخذ مكاناً له في قلبي ووجدان الناس الى جانب الزعيم , لم تولد امه بعد , وسوف لن تولد .

كان الزعيم عبد الكريم قاسم ظاهرة وطنية انسانية غير مسبوقة , انه تعبير اصيل عن حالة نهوض للذات العراقية , تحركت فيها الطاقات الحضارية والتاريخية والجغرافية والأقتصادية والمعرفية المتراكمة المكبوتة المتحفزة داخل اعماق مجتمع بلاد ما بين النهرين , حققت تحولات وانجازات ومكاسب لا تصدق في مثل القصير من عمرها الخاطف, واحدثت تغييرات في القيم والمباديء والوعي والممارسات , واخرى في اعادة تشكيل الدولة الوطنية والمجتمع المدني .

كان الأمر اشراقة تغطي الى جانب العراق , دولاً اقليمية ومجاورة , لهذا دق جرس انذار المذعورين من نهضة عراقية تعيد العراق الى حيث كان العراق ’ وادركت انها البداية لأغتسال المنطقة وازالة اوحال التخلف والتردي والهزائم والعمالة ’ فكانت المؤامرة الملونة المنقوعة بالسفالة والدناءة , اشترك فيها المعسكرين العملاقين ودول اقليمية واطراف التبعية في الداخل العراقي , فاستطاعت بمنتهى الخسة والوحشية ان تغتال الثورة وتصفية زعيمها ورموزها الوطنية يوم 08 / شباط / 1963 , حيث المأزق العراقي المدمر الى يومنا هذا .

الآن : يقف كل من يتنفس برئة المشروع الوطني العراقي , في مواجهة اختبار الذات ازاء الوطنية العراقية واحترام مشاعر الرأي العام واماني وحلم الملايين في اعادة الأعتبار لثورة 14 / تموز / 1958 التحررية واعتبارها عيداً وطنياً لأهل العراق , يستعيدون فيه فرحهم المغيب , وتخليد قائدها ورموزها الوطنية بما يستحقوه في ذاكرة الناس والمدن , وتحرير المغتصب من انجازات الثورة والزعيم واعادة الهوية التاريخية للمشاريع التي تحققت من اجل فقراء الأمة , وفي جميع الحالات تشكل تلك المكافآت الحدود الدنيا لأستحقاقات ثورة تموز وقائدها عبد الكريم قاسم وجميع رموزها في عنق العراق الجديد دولة ومجتمع .

مر الزمن ومرت معه اجيال , وتواصلت ثورة 14 / تموز / 58 , مشروعاً وطنياً في وجدان الملايين من بنات وابناء العراق , واستمر الزعيم عبد الكريم قاسم خالداً في الذاكرة العراقية , وانتهى الذين تآمروا وخانوا واسقطوا الثورة واغتالوا زعيمها وخيرة قياداتها , شلل كالقردة وفطائس عفونتها تخدش الذاكرة , وفي جميع الحالات يبقى الأمر درساً وعبر ينبغي ان يتعلمه ويتعض به الأخرون , قبل ان تبتلعهم شهوة الغرور والضلال .

ملاحظة : رجاءً الضلال وليس الظلال


 

free web counter