هاتف بشبوش
الى روح فؤاد سالمهاتف بشبوش
خريفُ ديسمبر
ينفضُ أوراقَ أغانينا
وموسيقانا تتوهجُ خافتة ً
في دمشقِ الحرب
أزمنةُ الابداعِ , تحملُ قربانَ الصوتِ
طيفُ اللحنِ يتباكى
كلما إشتعلتِ الكلماتُ , عند جحيمها
كلما غنّت , جدرانُ المسالخِ البشريةِ
ماجاءَ على لسان:
فهد
سلام
الحيدري
الخضري
حسن سريع
عايدة ياسين.
وكلّ ماأعطاهُ الفنانُ , لغاية اليومِ الواحد والعشرين
حتى لبسَ الرداءَ الأبيض
لأغنيتهِ الأخيرةِ والحزينة
********
الليلُ يطولُ , والجيتارُ يصرخُ فينا
زيدوني حباً
فبغيرِ الحب , يذويَ صوتي
وبدون الحب
لا تمتلئ السلالَ بالبرتقال
ولا يعانقُ العاملُ , ريحَ الشمال
ولا يضحكُ الحصادُ في البيادر.
زيدوني خبراً
عن الطيرِ الذاهب, الى أفلاكِ بلادي
عن آلامِ الشعرِ , وعن أوتارِ القمرِ البازغِ
على قبريَ الذي , سيغني صامتاً
.........
.........
الأيامُ تموتُ في الايقونات
اللوحاتُ سحرُّ يجرجرنا , نحو الحزن الرومانسي
لكنّ الغناءّ , عبرَ أشرطة المذياعِ والمقاهي
ذاكرةُّ صوتيةُّ , تدورُ في المدى الأزلي
تعلقُ في العيون ِ , خيوطَ الدمع
وفي القلوبِ , نسائمَ ضفائرها , وحبها المنسي
وفي النهارات
تعلّقُ الشوارعَ , مطارحَ المدن , وأعناقَ الورود
وكلّ كرنفالٍ , كان يصفقَ بحرارةٍ , الى ماغنـاهُ المغني
تصفرُ , كما قطاراتِ الليلِ عند وصولها
وتجيبُ تحت الشمس , وخلال الصدى: (فؤاد!)
عراق / دنمارك