نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

 

الأحد 11 / 6 / 2006

 

 

 

ابتســم العــراق في مهرجان ميزوبوتاميـــا ...

 

حسن حاتم المذكور

ما اجمل ان يتعافى العراق ويبتسم

انا والأستاذين امير الكشميري وفالح الساعدي’ ونحن في الطريق لحظور مهرجان ميزوبوتاميا في مدينة بون الألمانية والذي اقامه المركز العراقي الألماني’ كنا نعتقد ان الآمر ليس اكثر من تكرارما عشناه في مهرجانات سابقة’ عندما كا نت ثقافة الثكنة والقطيع هي الناطقة في ازمنة حصارات السلطة والطوائف والنخب’ وجدنا الأمر مختلفا تماماً’ مفاجئاً ومدهشاً .. وجدنا اجواء نقية جديدة يمكن لرئة الثقافة السليمة ان تتنفس بأمان وتطلق زفيرها عافية و ابداع وبناء ... رأينا الآخر الذي كان يوماً محكوماً بالصمت’ ينطق ثقافة آخرى ... وجدنا اشياء كنا نجهلها او لم نعتاد عليها على الأقل .. وحدة الكلمات والأراء ووجهات النظر عندما تنطلق من نقطة التباين متعانقة في فضاءآت ثقافة الوطن والأنسان حيث حرية التفكير والموهبة والأبداع والمبادرة بعد ان خلعت عنها ثوب الخوف والتردد و ( كفيان الشر ) .

توافد المدعوين كل يحمل ما يختزنه من ابداع وخلق

الأستاذ الجليل محسن محمد اسماعيل قادماً من اسبانيا قال قبل بدء محاضرته حول ( الدور التنويري لبيت الحكمة البغدادي ) : خبرت اهلي بأني ذاهب الى العراق حيث مهرجان ميزوبوتاميا ’ وكان يعني بالتحديد العراق الجديد .

نطق فناننا الكبير الراحل علي الدبو بصوت ابناءه لطيف علي الدبو وحسن علي الدبو حيث غنى لبغداد .

بغداد يا مكحله يم ركبة الحلوه ـــ مبيوك ليش الفرح من شفتج كوه .

الأستاذ القاص سلام ابراهيم حدثنا عن تجربته الغنية في افق الرواية العراقية وذكريات موجعة عن حصته من مجازر الأسر العراقية .

الأستاذ الحقوقي ضرغام الشلاء’ الذي كان حاضراً في بديهيته وقدرته على سد الفراغات ان حصلت ’ انه موهبة مبكرة تختزن ثمارها لمستقبل العراق .

الفنان الرسام احسان الجيزاني ومعرض رسومه المعبرة كان بأريحيته الجنوبية وعذوبة النكتة يزرع الأبتسامات على وجوهنا .

الشاعران مفيد البلداوي واسامة العقيلي ايقضوا فينا حزن العراق وحبنا لأهله وتذوق الشعر عندما يكون عراقياً .

القادمون من هولندا الأخوة ابو زياد وابو شذى وابوبسيم عندما عزف وغنى العراق حتى جعل دموعنا تحتفل على خدودنا .

على الدار وياك اندور يابويه ــ ريحتكم خبزة تنور يابويه .

الأستاذ كريم البيضاني رئيس تحرير صحيفة شبابيك الألكترونية , بأقتراحاته ووجهات نظره البناءة تعهد ان يفتح للمشتركين والمعنيين غرفة بأسم ميزوبوتاميا تمهد اعلامياً للمهرجان القادم .

اختنا العزيزة المهندسة انوار الوزان : كانت توزع على الضيوف ما تختزن روحها من مرح وبساطة ومودة .

قرطبة : الشابة الرائعة قد دخلت قلوبنا دون استئذان ’ انها مرحة وذكية ’ وكان حضور امها الجليلة بخوراً لأجواء المهرجان .

وهناك ايضاً معرضاً مشتركاً لبعض الفنانين ... وهناك اسماء عديدة اغنت المهرجان بخبرتها وحيويتها وابداعاتها لم تحتفظ بها ذاكرتي الخربة ارجو ان يتقبلوا اعتذاري .

المهرجان كان ابتسامة عراقية ’ الحاضرون استمتعوا بأشراقتها ... الأجواء العراقية والسوالف ونكهة التعارف كانت عراقية .

غاب الشاعر كمال سبتي .. وكذلك المخرج الدكتور عوني كرومي ’ لكن حضورهم كان متواصلاً في المهرجان عبر ذاكرة الحاضرين .

تغيب السفير العراقي في المانيا واعتذر تلفونياً على لسان سكرتيره في في اللحظة التي ابتدأ فيها المهرجان’ الحاضرون’ ومع انهم لم يجدوا مبرراً مقنعاً لتغيبه لكنهم ابقوا ابواب علاقات الصداقة والتعاون المستقبلي مفتوحة على ما يخدم العراق ’ فالحاضرين كانوا جميعهم سفراء للثقافة والوطن .

المشرفون على تهيئة المهرجان ومع ان الواجبات كانت كثيرة واستطيع القول كانت فوق طاقتهم لكنهم انجزوها بفرح ورغبة وحيوية .. الأستاذ الأعلامي المعروف محمد محجوب رئيس المركز العراقي الألماني ’ والدكتور فرنسيس قليته والدكتور حامد السهيل بمحاظرته القيمة والأعزاء الباقون’ كانوا يعتصرون طاقتهم لطفاً ومودة وابتسامات رضى .. كانوا ورشة لصنع الأجواء الرائعة داخل المهرجان.
كان المهرجان بشكل عام اعادة تقييم للنشاط الثقافي يوم كان محاصراً خلف حنجرة القطيع ’ واعادة تقييم السابق من منطلقات وممارسات على اصعدة النشاطات الوطنية والديموقراطية والمهنية بشكل عام ’ اسقط منها كل ما لا يستطيع ان يبتسم مع العراق ’ او يصر على البقاء متيبساً داخل متاريس السلطة والطائفة والقومية ’ والبحث عن ارضية فكرية ومعرفية لزراعة فسائل الثقافة الوطنية والأنسانية .

كان مقرراً للمهرجان ( الأحتفال ) يومي السبت والأحد ’ لكن اغلب المدعوين كانوا لا يرغبون ان يفترقوا عن بعضهم فكان يوم الأثنين سفرة مشتركة وجلسة على ضفاف نهر الراين ’ كانت الأبتسامات على وجوهنا تتدفق قبل سماع النكات والخواطر والرئآت تصرخ ضحكاً .. انها امسية استرجعنا فيها الممتع من رفوف تراث فرحنا العراقي .

ونحن في طريقنا الى برلين ’ كان حديثنا حول اللقاء الآخير للمؤتمرين وقرارهم بخلق اجواء ثقافية مماثلة حيث تواجدنا .. وفي قلوبنا الشكر الجزيل لمن اعد للمهرجان وتحمل ثقل انجاز مهمته واللذين شاركوا واغنوه بطاقاتهم الخلاقة .

العراق ابتدأ يخلع ثوبه اللاوطني واللاانساني القديم الذي فرضته ازمنة الأنتكاسات المستوردة ’ ويعيد خياطة هويته ليعود بهياً كما كان ذاك العراق .

عتبي على اللذين لم يحاولوا الأغتسال من داخلهم ليرحبوا بهذا الوطن القادم ا و يصرون على الوقوف خارج اجواءه لأسباب لا يمكن لها ان تكون اسباباً .

مهرجان ميزوبوتاميا .. كان العراق عندما يبتسم ... وعلينا ان نبتسم مع العراق .