|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت 4/8/ 2012                                 حسين فوزي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

إستكمال الحكمة

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com

استنهض التصاعد المنذر بالخطر من احتملات الاحتكاك بين الجيش الاتحادي والبيشمركه كوامن وجدان القوى السياسية المتنفذة وغير المتنفذة، فكان لقاء رئيس الوزراء مع قادة الكتل السياسية تجسيداً بالإجماع لرفض التلويح بالسلاح لحل الخلافات.

لم تكن هناك جبهة الإستجواب وسحب الثقة مقابل جبهة السيد المالكي، إنما كانت هناك منطلقات وطنية مستوعبة لتجربة بدأت منذ ثورة ملك الكورد الشيخ محمود الحفيد وحتى ثورتي أيلول 61 وحزيران 76. خلاصة التجربة إدراك أن قمع أي مكون بالسلاح يعني قمع الجميع. وكان فيصل الأول مع كل ميله للحفاظ على وحدة مملكته وفق عقلية لا تخلو من الأنموذجين البسماركي والأتاتوركي، قد نأى بنفسه عن قمع الآشوريين وعشائر الوسط والجنوب، فيما كان نائبه المراهق غازي الأول في رعايته للفريق بكر صدقي يرعى أول انقلاب عسكري، وبداية نزيف الدم الذي لم يتوقف في استخدام السلاح ضد العراقيين.

إن المصارحة التي حرص عليها المتحدثون من العرب والكورد في رفض أي منحى للتصعيد العسكري والاصرار على الاحتكام إلى الدستور بدون انتقائية وضع مسؤولي الصف الأول أمام مهمتهم في الحرص على قنوات الحل السياسي تحت قبة البرلمان وحكومة الشراكة (نصف المجمدة)، والبناء على مبادرة ورقة الإصلاح السياسي التي نادى بها زعيم التحالف الوطني الحكيم إبراهيم الجعفري.

وكانت طروحات النائبين محسن سعدون وخالد شواني كل بحكم خبرته واختصاصه تعميق لمفهوم الحلول الدستورية والقانونية، تشخيص طبيعة منطقة حركة القوات الاتحادية، والإلتزام الدستوري القانوني في انضباط القوات المسلحة وعملها المهني الوطني بعيداً عن التسييس، وضرورة وعي كبار قادة الجيش وبقية المراتب بأن عهد الجيش "العقائدي" الملقن لقمع الخصوم قد ولى.

كما أن الاستجابة الإيجابية التي تضمنها طرح السيد نوري المالكي بضرورة البحث عن صيغ مؤسساتية لحل أية مشاكل، يستدعي بالضرورة التمسك بورقة الإصلاح الصادرة عن التحالف الوطني والعمل على تعميقها لتعبر عن "الإرادات" الوطنية، حيث لا غالب ولا مغلوب، إنما شراكة وطنية لبناء الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية.

مما يعني عدم الضياع في تفاصيل المشاكل الناجمة عن ازمة النظام السياسي وقلة خبرة بعض رجالاته في إدارة الخلافات بعيداً عن التصعيد وتحري الحلول. بالتالي ينبغي أن لا تتعدد "المبادرات" لمعالجة الجزئيات،إنما التشبث بالأصل: مبادرة رئيس الجمهورية السيد جلال طالباني بالدعوة إلى مؤتمر وطني لكل القوى السياسية المعنية بمأسسة الدولة العراقية الحديثة على قيم الديمقراطية بكل ما توصلت له من تطبيقات أدت إلى تشبث مواطني كيبك الفرنسية بسلطة اتاوا الانجليزية!؟

شكراً لروعة رمضان المنتصرة للحكمة، وعسى تكون أيام ما بعد عيد الفطر أعياداً تعمق المصالحة الوطنية والسلم الآهلي، وقطع الطريق على القتل الجمعي للعراقيين، بإستكمال ما بدأه السيد طالباني لضمان حقوق العراقيين جميعاً.

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter