| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. حميد البصري

 

 

 

الأربعاء  9 / 10 / 2013

 

دور الموسيقى في ثقافة التنوير والتسامح
(2-3)

د. حميد البصري

بمناسبة انعقاد المؤتمر الثقافي الدولي لمنظمات المجتمع المدني الذي/ يقام تحت شعار (المجتمع المدني تجسيد لحقوق المواطنة وقبول الاختلاف والتنوع والتسامح) في يوم الثلاثاء الموافق 8/10/2013 ، وقد كنت مدعوا ً لكن للاسف الشديد ، عدم ارسال تذكرة السفر حال دون مشاركتي .

وبالمناسبة ، انشر هذا الموضوع الذي ارسلته للمؤتمر .

دور الموسيقى في ثقافة التنوير والتسامح :

لا يختلف اثنان على ما تفعله الموسيقى من تأثير مباشر وغير مباشر على الفرد . ولم يُعرف هذا مؤخرا ً ، بل اكتشف منذ آلاف السنين ، واهتم به الفلاسفة والمفكرين القدماء . فكان الفيلسوف العربي ( الكندي ) ، في القرن التاسع الميلادي ، يعالج مرضاه بالموسيقى . وتبعه ابن سينا والفارابي من بعده .

وهنا ، أود أن استعرض بعضا ً مما كتب عن تأثير الموسيقى على الفرد ، والاطفال بالخصوص . فتقول د. م. انوار صفار :

" العالـِم العربي ابو بكر الرازي ، توصل الى فوائد الموسيقى قبل حوالي الف سنة. إذ لاحظ أن بعض المرضى المصابين بأمراض تسبب آلاما ً مبرحة ، ينسون الآلام ، ويشملهم الهدوء والسكون لدى سماعهم للالحان الشجية والنغمات المطربة. وبعد تجارب ، جُزم أن الموسيقى الجميلة لها أثر حاسم في شفاء بعض الامراض ، فصار يعتمد عليها بوصفها اسلوبا ً من أساليب العلاج الطبي . وقد دخلت الموسيقى مؤخرا ً ضمن برنامج العلاج والتأهيل في العديد من مستشفيات الاطفال ومراكز علاج السرطان في اوربا . "

وتقول د. لبانة الحلبي ، الخبيرة في النمو لدى الاطفال ، " أن الباحثين في جامعة برنجهام يانج الامريكية ، أجروا دراسة على 32 من الاطفال الخدّج ، داخل وحدة العناية المركزة في مركز طبي ، استخدموا فيها أشرطة مسجلة لأصوات رجال ونساء يرددوا اناشيد رقيقة للرضع لمدة 40 دقيقة كل يوم . وقد استغرقت التجربة اربعة ايام ، وعندما أجرى الاطباء فحصا ً للاطفال في اليوم الرابع ، وجدوا أن الذين استمعوا للموسيقى اكتسبوا وزنا ً اضافيا ً ، وكان ضغط الدم لديهم اقل ، وضربات القلب أقوى " . وبتفصيل اوسع ، كتبت همت مصطفى ما يلي :

من خلال الدراسة المتخصصة للمجلس العربي للطفولة في مصر ، والتي اعدتها الباحثة آيات ريا ، تبين ما يلي :

ان للموسيقى قدرة غنية وامكانات تربوية خاصة في تشكيل شخصية الطفل ، كما تتميز الموسيقى كفن ، بقدرتها التي لا تضاهى ، على التأثير في ادق انفعالات الانسان ، والتعبير عن احاسيسه وعواطفه ، ومصاحبته في أغلب لحظات وجوده ، مشيرة بذلك الى ارتباط الطفل بالموسيقى ، بدأ ً من انصاته لدقات قلب امه .

واوضحت الدراسة ، أن شخصية الطفل تتركب من عدد من المكونات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية ، تتفاعل مع بعضها البعض ، وتتبادل التأثيرات ، مبينة أن فن الموسيقى يتميز بقدرته المدهشة على تنمية المكونات المختلفة لشخصية الطفل .

ومن الناحية الجسمية ، تؤدي التربية الموسيقية الى تنمية التوافق الحركي والعضلي في النشاط الجسماني ، والى مجموعة من المهارات الحركية ، اضافة الى تدريب الاذن على التمييز بين الاصوات المختلفة ، وتنمية هذه الجوانب الجسمية من خلال انشطة موسيقية متعددة ، كالتذوق الموسيقي والغناء والايقاع الحركي والعزف على الآلات الموسيقية .

ومن الناحية العقلية ، ذكرت الدراسة أن دور التربية الموسيقية يتمثل في تنمية الادراك الحسي والقدرة على الملاحظة ، وعلى التنظيم المنطقي وتنمية الذاكرة السمعية والقدرة على الابتكار ، اضافة الى مساهمة الموسيقى في تسهيل تعلم وتلقي المواد الدراسية .

ومن الناحية الانفعالية ، اشارت الى تأثير الموسيقى في شخصية الطفل وقدرته على التحرر من التوتر والقلق ، فيصبح أكثر توازنا ً ، اضافة الى ان الموسيقى تستثير في الطفل انفعالات عديدة كالفرح والحزن والشجاعة والقوة والتعاطف وغيرها ، وهو ما يساهم في اغناء عالمه بالمشاعر التي تزيد من احساسه بانسانيته .

ومن الناحية الاجتماعية ، قالت الدراسة ، ان التربية الموسيقية تساهم في تنمية الجوانب الاجتماعية لدى الطفل ، موضحة أنه في اثناء الغناء والالعاب الموسيقية ، تشتد ثقته بنفسه ، ويعبر عن احاسيسه بلا خجل ، ويوطد علاقته بأقرانه ، اضافة الى الجانب الترفيهي في حياته ، فضلا عن ان الموسيقى تنقل التراث الثقافي والفني الى الاطفال . واضافت ، ان الموسيقى لا تسعد الطفل فقط ، بل تساعده على نماء شخصيته في كل جوانبها . وعليه ، فلابد أن يكون لها مكانا ً افضل في الحياة اليومية للطفل وفي المدارس ، مشيرة الى اهمية الاستماع والتذوق

الموسيقي الذي يعد دعامة اساسية في عملية التربية الموسيقية للطفل . واكدت أن إسعاد الاطفال لا يكون بتلبية احتياجاتهم المادية فقط ، بل لابد من تظافر الجهود وتوفير مختلف الضروف الملائمة لتربية الاطفال بطريقة متكاملة ، وانماء طاقاتهم الجسمية والعقلية والنفسية والجمالية ، وهو ما يتوفر في الموسيقى التي يمكنها احياء عالم الطفل وتفعيل امكاناته المختلفة .



 

 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس