|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأثنين 10/9/ 2012                                 حسين فوزي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

"اسقني بالتي كانت هي "الدواء""

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com

إن أي مواطن يؤمن بالدولة المدنية الديمقراطية يستنكر بشدة التعرض لمرتادي الأندية والمطاعم المفتوحة علانية، كذلك النفي المتحدث عن "المهنية العالية في التعامل مع المواطنين الذين كانوا فيها" ساعة الهجمة المباغتة، والأستهداف المتواصل لمقر اتحاد الأدباء في كل مناسبة.

لكن قضية المشروبات التي تصدت لها اقلام العديد من الكتاب تظل تثير في النفس تساؤلاً كبيراً: هل هذه هي القضية الأساس؟

إن الحريات العامة والخاصة للمجتمع منظومة متماسكة ينبغي توافر قوانين واضحة لحمايتها ممن يتصدى لها، والمؤكد أن لدينا "حرية" تعبير تصل حد اطلاق توصيفات ظالمة على مسؤولين كبار احياناً، لكننا نعاني أيضاً القتل الجمعي للعراقيين، الخط الأحمر المباغت لجموع المواطنين وكتابهم وشخصياتهم جميعاً، واحياناً بانتقائية تستهدف السلم الآهلي.

الحريات بحاجة ليس إلى حق تعبير يفتقر للمعلومة الأكيدة وليس الإشاعة و الإتهامات، والحريات تحتاج إلى ضمان اتجاه صوت الناخب للمرشح أو القائمة التي يثق بها المواطن، وليس مصادرة 32% من أصوات الناخبين وتجييرها لصالح القوى المتنفذة، بحاجة إلى احصاء سكاني يؤشر حاجة الأطفال من الحضانات والروضات والمدارس وبقية المؤسسة التربوية والتعليم العالي، كذلك حاجة البلاد إلى الاختصاصات العلمية والمهارات لتحقيق البناء المنتج والتقدم، في ظل توفر مؤسسات صحية ومستلزماتها الدوائية والعلاجية للحفاظ على حياة المواطن.

وهذا لن يتحقق بدون الأمن ففي وسع الملايين بناء هذه المؤسسات لينسفها افراد، بالتالي نحن بحاجة إلى منظومة أمنية لها قاعدة مادتها برنامج المصالحة الوطنية وإعادة النظر في المساءلة لتسبقها العدالة وليس الإنتقام او تصفية الحسابات، فيتم اجتثاث هذا دون ذاك، ولنتفق على أن الاجتثاث قسوة لكن مقاضاة المجرمين والسراق عدالة "القصاص حياة" للمجتمع كله.

وأية مساءلة وعدالة هذه وما زال الكثير من سراق ممتلكات العديد من المكونات والمواطنين "يتمتعون" بخيراتها ومن سلبوا يعانون الغربة والتهجير والمضايقات. إن المادة 140 في تأخرها قد تخلق ظرفاً افضل للتطبيع والاستفتاء، لكن ينبغي ألا يستسهل البعض الحلول العسكرية المستوحاة من عبقريتي الفريقين حسين كامل وعمه علي حسن المجيد ومدرستهما. كما أن البحث عن الحلول ينبغي أن يتم في ظل تشريع قانون واضح للتعامل مع ثرواتنا النفطية وخصوصية بعض المناطق الحاوية لها أو "الإدارية"، دون لجوء للتسعير الإعلامي في المعالجة، فيما الهجمة تتصاعد حولنا حد أن القذائف بدأت تطالنا من الجانب السوري بجانب الإيراني والتركي.

قد يكون من المهم لمواطن ضمن منظور الحرية الشخصية شرب ما يشاء، لكن من المنظور الوطني ينبغي الأصرار على ان يشرب اطفالنا ماء صالحاً ويأكلون حصة غذائية كافية وليس مجرد سد الرمق بـ"تراب" الحصة التموينية، ويتم تنظيم توزيع الموارد بشفافية تتصدى للفساد المستشري وتبني المستقبل وليس تسخين الساحة لما هو متوقع بعد معركة سورية.

فهذه هي الحرية بركائز صلبة بوجه تأزيم الفاشلين والتصدي لهم.

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter