حميد البصري
الجمعة 26/9/ 2008
بصراحة ابو كاطعحميد البصري
بعد ثورة الرابع عشر من تموز الخالدة عام 1958 ، وتحت ظل الحرية التي أتت بها هذه الثورة المجيدة ، ظهر في وسائل الاعلام العراقية برنامج شدّ جماهير الشعب العراقي له ، هو ( بصراحة ابو كاطع ) . وكان البرنامج حريصاً على كشف الكثير من سلبيات المجتمع بأمانة ، وحرص وطني على تجاوزها ، دون تجني او دسّ او مغالطة .
واليوم ، تطل علينا بعض الفضائيات ببرامج متشابهة في مضمونها ، مختلفة بأسمائها . ولا يخلو أغلبها من هدف يطرح بين سطور الأسئلة ، ومنها برنامج ( بالعربي ) الذي تقدمه ( جيزيل خوري ) في فضائية ( العربية ) .
وفي مقابلة مع المايسترو العراقي ( محمد أمين عزت ) ، قائد الفرقة السمفونية العراقية ، حاولت مقدمة البرنامج جرّ الضيف الى التركيز على الأوضاع السلبية في واقع الفرقة السمفونية سابقاً وعكسه على الواقع الحالي .
وما أثارني ، في الحقيقة ، سؤالان لم يوفق المايسترو ( عزت ) بالرد المناسب والوطني عليهما ، وهما :
1 – سألته مقدمة البرنامج أن يقارن بين واقع الثقافة في عهد نظام صدام والاحتلال الأمريكي كما قالت ، متناسية ثقافة القمع والدكتاتورية وايديولوجية النظام الشمولي في عهد نظام صدام المقبور من جانب ، والحرية التي تمتع بها الشعب العراقي بعد تحرره من ذلك النظام ، الذي جرائمه لا تعد ولا تحصى من جانب آخر.
2 – سؤالها الثاني للضيف كما يلي : هل هناك فنون أخرى غير الموسيقى ، كالمسرح او المعارض التشكيلية ناشطة كما عرفناه قبل الاحتلال ؟
وبطريقة طرحها لهذا السؤال ، تريد أن تقول ، أن الفنون المختلفة كانت نشطة وجيدة في عهد نظام المجرم صدام ، والآن بعد الاحتلال ليست كذلك ، ناسية أو متناسية أن زوجها الشهيد المناضل ( سمير قصير ) قد اغتيل بأموال نظام صدام ، كما قتل وشرّد المئات، بل الآلاف من المثقفين العراقيين .
فهل كانت هذه الحلقة التي اذيعت يوم امس 25 – 9 – 2008 صدفة ؟
هل انتهى رجال السياسة التي اعتاد البرنامج استضافتهم ؟
هل جاء الدور في التهجم وإثارة الفرقة على الواقع الثقافي ؟
هل نسي العرب الواقع الثقافي المتخلف في ظل نظام صدام ؟
هل وهل وهل ...
جيزيل ...( خلي الله بين عيونك ) .