| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حسن حاتم المذكور

Smathcor@web.de

 

 

 

الأربعاء 10/11/ 2010

 

ذبحوا النجاة فـي حضـن سيدة النجاة

حسن حاتم المذكور         

آمر مرعب ومخيف ومثير للفزع ... انهم ذبحوا الأطفال امام اهلهم وذويهم .. ذبحوهم بعد بسملوا وكبروا وربما انشدوا حماسياتهم التليديـة ’ ثم فجروا المتبقين ’ انه بركان من السفالـة ... كانوا عرباً قادمون من بلاد اسلامية ’ هناك تلقوا دروس التعصب وثقافة التكفير والأبادة والألغـاء ’ وهناك تدربوا على التفخيخ والتفجير وفنون التصفيات ’ ومن هناك ايضاً تسللوا عبر الحدود بأبشع بشاعات الموت للعراقيين الأبرياء .

في كنيسة سيدة النجاة ’ كان الأبرياء يتوسلون اللـه ان يرحم العراق وينصر العراقيين ويجنبهم الأذى ’ يرجوه الأمن والأستقرار ويعيد الفرح الى عيون بنات وابناء العراق وان يغمرهم بالنجاة من حرائق الفتنـة والأقتتال ’ انهم مسالمون لاتألف قلوبهم الكراهيـة لأحـد ’ انها مفعمـة بالحب للآخرين ’ وليس في جيوبهم او مؤسساتهم حتى ابسط وسائل الدفاع عن النفس ’ انهم لايقاتلون حتى من يريد قتلهم ’ سلاحهم الرجاء الا يقتلهم ’ انها حالـة من السمو والنبل والشجاعـة الروحيـة ’ قال لي يوماً احدهم " لو خيرت بين ان اقتل في العراق او اهاجر عنـه ’ لأخترت ان ادفن فيـه وطناً ... انـه عراقنا ’ فمنا من هو بغدادي والأخر بصراوي وعمارتلي وموصلي واربيلي وكركوكي .. ووو .. فالعراق بحيرتنا ونحن اسماكه ولا نفضل غير مياهه وترابـه ’ اننا جميلين فيـه وهو الأجمل فينـا "

اذا ما اكتمل مشروع اجتثاث المسيحيين والصابئة المندائيين والأيزيديين والأخرين ( لاسامح اللـه ) ’ فهل سيستمر العراق جميل ’ ام سيصبح شيءً يشبـه العراق فقط ... ؟

خوفنا على العراق ان يصبح يوماً معوقاً اذا ما اكتملت تلك الدسيسـة المشبوهـة .

استعرض ذكرياتي’ وفي الجنوب العراقي بالذات ’ حيث كان معلم القريـة وموظفها الصحي ومرشدها الزراعي ’ اما مسيحي او صابئي مندائي ’ وهم الأستاذ والطبيب والمهندس في المدينـة ’ فبصماتهم راسخة على كل خطوة حضارية ’ ومن كان ضيفاً في السجون العراقية في الأزمنـة السوداء ’ يجدهم في مقدمـة المدافعون والمضحون ’ انهم النسيج الأهم لتاريخ وحضارة ما بين النهرين ’ وتلك وكثير غيرها ’ هي حقائق تاريخيـة لايمكن لأي منصف ان يتجاهلها ’ فالذي يخطط لأجتثاثهم او يحاول’ فليس الا كارهاً للعراق واهله ’ دخيلاً على وطنهم ’ ممثلاً لأجندات طائفية عرقيـة مشبوهـة ’ بعضها محليـة واغلبها اقليميـة ودوليـة .

المسيحيون وكذلك المكونات الأخرى ’ هم اشقائنا واحبائنا واهلنـا ’ وان لم يستقروا في ضمائرنا ووجداننا ’ فأي وفاء هذا الذي ندعيـه ’ قدموا للعراق والعراقيين وعبر التاريخ ’ الكثير ’ فلماذا نبخل عليهم بتقديم القليل ’ لايكفي ان نبكي دموع العراق مـن اجلهم ’ بـل يجب ان نحميهم مـن انفسنا ونجنبهم شر تطرفنا وجهلنا وتجاهلنا لحقيقتهم التاريخيـة ’ ومن اجلهم واجل العراق ’ علينا ان نغتسل من ثقافة البداوة والتكفير والغدر والألغاء الغبية البليدة حـد اللعنـة ’ ومن اجلهم واجل العراق ’ نعيد ارتداء هويتنا الرافدينيـة للآخاء والمحبـة والتسامح والمساواة والسلام ’ ثقافـة وطنيـة راسخـة يتباها بها العراق قيـم وتقاليد واعراف اجتماعيـة ترفع مـن شأنـه علماً من اعلام الأنسانيـة والتحضر .

 

11 / 11 / 2010
 

 

free web counter