|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الجمعة 14/9/ 2012                                 حسين فوزي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

تخريب وعرقلة

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com

لم أفهم التناول المتشنج لتصريحات الدكتور إياد السامرائي في القاهرة، ذلك أن اقتطاع أية عبارات عن سياقها يعطي انطباعاً مغايراً تماماً، والمثل السائد هو اقتطاع جزء من آية قرأنية لتصبح بعيدة كل البعد عن النص الحقيقي: "لا تقربوا الصلاة...".

ومن يقرأ النص الكامل لتصريحات السامرائي الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي يستخلص أن الرجل يحث الأشقاء في مصر وبقية البلدان العربية على ضرورة توثيق علاقاتها بالعراق، كي لا يترك وحيداً ليجد في إيران منفذها الوحيد. وهو طرح صحيح فمن مصلحة العراق المزيد من تعاون العرب معه، ليس فقط لضمان عدم وضع "كل بيضه" في السلة الإيرانية أو في السلتين الإيرانية والتركية فقط، فمن باب أولى أن تكون للعراق بوابات عربية متعددة.

إن الضجة التي اثيرت ضد تصريحات السامرائي ودمغها بالطائفية، تبسيط وتجاهل لحقيقة أن السامرائي من الذين يحرصون على التصدي لأي مظهر متشنج في العلاقة بين المواطنين، وكانت رئاسته لمجلس النواب أنموذجاً لتوازن نهجه، عليه فأن بعض وسائل الإعلام والمستجدين على السياسة يعجزون عن استيعاب القصد الرئيس من خطاب السامرائي ومحاولته توظيف مكانة العلاقة بين حزبه والحكومة المصرية لمزيد من الانفتاح على العراق والتعاون الثنائي.

ومثل هذا التناول السلبي تناول بيان الرئيس السيد جلال طالباني الذي اعرب فيه عن اسفه لصدور حكم الإعدام على السيد طارق الهاشمي، وتأكيده ضرورة احترام القضاء والحرص على استقلاليته، فأستسهال البعض وتوهمهم بأن امتلاكهم بعض الخبرات الإعلامية يعطيهم الحق في إبداء الرأي في كل شيء، دون أن يدركوا بأن بيان رئيس الجمهورية ينطلق من رؤية واسعة وعميقة ليس في وسع البعض إدراكها، إنها رؤية رجل الدولة المجرب، الذي يحاول تجنيب سفينة العراق المزيد من الرياح العاتية، التي من معالمها المؤسفة التصاعد الملحوظ في القتل الجمعي للمواطنين، ضمنهم مسؤولون كبار.

إن الواجب الوطني يستدعي عدم استسهال التعريض بالأخرين، خصوصاً السياسيين المرموقين، بل ينبغي تدارس ما يطرحونه بعناية وتحري الهدف منه، فيما الجهود تبذل لتمهيد الطريق أمام إستئناف الرئيس طالباني جهوده لعقد المؤتمر الوطني للخروج من الأزمة السياسية الخانقة،الذي من معالمه حل العديد من الإشكالات مع حكومة إقليم كوردستان.

وإذا ما كان البعض يتجرأ على تناول بعض الطروحات السياسية التي تفوق فطنته، كان حري به التصدي إلى بعض المآسي التي نعيشها: تصاعد تقتيل العراقيين، وتفاقم الفساد، وعرقلة التشريعات المهمة، وتجرأ بعض العسكريين على المواطنين، كما حدث في قضاء المدينة بأطراف البصرة حيث اطلق عقيد النار على مواطنين يحتجون على اسلوب تعامله مع ابنائهم ورموزهم، وهي الحالة التي لم يتجرأ عليها حتى العسكريين القريبين من النظام الشمولي بدون أوامر واضحة؟ّ!؟

هل هناك تخريب وعرقلة للم الشمل أكثر من ممارسات بعض ادعياء السياسة والإعلام؟!؟

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter