| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

الجمعة 11/6/ 2010

 

رئيس حكومـة ... ام شرطي مرور ... ؟

حسن حاتم المذكور        

احترامي لشرطي المرور وهو يتحمل مسؤولية تنظيم السير في تقاطع الطرق والساحات تجنباً للحوادث التي قد تأتي على حياة الأبرياء ’ ثم الفرق بينه وبين رئيس حكومـة يتحمل مسؤولية مباشرة في ادارة الدولة والمجتمع عبر تطبيق القوانين واحترام مباديء الدستور ’ انها مسؤوليات كبيرة يتحملها مـن يتمتع بالتجربة والكفاءة والدراية والنزاهة وروح المبادرة وحسن اختيار طاقمـه الذي يجب ان يتمتع بالأختصاص والأنسجام وثقافـة الأنتماء للشعب والوطن بعيداً جداً عن روح التعصب الطائفي العرقي الأثني والعشائري الحزبي’ تلك التي سودت وجه الواقع العراقي الراهن بنظام التحاصص والتوافقات وديموقراطيـة الفرهود .

بعض المصابين بداء التبعيـة وفقر الأنتماء الوطني ’ يبذلون الآن جهوداً استثنائيـة من اجل الأبقاء على الواقع العراقي مشلولاً فاقداً للقدرة على النهوض عبر رئيساً للحكومة لا يتجاوز دوره اكثر من تمرير اجندة الأسياد ’ متفرجاً على الفوضى واستباحـة القانون والأستهتار بحريات وكرامـة المواطنين مـن قبل المليشيات الدمويـة وشبكات الأجهزة المخابراتيـه المدعومة اقليمياً ودوليـاً كمافيات للأرهاب والقتل اليومي وخنق النفس الحضاري للمجتمع العراقي .

من يحترم نفسه ومجتمعه وحتى حزبـه وائتلافـه وناخبيـه ’ يجب ان لا يخضع لضغوطات وابتزازات زمـر الدلالين وعملاء البزارات الأقليميـة والدوليـة ’ انها قوى مأزومـة تمارس شراسة النفس الأخير لنوبات هزيمتها ويجب عدم مساعدتها على تجاوز ازمة افلاسها وفتح الأبواب لها لتتسلل الى طاولـة اللعب على خلافات وصراعات الأخرين ’ او السماح لها ان تتقمص دور اللاعب الأساس في تشكيل الحكومـة القادمـة .

ان ايه تشكيلة حكومية قادمة’ سوف لـن تنجح في تحقيق ابسط ما تدعيه اذا ما نجح الدلالون في التسلق واللعب على حبال تناقضات الآخرين والتصيد في المياه العكرة للمآزق الراهن .

ان مواصفات رئيس الحكومـة القادمـة الذي ترغبـه زمـر الدلالين والوكلاء ’ يجب ان تكون كما يلي .

1 - ان يكون مقبولاً مـن دول الجوار ويضع تحت اقدامها سيادة وطنـه وكرامـة شعبـه ويعفو عن الذين شاركوا بسفك دماء العراقيين واذلالهم واستباحـة امنهم واستقرارهم وكذلك التنكر لحقوق الملايين من الضحايا والأرامل والأيتام والمعوقين والمهجرين والمهاجرين ويتراجع عن جميع التزاماتـه امام شعبه وناخبيـه بشكل خاص ’ واسترضاء دول الجوار التي ليس هناك ما يجمع بين مصالحها واطماعها المتناقضة المتصارعـة داخل الساحة العراقية ’ دون ان يعلم الى ايـة جهـة او طرف سيكون وكيلاً ... ؟

2 - يجب ان يلتزم بمواد الدستور ’ وهنا كل يعني حصتـه ’ اي المواد التي تشكل له مكسباً يوم كتب الدستور تحاصصاً وتراضياً وتقاسماً للأرض والأنسان والسلطـة والثروات ’ ولا يوجد بينهم مـن يريد التعامل مـع الدستور كوثيقـة وطنية كاملـة غير قابلـة للتجزاءة والعبث الأنتقائي ’ دستور لا يستطيع اعادة بناء دولـة تحترم نفسهـا ومجتمعهـا ومستقبل اجيالهـا ’ ممزقة ضعيفـة داخلياً منتهكـة خارجياً حتى ينتهي بها الأمر الى دويلات وامارات تخاف بعضها ’ تتنافس وتتصارع وحتى تتقاتل مـن اجل فضلات السلطـة والجاه والثروات لتصبح ودائع تحت رحمـة النفوذ الأقليمي والدولي ’ وتستيقظ اخيراً على زبـد اوهامها بعد فوات الأوان .

3 - قبل ان يتخذ القرارات عليه الرجوع الى الأئتلاف الذي رشحه وتكرم عليه لأستشارته والتوفيق بين صبيانية تناقضاتـه تجنباً للأنزلاق نحو الدكتاتورية !!! ’ مفردات معسلـة تحمل

في مضامينها الكثير مـن النوايا الكريهة .

خلفيات شريرة لأجندة واطماع اكثر شراً ’ ترغب في ان تمسخ رئيس الحكومـة القادم ’ عراباً لتدخلات البعض مـن دول الجوار التي تشكل بعض الأطراف طوابير لأختراقات اطماعها واجندتها ’ رئيس حكومـة يصبح شاهد زور على موت العراقيين وخراب وطنهم ’ يبارك ويدعـم مليشيات الخطف والأغتصاب والتهريب التي تنتمي الى بعض اطراف الأئتلاف الذي رشحه بشروطه المهينة ’ رئيس وزراء يصبح واجهة وغطاء لجريمـة تفتيت العراق الى كانتونات ومتاريس ومحميات وامارات طائفيـة عرقيـة اثنيـة ’ لتصبح حدود العراق مفتوحة للزاحفين من تحت الأرض وفوقها نحو جغرافيته وثرواته ’ ويفقد العراقيون مكاسبهم واحلامهم التي تحققت بدمائهم وارواحهم ’ وينتهون الى جحيم الفتنـة والفوضى والخراب الشامل حيث سيستهلك نظام التحاصص والتوافقات والمشاركة الوطنيـة!!! مصير العراق والعراقيين كاملاً .

- فهل هناك من يقبل ان يكون هكذا رئيساً للحكومـة القادمـة ... ؟

لا اعتقـد ذلك .

- ان يسحق سمعته ومستقبلـه السياسي والأجتماعي وحتى الأخلاقي ثم يبسق على ثقـة واصوات ناخبيـه ومؤيديـه ومحبيـه مقابل رئآسة الحكومـة ... ؟

لا يمكن ان يحدث ذلك ..

- ان يضع قيمه ومبادئـه ومكانتـه ومشروعـه جسراً لعبور الأطماع الشريرة لدول الجوار المتهمـة اصلاً بالقتل الجماعي للعراقيين وتدمير وطنهم ... ؟

مـن غير الممكن ..

- او ان يلعب دور شرطي المرور السياسي بين تعارضات وتقاطعات وتشعبات و (درابين) اطراف التحاصص والتوافقات والفرهدة الشاملـة ـــ كرئيساً للحكومـة ــ ..؟؟؟

لا ... ثــم لا ..

اذن دعوهم يذهبون الى تحالفات وليمـة اكل ( الكراعين .. ) لنتفرج ونسمع صراخهم عندما تتجمع عضـام مؤامرة التزوير الأنتخابيـة عنـد مؤخرات بهلوانياتهم في الجلسات الأولى للبرلمان العراقي " وكل لحيـه يجيهه خراهه مـن يديهه "
 

 

11 / 06 /2010
 

 

free web counter