| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حميد البصري

 

 

 

الأربعاء 13/5/ 2009

 

تألق عراقي في عمل سيمفوني

حميد البصري

(
STABAT MATER) قصيدة شعر من القرن الثالث عشر للروم الكاثوليك . العنوان هو الكلمات الأولى من القصيدة وتعني ( الأم الحزينة ) .

وقد لحّن هذه القصيدة ، منذ ظهورها ولحد الآن ، اثنا عشر مؤلفا ً موسيقيا ًهم ( هايدن ) – ( دفورجاك ) – (فيفالدي) – (روسيني) – (بيرجولسي) – (جاونود) – (بيندريسكي) – (باولنس) – (سايمانوسكي) – (أليساندرو سكارلاتي) – (دومينيكو سكارلاتي) – (فيردي) وآخرهم المؤلف الانجليزي (كارل جنكنز) الذي قدمه السنة الماضية 2008 في بريطانيا .

لم يكتف ( جنكنز ) بالنص القديم ، انما قدّم العمل بلغات عديدة ( الانجليزية – العبرية – اللاتينية – اليونانية - الآرامية – والعربية ) ، حيث اراد للعمل أن يعبّر عن حزن كل الامّهات اللواتي فقدن ابنائهن . وقد أدخل في العمل مقطعا ً ( هل ضعت في الظلام ) عن حزن ( جلجامش ) على فقده صديقه ( أنكيدو ) في الاسطورة البابلية القديمة كذلك ( حياتي الآن نحيب فقط ) ، القصيدة الصوفية الفارسية للشاعر ( جلال الدين الرومي ) من القرن الثالث عشر .

في احدى كنائس أوتريخت / هولندا ، وبحضور جمهور يقارب ال900 شخص ، رفع قائد الأوركسترا الهولندي (داني نوتابوم) عصا القيادة لتبدأ الأوركسترا ومغنية الأوبرا الهولندية ( جوس سخولتي ) والكورال ، العمل السيمفوني ( ستابات ماتر ) للمؤلف الموسيقي ( كارل جنكنز ) . وفي الحركة الثانية ، أطلت علينا الفنانة العراقية المتألقة ( بيدر البصري ) بصوتها المتميّز. كان الأداء انفراديا ً باللغة العربية بمرافقة صوت جهير ممتد من آلتي الفيولنسيل والكونترباص ، أعاد ذاكرتنا الى عمق التاريخ، حينما حزنت مريم العذراء على فقيدها السيد المسيح . وكان أداء ( بيدر ) معبرا ً بصدق ، ليس عن ذلك الحزن فقط ، بل حزن كل الأمهات اللواتي فقدن ابنائهن في العالم ، وخصوصا ً الآلاف منهن في العراق ، بسبب حروب النظام الدكتاتوري المقبور وما أعقبها من ارهاب اعمى ، اقشعرّت له الأبدان ونزلت دموع العديد من الجمهور .

توالت بعد ذلك الأجزاء الأخرى من العمل ، بأداء الأوركسترا والكورال ومغنيات الانفرادي (جوس سخولتي ) و(بيدر ) التي أدت في الجزء التاسع ارتجالا ً غنائيا ً بسلالم موسيقية عربية (بيات و حجاز) .

لقد غنـّت بيدر باسم العراق ، فرفعت اسمه عاليا ًبتقديمها هذا المستوى الرفيع من الفن أمام الجمهور الاوربي ، وتمنت لو تتمكن من تقديم هذا المستوى من الغناء في العراق الجديد .

كان العمل رائعا ً بكل معنى الكلمة ، فتحية للمؤلف وقائد الأوركسترا وكل طاقم العمل من مغنيات وكورال واوركسترا .

جدير بالذكر ، أن هذا العمل السيمفوني سيعاد تقديمه السبت القادم 16 / 5 /2009 في مدينة لاهاي الهولندية على قاعة ( Groete Kerk ) بأوركسترا أخرى وكورال آخر بمشاركة ( بيدر البصري ) أيضا ً .


 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس