الأربعاء 14/10/ 2009

الموقف الشخصي وكتابة التاريخ حميد البصري قيل قديما ً ، من يكتب التاريخ هم الأقوياء . أما في زمننا الحاضر ،وبسبب توفر وسائل الاعلام المقروءة والمرئية ، ووجود الوثائق والمعطيات ، يتعذر على أي انسان أغفال أي جانب من الحدث أو حرفه عن حقيقته لأن ذلك يوقع الكاتب في موقف لا يحسد عليه . ففي سلسلة ( حكايات سينمائية ) وفي الحلقة 12 المنشورة في موقع الجيران الألكتروني ، كتب الفنان والمخرج العراقي ( قاسم حول ) حكاية انجاز الفلم السينمائي ( الحارس ) . وللأسف الشديد ، تطرق الكاتب الى الكثير من صغائر الأمور ونسي – أو تناسى كما أعتقد – الحديث عن أهم العاملين في انجاز الفلم وهو كاتب السيناريو ومخرج الفلم الفنان الكبير ( خليل شوقي ) أطال الله في عمره وكذلك مؤلف ومنفذ الموسيقى التصويرية الفنان حميد البصري . كما تمنيت على الكاتب أن يقول بأنه قد اختار الفنان الكبير ( ابراهيم جلال ) كمدير فني للفلم لأمكاناته الفنية العالية وليس وفاء ً منه الى استاذه كما ذكر . لن ادافع عن الأهمية والدور الكبير الذي قام به مخرج الفلم الفنان خليل شوقي فذلك من مهمته ، لكني أود التطرق الى ما يهمني ، وهو الموسيقى التصويرية للفلم والذي أسمعني الكاتب شخصيا ، ولأكثر من مرة ، عن التقييم الجيد لها من قبل النقاد عندما عرض الفلم في المهرجان السينمائي في تونس في ستينات القرن الماضي .لقد أسهب الكاتب في شرح وانجاز الأغنية الوحيدة في الفلم التي أداها الفنان ( عباس البصري ) ، كيف اختيرت ومن اختارها ... كيف واين سجلت ..كيف واين صورت .. ولم يغفل من ذكر حتى لقطة الغزل الصغيرة أثناء الأغنية بين موفق (ابن الحاج يحيى فائق) وبين الفنانة (امل خضير) . لقد ذهبت الى بغداد – وكنت ساكنا ً في البصرة – مع آلتي الموسيقية (القانون)، بعد أن كلفني الكاتب لتأليف الموسيقى التصويرية للفلم ، وكنت أحضر تصوير الفلم ثم جلست عدة ايام اشاهد التسجيل وأسجل الموسيقى مباشرة على القانون ، وهو أمر غير بسيط . أفلا يستحق هذا الجهد أن يذكر ؟ عدا الحقوق المعنوية لذلك . ان الموقف الشخصي من أي انسان لا ينبغي ان ينسحب على ذكر الحقائق في كتابة التاريخ ، انه عتب على الصديق الفنان ( قاسم حول ) .