حميد البصري
الأربعاء 6/5/ 2009
تراثنا الغنائي وتقديمه بإطار سيمفوني
حميد البصري
يزخر تراثنا الغنائي العراقي بالكثير مما أبدعه العراقيون من ألوان غنائية وأغان لها هوية العراق – وهو المهم - ، قلّ نظيرها لدى الشعوب العربية الأخرى، بدون مبالغة واعادة تقديم هذا التراث ، وخاصة الأغاني منه ، له أهمية في ثلاث اتجهات :
1 – اطلاع الاجيال الجديدة على تراثهم الغنائي ليتشبعوا بخصوصياته ويتعوّدوا على الاستمتاع به .
2 – اشباع رغبة الاجيال المتوسطة والقديمة ، الذين يحنـّون لسماع هذا التراث الذي تربّوا على سماعه .
3 – تقديمه الى المستمع غير العراقي – عربي أو أجنبي – لاطلاعه على ابداعات شعبنا العراقي على مر ّ السنين.
لكن تقديم أغانينا التراثية ، له قواعد واصول لابد من الالتزام بها، كي لا تشوّه أو تفقد بعضا ً من خصوصياتها، كما فعل بعض الفنانين جهلا ً أو تجاهلا ً.
وأحد أساليب تقديم أغانينا التراثية هو تأليف إطار هارموني متكامل لها وتقديمها من قبل الاوركسترا السيمفونية العراقية . وقد قـُدمت تجارب ناجحة في الفترة القريبة الماضية ، مثلما قـُدمت في بداية تأسيس الاوركسترا من قبل القائد الالماني آنذاك .
لكن تلك التجارب ، رغم نجاحها ، كانت ناقصة بتقديري ، لأنها قـُدمت كموسيقى فقط دون غناء .
وقد قدمتُ نموذجا ً لأغنية تراثية عراقية ( يا نبعة الريحان ) ، غنـّتها الفنانة الصاعدة ( بيدر البصري ) باطار سيمفوني لأوركسترا الهوائيات الهولندية ، وكانت مثار اعجاب من قبل الجمهور العربي والأوربي وبالخصوص الموسيقيين .
فهل يفكر المسؤولون على الأوركسترا السيمفونية العراقية ، وأخص بالذكر الفنان ( كريم وصفي ) ، قائد الاوركسترا لاستكمالها بعدد مناسب من الكورال ، لتقديم أغانينا التراثية بإطار سيمفوني ، تربية للذوق العراقي العام ، واعلاما ً للعالم بأن العراقيون لهم تراث غنائي راق وابداع موسيقي معاصر ؟ أتمنـّى ذلك .