الثلاثاء 11/8/ 2009

هل كُتب على مبدعي العراق الاهمال ؟ الفنان الكبير جبار عكار..نموذجا ً آخرا ً حميد البصري يقول شاعر العراق المبدع ، الراحل ( بدر شاكر السياب ) : ما مرّ يوم والعراق ليس فيه جوع ويقول الجواهري الكبير في قصيدته دجلة الخير :           تهزين من خصب جنات منشّرة       على الضفاف ومن بؤس الملايين قد يعذر البعض سبب واقع نهاية الشاعر الكبير ( الرصافي ) المأساوية من بؤس وفاقة ، وهو يبيع السجائر على قارعة الرصيف ، على واقع النظام الملكي آنذاك . وقد يعذر البعض سبب واقع نهاية المغنية العراقية ( صديقة الملاية ) من فقر ومرض وتسوّل ، على واقع النظام السياسي في وقتها . وقد ..... وقد ... وقد ... ولكن هل يعقل أن يستمر حال المبدعين العراقيين ، وهم صفوة المجتمع ، في وضع مأساوي من الاهمال والتهميش ، بل والحاجة المادية لأدنى درجات العيش الكريم ، والبعض منهم ينتظر الموت على فراش المرض ، دون أن يلتفت اليه المسؤولون في السلطة ، بعد أن تخلص العراقيون من النظام المتخلف الذي أغدق فقط المال على أبواقه من الكتاب والفنانين . لقد ابكاني لقاء الفنان ( سامي قفطان ) مع الفنان المغني الرائع ( جبار عكار ) في برنامج ( منسيون ) وانا ارى واسمع هذا الفنان الذي صفقت له الجماهير العراقية والعربية والاوربية طويلا في كل حضور له. هذه المكتبة الغنائية الفريدة للغناء البدوي العراقي والتي يكتنزها الفنان جبار عكار في صوته وعقله ، اتمنى أن تُجمع ، كتسجيلات قديمة او تسجيل جديد ، بعد أن نسعف الفنان ونعيده الى صحته . انها دعوة وطنية وانسانية وواجب على الدولة العراقية ووزارة الثقافة أن تعمل سريعا ً لانقاذ هذا الفنان ، الكنز الفني العراقي ، كي لا نفقده ، ولنكرمه في حياته وليس البكاء عليه بعد رحيله من الدنيا . دعوة مخلصة اتمنى أن تلقى صدى لدى المسؤولين ، لكي لا نقول ان الاهمال كُتب على مبدعي العراق قديما ً وحديثا ً .