| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حميد البصري

 

 

 

 

الخميس 28/6/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 


فقيد الصحافة ام فقيد الأغنية السياسية


حميد البصري

فوجع الوسط الثقافي برحيل الانسان والصحفي والفنان سعود الناصري . هل نعتبره فقيد الصحافة وهو الذي قضى جل حياته في مهنة المتاعب ، بل هي مهنة الموت كما هو حالها في العراق الآن ، ام نسميه فقيد الأغنية السياسية وهو الذي عاشها ومارسها بشكل مباشر وغير مباشر .
انا مع التسمية الثانية للأسباب التالية :
عرفته منذ عام 1959 م في معهد الفنون الجميلة ببغداد قبل ان يذهب الى موسكو ليتخصص بالصحافة . كان انسانا وسياسيا محبوبا وفنانا يهتم بالأغنية السياسية وبالفنانين الذين يمارسوها وكنت انا منهم . وفي الحفل الفني الذي اقامته ( محكمة الشعب ) وكنت مشاركا فيه ، اطلق عليً لقب ( البصري ) واستمر هذا اللقب لحد الآن . وخلال دراسته في موسكو ، رعى أولادي الذين كانوا يدرسون هناك ولديهم فرقة للأغنية السياسية . لحن عدد من الأغنيات السياسية في موسكو وقدمها في الحفلات التي كانت تقام هناك اضافة الى اذاعتها في القسم العربي من اذاعة موسكو التي كان يعمل فيها ايضا .

توطدت علاقتي به بعد عودته الى بغداد ، وكنت قد انتقلت لها من البصرة ، من خلال المشاركة في الحفلات السياسية . وعندما اردنا تأسيس فرقة للأغنية السياسية مع الشاعر المبدع ( زهير الدجيلي ) هو الذي اختار لنا اسم ( جماعة تموز للأغنية الجديدة) كما كان له الدور الأساس في تقديم اول حفل للفرقة في نادي الصحفيين العراقيين . استمر في دعم الفرقة بالكتابة عنها في الصحافة العراقية رغم التعتيم الاعلامي عليها بالاضافة الى مساعدة الفرقة في المشاركة وتتقديم اغانيها في حفلات جماهيرية ببغداد وبعض المحافظات وحتى في الحفلات الرسمية التي كان يحضرها بعض المسؤولين ويبدوا اعجابهم بأغانيها .

وعندما غادرنا العراق ، واعدنا تاسيس الفرقة باسم ( فرقة الطريق ) ، كان يسدي لنا الملاحظات الأيجابية التي ساعدتنا على متابعة قضايا شعبنا في الداخل وانتاج أغان مناضلة ضد الدكتاتورية الحاكمة في العراق . وقد ادخلنا بعض اغانيه السياسية في اشرطة الفرقة . كان الفقيد ولآخر فترة من حياته ، يسعى الى توثيق اغاني المناضلين في السجون وخارج السجون ، لكن مشروعه هذا لم يتم مع الأسف الشديد .

هذا مختصر لاهتمام الفقيد بالأغنية السياسية طيلة حياته ، افلا يحق لي ان اسميه فقيد الأغنية السياسية مع الأعتذار للصحافة .
رحم الله الفقيد وألهم اهله واصدقاؤه ورفاقه الصبر والسلوان ، وانا لله وانا له راجعون .