| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

هاتف بشبوش

 

 

 

                                                                            الجمعة  6 / 9 / 2013



زيدُ الشهيد , وصهيلُ أفراســهِ , بين الموتِ والحب
(1)

هاتف بشبوش

السرد الروائي الجاذب , يكون المرتكز الاساسي , والقالب المتين لصب الأفكار النقدية , وتوجيهها بما يرضي الأدب أولاً بكونه فناً عالميا , ويرضي ذوق القارئ ثانيا , بكونه الحَكم في هذه اللعبة الحيادية بين الروائي والناقد . كما أنّ الرواية هي تجربة كبرى , يخوضها صانعها ويرتجى منها أن تكون قد أدتْ ما أراد لها ان تكون , مثلُ دراسةٍ تتعلّقُ في إختراع شئ , غايتها أن تُفيد الأنام , في هذه الأرض الفسيحة .

أفضل الروايات العالمية هي التي تتخذ من الحب كسيرة ذاتية ثم يتم توظيفه كعنصر فعال وداينمو محرك للرواية , ومن خلاله يستطيع الروائي إبراز ما يريده من خلال الحوارية بين الحبيبين , أو من خلال مراحل الحب التي يشهدها على مر الأزمنة ومايمر به المجتمع على فتراته المتعاقبة , من الوضع السياسي والاجتماعي , ومن خلاله يستطيع أن يخبرنا عن طبيعة تلك المرحلة للمجتمع التي مرّ بها هذا الحب. على سبيل المثال إذا قرأنا آنا كارنينا للروائي ديستويفسكي , نستطيع أن نجد الاقطاعية الروسية والقياصرة , واذا قرأنا رواية أحدب نوتردام ولواعجه مع الازميرالدا لفيكتور هيجو , نجد المَلَكية , وحكم الكنيسة , وكيف كان يتعامل الأبرشية والكهنة . وإذا قرأنا مدام بوفاري , نجد طبقة النبلاء والرقصة البافارية التي اشتهرت من خلال هذه الرواية . كما وأنّ الحب بشكل عام هو الغاية التي يُراد منها الوصول الى الحرية , هو الطيران والتحليق دون أجنحة بعيدا عن كل ماهو عنيف ومدمر كما يقول الشاعر الكردي الكبير شيركو بيكس الذي مات قبل أيام (عندما وضعتُ إذني على قلب حبيبتي حدثتني عن الحرية ). اذن الروائي يتخذ من الحب كوسيلة للوصول الى الغايات المنشودة , والمراد إيصالها الى القارئ بالصورة التي يريدها . .

رواية (أفراس الاعوام) لزيد الشهيد موضوعة قرائتنا هذه , الصادرة عن دار تموز للطباعة والنشر/دمشق 2011 , أخبرتنا كيف يكون الموت والحب جسران الى الحرية المنشودة .الرواية ليست قرائية فقط وإنما رواية تحمل صفات السناريست السينمائي بحق , ولابد لها أن تجد حيزا متميزا في السينما العراقية قريبا , إنها رواية تقترب من الدراما التي قرأناها في الكثير من الروايات العالمية . رواية تناولت بشكل بانورامي الحقبة الزمنية للعراق من العشرينات وحتى الانقلاب الدموي البعثي في عام 1963 . وأعتقد أن الرواية من الممكن أن يكون لها جزء ثاني تبدأ من الفترة الدموية 1963وحتى الآن ومافعله البعثيون في العراق من دمار وعسكرة للثقافة وللأنسان والبنى التحتية وكل مرافق الدولة , إذ أننا حتى الآن مازلنا نعاني من أذناب وثقافة هذا النظام الدموي الذي بات يقتلنا بالمفخخات , كنا نقتل في السجون والاقبية واليوم فوق الأرض وفي رابعة النهار .

انّ الرواية السينمائية بكونها إبداعاً فنيا وصناعة أيضاً , تتطلب معرفة في الثقافة والصورة وموهبة خالصة, نقية تتجه صوب هذا العمل الشاق بمستواه , الفني وجمالية السرد الشيق , والقابل للهضم , من قبل القارئ والناقد .

رواية (أفراس الأعوام) في صفحاتها الأولى إستشهاد بمقولة لكزانتزاكيس من روايته الأخوة الاعداء, وكذلك مقولة لأدونيس , إلاّ إنني وجدت في الصفحة الاولى إستشهادا من القرأن الكريم من آية الاسراء , ولم أجد لها صلة بالرواية وإنما للتزويق فقط أو لغاية في نفس الروائي .

في هذه الرواية نجد الروائي زيد ونتاجه الثقافي قد ساهما كثيرا في صناعة هذا العمل الابداعي وبلورته البعيدة عن المنهجية , هذا العمل الروائي إمتلك وجودا فاعلا ومؤثرا على قريحة الناقد الفنية والموضوعية , ولذلك أعتقد إنها ستنال إعجاب أكثر من ناقد , وقد كتب عنها حتى الان هو الناقد الكبير (جاسم العايف) , إضافة الى دراسة من قبل طالبة في جامعة ديالى .

الرواية ألمّت بالكثير عن تلك الحقبة الزمنية , وتفاصيلها البسيطة والمعقدة , والتي سبرت أغوار المجتمع وشخوصه أنذاك من الساسة والشعراء والفنانين و الناس البسطاء والاشقياء , وشيوخ العشائر ورجالات الدين .

الرواية إتسمت بقوة معياريها اللغوي والبلاغي , مما منحها القدرة على الأبتعاد من الغوص في الخيالات والتصورات التي ليس لها مبرر , وأنا اعتقد أنّ زيد الشهيد قد تخلص من الكثير من القصاصات والمسودات التي لاتصلح أن تشغل حيزا مناسبا بين أسطر روايته هذه .

أشهر الروايات العالمية تلك التي إعتمدت على البطولة الفردية , وأغلبها تناولها الفن السابع , ومنها على سبيل المثال الرواية العالمية البؤساء لفكتور هيجو وبطلها (جان فالجان) وقد مثلت في أكثر من فلم وآخرها(2012) وعلى شكل فلم غنائي رائع , إشترك في تمثيله , الشهير (روسل كرو) الذي مثل دور الشرطي الذي يطارد بطل الرواية جان فالجان , وقد أدى دور البطولة الممثل القدير (هيو جاكمان) , وكذلك مثلت من قبل الممثل الايرلندي(ليام نيسون) الذي كان بارعا للغاية في أداء دوره . أيضا رائعة الكسندردوماس وبطلها الكونت دي مونت كريستو,التي حملت نفس الاسم في الفيلم , كذلك رواية سبارتكوس للمثل كيرك دوغلاس , غادة الكاميليا , آلام فرتر , موت في ريعان الشباب , الرواية الروسية الرائعة ( تلك الوردة الحمراء) , شيطنات الطفلةُ الخبيثة للروائي البيروي الكبير ( ماريو فارغاس يوسا) , والكثير من الافلام الدرامية والبوليسية , حتى أفلام رعاة البقر وما أجملها في هذا الجانب . كلها إتسمت بالبطولة الفردية الرائعة , وكلها تجسدت صِورياً وصوتيا , وكنا أيام زمان حين نجلس في صالات السينما نقف الى جانب البطل , لأنه غالبا ما يميل الى فعل الخير ومهمة القضاء على الشر .

رواية أفراس الاعوام هي الاخرى شملت الدور البطولي لشخصية من أهالي السماوة ( جعفر حسن درجال) وهذه الشخصية جعلت الرواية مفعمة بالاثارة والتشويق , وما خلّفته هذه الشخصية في نفسية القارئ من تعاطف وألم, ومعايشة لواعج وإرهاصات قد عاشها الكثير من الفتية العراقيين الذين أرمضهم الزمان الغابر عشقا وكبتا ولوعة , ( جعفر حسن درجال ) الفنان الرسام , والمحب العاشق ,الذي أحب بكل جوارحه فتاة من الطائفة الثانية, والتي تحمل إسم وهيبة , وهو إسم يعطي إنطباعا رومانسيا للحب , اذ نجد في الدراما المصرية تلك الأغنية الجميلة (تحت الشجرة ياوهيبة ياما قشرنة البرتقال) , في حين انّ إسم حبيبها جعفر , وهو إسم شيعي للدلالة على الفارق بينهم طائفيا .

تتناول الرواية قص حقيقي لما مرّت به مدينة السماوة من أحداث على الساحة السياسية والاجتماعية , ثم أضاف عليها الكاتب نوع من الفنتازيا التي أعطت الرواية الكثير من التشويق .

عرّجت الرواية على الصراع أنذاك عند دخول القوات البريطانية وقضاءها على الرجل المريض (الحكم العثماني) , وكيف سخّرت بريطانيا بعض شيوخ العشائر وتجنيدهم لصالحها , وبعض الاشقياء المستفيدين من الفوضى الحاصلة , نتيجة التغيير في الحالة الاحتلالية للبلد , ومنهم حسون اليابس وجبير تفال.

في الرواية تأخذنا النشوة الحزينة مع رحلة البطل جعفر حسن من 1917 ورؤيته للجندرمة في قائمقامية السماوة مرورا بسجنه في العام 1935 مع الشاعر الكبير محمد صالح بحر العلوم والشيخ خوام , وهو في ريعان شبابه , حتى مماته وهو قد تجاوز الستين من عمره وما يتخلل هذه الفترة العمرية من تغيرات سياسية وإجتماعية قد مرّت على العراق .
من خلال السرد الروائي نتعرّف على الاحياء الشهيرة في السماوة وهما الحي الشرقي والحي الغربي,الصوب الكبير والصوب الصغير ونهر الفرات الاسطوري الذي يفصل بينهما . ثم نتعرف على شيوخ هذه الاحياء , الشيخ فارض العلوان , الفارض الشخص الذي يفرض كلامه على الآخرين أوالذي يُطاع من قبلهم , أما الشيخ الثاني هو الدخيل وكيف كان النزاع بينهما على المصالح , خصوصا في أيام الاحتلال البريطاني وأواخر أيام الرجل المريض( الدولة العثمانية) . فتارة نزاع متوتر وتارة يكون الصلح هو الرابط بين الاثنين( على غرار روايات نجيب محفوظ) فتوة بولاق , زقاق المدق . يشير الروائي أيضا في تعبيره الى كلمة الدخيل , بأعتبارها الاحتلال الاول وهو العثماني ثم الدخيل الثاني وهو الاحتلال الانكليزي , وكلاهما دخيلان على العراق , وكلاهما الفارض لقوانينه وسياساته المجحفة بحق العراق الذي ظل يأن تحت وطأة ظلمهم وجورهم .

تجسد الرواية ضياع الهوية الوطنية للفرد العراقي , حيث أنّ الجميع يميل الى الطائفة اكثر من ميله الى الوطن , رغم التعايش بين كافة الطوائف في الفسيفساء العراقي , لكن هذا التعايش هو من النوع الهش , سرعان ماينقلب الى الوحشية والبعض يأكل البعض الآخر عند تغيير الخارطة السياسية التي لم تستقر أبدا منذ قرون . ضياع الهوية الوطنية والولاء للطائفة هذا ناجم من الحاكم الأجنبي الذي حكم العراق على مر الأزمنة , الحكم العثماني1600ـ1914 فكان الولاء فيه للأستانة عاصمة الخلافة العثمانية, ثم الحُكم البريطاني والولاءات فيه للساسة الأنكليز . فكان الفرد العراقي دائما متملقا خائفا , يستمد قوته من الفرمان السلطاني حيث هناك مركز القرار والسلطة والجاه والنفوذ , ثم جاء البريطانيون , فتبدل الولاء من الحاكم العثماني الى الحاكم البريطاني , ولذلك نرى الولاء كان للدولة العثمانية ومن ثم للدولة البريطانية وليس الولاء لشئ إسمه العراق . وحتى الشعراء والأدباء كانوا على تبدّل مستمر في عطاءاتهم وبما ينسجم مع الولاءات , نفسهم كانوا يمدحون العثمانيين , إنقلبوا الى مديح البريطانيين , ومنهم جميل صدقي الزهاوي , محمد مهدي البصير , وعبد المحسن الأزري , وغيرهم . وهذا ناجم من الخوف الذي عاشه الفرد العراقي في ظل أنظمة أجنبية جائرة حمكته بالحديد والنار على مدار ستمائة عام إبتداءا من الفرس حتى الانكليز , فيضطر الفرد العراقي أن يكون ماكرا متقلبا , منافقا , لكي يعيش ويستمر في الحياة رغم قسوتها عليه.ولو انّ الفرد العراقي عاش في ظل الحرية لكان إمتلك نوع من الاخلاق التي يتميز بها الانسان الحر في بقية بلدان العالم المتحضر.

رواية فيها الكثير من الموروث والفلكلور الشعبي وهي من المهمات الثقافية التي وظفها الكاتب في البناء الفني للرواية . مجتمعنا العراقي بشكل عام والسماوة بشكل خاص فيه الكثير من الأزمات والهزائم , الهزائم السياسية , أم هزائم الفرد نفسه وخساراته التي لاتعد ولاتحصى , على مر سنوات عذاباته , وتمشدقه بالحياة البائسة المستحيلة في هذه الشعوب المريضة إجتماعيا وأخلاقيا وسياسيا واقتصاديا .

رواية قد زاوجت بين الموروث والأبداع حتى إستطاعت انْ ترسم هذا الاطار من المفاهيم العميقة لماضينا وحاضرنا .إستطاعت إستيعاب الواقع المنخور في تنوعه وحدّته وأشكال المتناقضات داخل المجتمع السماوي البسيط , السماوة التي إصطرعت عليها جيوش العثمانيين والأنكليز وثوار العشرين , كل هذه الاحداث أدت الى إخصاب الفكرة الجميلة وتوظيفها في هذا الأبداع الروائي , وبشكل تقني مذهل وملفت للقراءة , علاوة على قوة اللغة , والكلمات التي طاوعها الروائي زيد الشهيد الى مخيلته حتى ظهرت بهذه الصورة الجمالية البليغة . ركزت أيضا على الذات العراقية وكيفية مرواغتها بين الأصالة والتردي تبعا لأهواءها وتمايل ريحها ومصالحها.

تبدأ الرواية بنهاية البطل التراجيدية ونهاية الحقبة الزمنية التي تناولتها الرواية , حيث يظهر جعفر حسن , بطل الرواية في عمره الستيني الذي يموت فيه , وهو يتذكر الماضي , وفي بداية حقبة زمنية مظلمة اخرى للعراق في بداية عام 1963 . وهذه أضافت للرواية تشويق اكثر كما حصل مع الكثير من الروايات التي عرضتها شاشة الفن السابع .

يشهد جعفر حصول الهرج والمرج والسلب لمقر اتحاد الشعب , في يوم 8/8/1959 نتيجة التغييرات الحاصلة في المشهد السياسي , والفتوى التي نالت من القوى اليسارية وإتهامها بالكفر , فراح يتذكر كيف كان عمره في السابعة عشر عندما حصل السبي لبيت حبيبته (وهيبة) أيام دخول الانكليز ونهاية الرجل المريض , فحصل نتيجة لذلك , الفراق الأبدي بينه وبين حبيبته التي شدّت الرحال مجبرة غير مخيرة مع عائلتها بالعودة الى ديارها في ديالى . يتذكر كيف سُرقت بيوت الموظفين أنذاك ومنهم عبد الكريم شوكت المحاسب في المدينة القادم من أهالي ديالى , وهو والد الفتاة وهيبة التي أحبها جعفر حسن درجال , حيث يبدأ السلب والنهب بقلب بارد وكأنّ السرّاق لم يعرفوا هؤلاء الناس الموظفين الذين قدّموا لهم في يوم من الايام يد العون , وهذه الصفة ظلت مستمرة حتى يومنا هذا , ملازمة للأمة الاسلامية بشكل عام , مثلما حصل عند دخول الجيش العراقي للكويت وكيف إستباح صدام حسين أملاك الكويتين , وما زلنا ندعي بأننا خير إمة أنجبت للارض , في حين انّ عنترة بن شداد العبسي الشاعر الجاهلي الذي مات كافرا , كان يقول ( هلاّ سألتِ الخيلَ يابنةَ مالكِ ,, اذا كنتِ جاهلةً بما لم تعلمِ ... يخبركِ من شهدَ الوقيعة أنني ... أغشى الوغى وأعفُ عند المغنمِ) ... أين عنترة الكافر من هؤلاء الذين يدعون الشرف والكرامة . يذكر باقر ياسين الكاتب العراقي في كتابه ( شخصية الفرد العراقي) ويقول ..... في الكثير من البلدان يحصل النهب والسلب وخصوصا في الثروات لكنها سرعان ماتنتهي إذا ماوجه قائد الثورة نداءا الى شعبه فيتوقف السلب والنهب في الحال , كما حصل في بداية الثورة البلشفية 1917 في روسيا وتعرض قصر الشتاء الشهير الملئ بالكنوز والنفائس الثمينة والغالية الى النهب و لكن نداءا واحدا من قائد الثورة لينين قد دفع جميع الثوار والجنود والفقراء الناقمين على النظام القيصري المنهار الى إعادة جميع المنهوبات الى مكانها وما زال الشعب الروسي يفتخر بهذه الصفحة الوطنية من تأريخه السلوكي . كذلك حصل السلب في بداية الثورة الاسلامية الايرانية , لكنهم أعادوا كل المسروقات ايضا بمجرد إشارة من الخميني قائد الثورة , وفي أفغانستان ايضا , وغيرها من البلدان , الاّ نحن مازالت مسروقاتنا ونفائسنا الثمينة تباع في بلدان العالم ... انتهى.

ثم تستمر الرواية بسرد السيرة الذاتية لجعفر منذ الصبا في عام 1917 ومظاهر الجندرمة والجيش الانكليزي حتى ممات جعفر ...الكثير من روايات السيرة الذاتية , تبدأ من شيخوخة البطل المحوري للرواية , والغالبية العظمى منها قد تناولتها السينما العالمية كما قلنا أعلاه , ومنها رائعة (همنغواي كيلهورن) التي أصبحت فيلما رائعا وقد عرض في كافة صالات السينما العالمية قبل أيام , يبدأ بظهور كيلهورن زوجة أرنست همنغواي الثالثة وهي في عمر الشيخوخة حيث تقوم بسرد القصة الكاملة لحياتها مع همنغواي في فلم رومانسي مثير للغاية ,( نيكول كيدمن الممثلة الامريكية من أصل إسترالي كانت رائعة في دورها مارتا كيلهورن) وهي مراسلة حربية وصحافية . والنجم البريطاني البارع (كليف أوين) بدور همنغواي الصياد
والزوج ووالروائي والصحفي والسياسي , والعاشق الذي يموت منتحراً بطلقةٍ في الحلق وهو في عمر الستين .

تتطرق الرواية الى مايشاهده جعفر لفلم سوفيتي في مقر إتحاد الشعب فيرى عالم النساء والحرية وكيف تصاحب النساء الرجال في المصانع في الأتحاد السوفيتي , ويفهم جعفرغاية الفلم التي تدعو الى إدانة التخلف والاعراف الهمجية التي عفا عليها الزمن , نرى من خلال هذه الثيمة , أنّ العراق في تلك المرحلة تأثر بتلك الافكار اليسارية القادمة نتيجة ثورة اكتوبر , وعشرة أيام هزّت العالم في روسيا ... كما نقرأها في الثيمة أدناه من الرواية...

(ما الزمن الجديد والقادم الاّ زمن الأشتراكية حيث الجميع يعملون وينتجون ويتحركون ويرقصون ويتعانقون ويتحابون تحت سماء واحدة لاوجود غيرها , تلكم هي سماء الشيوعية سماء الامل سماء الشباب وتجديد الحياة .)

لذلك يبدأ جعفرالشاب البسيط في التفكير في أنْ يغيير من حياته الظاهرية نحو الافضل ,أراد ان يخرج من عباءة التقليد للأجداد والآباء , أراد أن يكسر طوق الملل والروتين السائدين أنذاك , أراد ان يسبح في جوهر من المعرفة , جوهر آخر غير الذي تعوّد عليه , كما في الحوارية أدناه

يتبــع


عراق/دنمارك

 


 

 

free web counter