| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حميد البصري

 

 

 

 

الثلاثاء 10/4/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس



غنينا يوم تحقق الحلم


حميد البصري

تسمرت عيوننا على شاشات التلفاز طيلة أكثر من اسبوعين من النصف الثاني من نيسان 2003 ونحن نتابع تقدم قوات التحالف لتحرر مدينة عراقية تلو الأخرى من سيطرة النظام الدكتاتوري الذي جثم على صدور العراقيين لأكثر من ثلاثة عقود . وبين الفرح بقرب نهاية ذلك النظام الدموي والحزن على الضحايا من الأبرياء ، كان ينتابنا قلق كبير من احتمال تكرار الخطأ الذي ارتكبته قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة عام 1991 ، بعد تحرير الكويت ، عندما أوقفت زحفها الى بغداد فاسحة المجال للنظام لامتلاك أنفاسه والانقضاض على الانتفاضة الشعبية والتي سيطرت على أربعة عشر محافظة عراقية بشكل عفوي دون قيادة مركزية وكان من نتائجها المقابر الجماعية التي ارتكبها النظام وغيرها من أساليب القمع غير الانساني . ومن الغريب أن نجد بعض العراقيين الوطنيين من يقف ضد ذلك الزحف لإسقاط النظام بحجج غير واقعية رافعين شعار ( لا لصدام .. لا لأمريكا ) والشعب العراقي الذي أعطى مئات الآلاف من الضحايا دون أن يتمكن من اسقاط النظام بل حتى اضعافه .
وفي التاسع من نيسان 2003 ، تكحلت عيوننا برؤية سقوط الصنم وتحقيق حلم الغالبية العظمى من العراقيين بانتهاء النظام الفاشي في العراق . حينها ارتفعت أصواتنا بالغناء للعراق الجديد ، وبعدها باسبوع عملنا حفلة للعراقيين غنينا فيها أغان جديدة تتكلم عن الحرية والعراق الديمقراطي الجديد دون أن ننسى ذكر الشهداء من أبناء الشعب العراقي . والغريب من البعض ، الذين كانوا يرفعون راية النضال ضد النظام طيلة عشرات السنين وقدموا كوكبة كبيرة من الشهداء ، الغريب من هؤلاء الذين لم تبدو الفرحة على وجوههم كغالبية العراقيين بل كانوا حزينين لحجة سقوط ضحايا أبرياء في عملية التحرير وكأنما يريدون اسقاط النظام دون أية ضحايا .
تحية للذكرى الرابعة لسقوط النظام الصدامي ، وليس سقوط بغداد كما يحلو للفضائيات المختلفة أن تسميها ، ولتصدح أغنيات الفرح والبناء والتفاؤل ببناء عراق مزدهر ديمقراطي ينعم شعبنا فيه بالأمان والرفاهية .