|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت 18/8/ 2012                                 حسين فوزي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

جوع الحرامية

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com

انتصر الصائمون على العطش في الحر والجوع وما تعودوا عليه من عادات متعددة، لكن ليس جميع الصائمين انتصروا لقيم الإسلام في نصرة الحقيقة والعدل ومواساة المحرومين.

العراقيون يعانون من شحة الكهرباء، والأخذ والرد بين وزارتي النفط والكهرباء عن مسؤولية كل منهما في هذه المعاناة فتحت ملفات عديدة، فمن جهة يتبين أن النفط لم تقدم كل ما عليها لتغذية محطات توليد الكهرباء، والكهرباء وفقاً لإحصاءات طرحتها النفط تبين أن معدلات الانتاج التي تطرحها الكهرباء مبالغ فيها، القصد منها تغطية عدم تحقيق برامجها. وفي كلتا الحالتين تتضح خفايا في  الوزارات تعتم على الحقيقة باحصاءات وارقام تعوزها الدقة.

والمواطن المشوي ايام الإرتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة يعرف جيداً كيف أن هناك مجموعة تمرست في لعبة التستر على الاخفاقات وتضليل المواطنين، ضمنهم المسؤولون المعنيون بالدفاع عن حقوق الشعب.

ولم تكن صفقة طائرات النقل المدني الكندية بعيدة عن احاديث المواطنين، الذين توقعوا منذ وقت مبكر انها ستعطل عند هجمة أول موجة حر، ففي العراق القليل من الأسرار، فكل شيء يتسرب من خلال احاديث عائلية، أو من قبل أطراف متضررة من الصفقة فتكشف المحظور من خفايا الطائرات الكندية حيث تعطلت طائراتها مرات عديدة، سواء بفعل طائر يدخل المحرك النفاث أو "تسرب" معتاد للوقود، وكأن هذه الطائرات ورقية أو هشة إلى حد حدوث اعطال فيها قلما تحدث في انواع اخرى من الطائرات.

انقضى رمضان الإرادة العظيمة للمؤمنين وحل العيد وهناك 30% من ابناء شعبنا يعانون من تدنٍ مروع في مجمل مستواهم المعيشي وحصتهم من خدمات وطن تحقق موارده عوائد يمكن لها مضاعفة مستويات الخدمة حداً يفوق العديد من بلدان المنطقة، لكن بعض "الصائمين" امتنعوا عن الطعام ويتاجرون باسم الدين والطائفة أو الوطن، لكنهم استحلوا أموال الشعب بوسائل مبتكرة، فيما تعاني هيئات الرقابة المستقلة من اضعاف متعمد، وصل حد محاولة ابتلاعها وتحويلها إلى مجرد مديريات عامة تابعة لدواوين بعض المسؤولين، في ظل حجب الحقائق عن مصدر القرار والتلاعب بكل ما يريد المواطن توصيله له.

يحل عيد الفطر ودماؤنا تهدر بشكل متزايد في مخطط يوظف كل ثغرات الدولة لتمرير مشروع تهديم الوشائج العراقية والترويج للتعصب الطائفي والقومي وسرقة قوت الشعب وخدماته.

وليس من طريق لقطع الطريق على المفسدين والقتلة غير وحدة صف القوى الحقيقية المعنية بالدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية، لكن المؤسف أن بعض هذه الأطراف فقدت بوصلة تحديد المسار فتضيع في التفاصيل مغلبة مصالح آنية على رؤيتها الاساسية التي بجلتها أمام الشعب وجعلتها تحظى باصواته باحترامها للمحرومين والضعفاء وتبني مطالبهم في سيادة قيم العدالة والنزاهة وليس دولة محاصصة طائفية وتجاهل حقوق القوميات لينسل منها المفسدون والقتلة.

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter