حميد البصري
الجمعة 24/4/ 2009
رقَـَصَ الجميع .. وانتهى الاحتفال
حميد البصري
لم يكن في ذهني أن أكتب هذا الموضوع ، لولا المقالة التي كتبها الصديق الفنان ( جعفر حسن ) والتعقيب عليها من قبل الأخ الصحفي ( حيدر الوندي ) .
في النصف الثاني من القرن الماضي ، أيام النضال ضد الاستغلال ومن أجل الحرية والديمقراطية في العهد الملكي ، كنا نحضر حفلات السياسيين ونستمتع بالاغاني الوطنية، التي تشدّنا بالوطن وتمنحنا الهمّة للاستمرار بالنضال من أجل المظلومين .
كان ذلك حافزاً لي ، ولغيري من الفنانين ، ومنهم الفنان جعفر حسن وآخرون ، للانضمام الى صفوف المناضلين وانتاج أغان وطنية . وكانت احتفالات السياسيين بالمناسبات الوطنية والسياسية تزخر بالأغاني الجميلة التي أبدعها العديد من الفنانين . حتى أن بعض تلك الاغنيات يرقص معها فرحا ً ونشوة ً.
ويتذكر الفنان جعفر تلك الحفلات الجماهيرية الكبيرة التي كنا نحييها دون أن تغنـّى أغنية واحدة ذات مستوى متدن شكلا ً أو مضمونا ً. حتى الأغاني التراثية ، كنا ننتقيها بإمعان كي لا تخدش مسامع الحاضرين .
كانت كل مشاركاتنا طيلة العشرات من السنين مجانية - بقناعتنا - ، ونحن فخورين وفرحين بخلق لحظات فرح وسعادة للمناضلين وللجماهير الحاضرة .
وفي السنوات الأخيرة ، تدريجيا ً ، شعرنا بابتعاد السياسيين عن الأغنية الوطنية – عدا الحزبية منها – ودعوتهم لنا الى غناء الأغاني الراقصة ، بغض النظر عن مضمونها . وعندما وجدونا غير راغبين في ذلك ، عزفوا عن دعوتنا للمشاركة في حفلاتهم ، وراحوا يدعون الفرق الغنائية التي ترقصهم من بداية الحفل الى نهايته ، بغض النظر عما يقدموه ، فأصبحت أغنية ( البرتقالة ) و ( العكربة ) وأمثالها ، هي برنامج تلك الحفلات التي تحمل اسم مناسبة سياسية .
فيا عزيزي جعفر ، ويا أخينا حيدر ، هل تلومون الفضائيات على مستوى الأغاني الهابطة المقدمة ؟، وترثون الواقع الغنائي على ما هو عليه ؟.
إن ما تطلبوه ، يحتاج الى قرار سياسي شجاع ، يخلّص الناس من هذه السموم الخطيرة التي تبثها الفضائيات المتعددة ، والتي تخرّب الذائقة الجمعية للمجتمع ، والأجيال الجديدة فيه ، خاصة .
فهل نشهد تحولا ً ايجابيا ً لدى السياسيين ، ليمنحوا هذا الجانب من الحياة بعضا ً من وقتهم الثمين ؟.