| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

هاتف بشبوش

 

 

 

                                                                            الأربعاء  1 / 1 / 2014



بصـّـاصـــون

هاتف بشبوش

الروائي البيروي الشهير ماريو باركاس يوسا في روايته الرائعة (شيطنات الطفلة الخبيثة) , الرواية التي تحمل الكثير من المواعظ , بطلتها تلك البيروية الشابة المسماة ,بالطفلة الخبيثة ( الرفيقة آرليت)التي تنطلق الى كوبا عبر باريس , لغرض التدريب على الحركة الثورية المسلحة التي كانت حلمُ الكثير من الشبان الحالمين بالتحرر أنذاك. الطفلة الخبيثة وهي في باريس , تجد نفسها باحثة عن المال عن طريق الحب ,أو الجنس , تتزوج من المسنين الأثرياء , تسرق المال من أزواجها , تهرّب المخدرات في سبيل إرضاء حبيب لها , تقوم بأنشاء العديد من العلاقات الغرامية مع رجال الاعمال , لكنهم جميعا أكلوا من لحمها وتركوها عظما, ولم تقبض منهم الاّ النزر القليل . هناك شخص واحد , هو (ريكاردوسوموكوريثو) الذي تناديه بالطفل الطيب , أحبها بكل ما لديه من طاقة ومشاعر فياضة , هو من أصدقاء الطفولة , وقد سافر هو الآخر من بيرو كدبلوماسي , يلتقيان بالصدفة في باريس , ويمارسان الحب لكنها تخذله وتنهزم منه لكونهِ فقير الحال , يبحث عنها وفي كل مرة يلتقي بها , يقضيان اللحظات السعيدة , مع تذكار أيام الطفولة والصبا في البيرو , لكنها تنهزم منه أيضا كعادتها في كل مرة . في نهاية الراواية تصاب بالسرطان ونراها في حال يرثى لها , ولم تجمع من المال سوى منزلا صغيرا في أسبانيا . تبحث عن حبيبها صديق الطفولة (ريكاردو) , الفقير الذي أحبها بصدق , وتلقاه وتعترف له بنزقها وشقاوتها, وها هي تعاقب على أفعالها , ولكي تكفر عن ذنوبها , تقوم بنقل ملكية المنزل البسيط اليه , ثم تموت بين أحضانه وهي في ريعان الصبا , وتنتهي رحلة حياتها التي إتسمت بالعذابات والاهانات التي تعرضت لها من قبل جميع الذين إرتبطت معهم في علاقات غرامية أو زواج لفترة قصيرة .

من رجال الاعمال الذين ارتبطت بهم رجل مافيا ياباني شاذ يدعى (فوكودا) , أذاقها مر الهوان , كان دائما يجبرها على أن تمشي على أربعة أطرافها كالحيوانات , وكان يفعل ذلك لغرض أهانتها , وهي تفعل ذلك صاغرة راضية.

هذا الياباني الفظ كان لا يحب ممارسة الجنس الا بعد البص , أي أنه كان بصّاصا (موضوع مقالنا) , فكانت هي تستدرج حبيبها الفقير الحال , وتمارس الجنس معه , لكي يتمتع هذا الياباني البصاص , الذي كان ينظر اليهما من خلال رواق خفي , وكان المسكين حبيبها الفقير الحال (الطفل الطيب) لا يعرف عن هذا الموضوع شيئا البته , الاّ بعد حين , حيث يراه يبص اليهم وهو يستمني .

موضوعة البصاصين هذه, لها نكهةُّ خاصة وتختلف عن البص الذي يمارسه الياباني البصاص. هذه الموضوعة تمارس في مقصفٍ ليلي في مدينة أودنسا في الدانمارك , حسب ما يروي صديق لي , شاهدها عن كثب . المقصف مزدحم بالرجال والنساء العراة تماما , الرجل بخرطومه , والمرأة بأستها . المقصف يحتوي على غرف عديدة , ولكل غرفة أجواءها الرومانسية الجنسية الخاصة بها, أضواء خافتة وأسرّة , ومساطب عالية وواطئة , أراجيح , كراسي , أفرشة , حمامات , وملاءات عديدة , كلها عدت للنكاح بطرق ووضعيات مختلفة .

هناك الكثير من الاجهزة الجنسية والمواد التي تستعمل في الممارسة الجنسية , من الدهون التى تساعد على الانتصاب أو الطلاء كي يظهر الجسد لمّاعا مثيرا للغاية , دهون لغرض التدليك والمساج أثناء الممارسة التي يؤديها طرفي المناكحة . وهناك مساطب عالية نوع ما تستلقي عليها النساء رافعة فخذيها على غرار الطريقة المعتادة في النكاح , ويأتي رجلا فيدخل يده كاملة من الكف الى ما فوق المرفق , والمرأة تبدو في غاية الاستمتاع والتأوه , وفي كل مرة أقول أنّ هذه المرأة سوف تختنق من حجم هذه اليد التي دخلت في أحشاءها , عجيب غريب , أمر هؤلاء .

في الغرف الاخرى نرى رجل وامرأة يقومان بالنكاح في الزاوية البعيدة من الغرفة حيث عد السرير هناك , أمام مرأى البصاصين الآخرين, هؤلاء يأتون هنا (عادة هم أما أزواجا أو أصدقاء) , يأتون هنا لممارسة الجنس أمام البصّاصين لغرض الاستمتاع , ولا أعرف بالضبط ما هي المتعة من جراء ذلك. البصاصون يقفون في باب الغرفة عراة تماما الاّ من أعضائهم , ينظرون بأعينٍ كلها شغف ولهفة ومتعة لهؤلاء الثنائيين . هذه الغرف قد أعدت لغرض البص فقط ولا شيئا آخرا .

هناك ممارسات جنسية أخرى تُمارس أمام البصاصين , حيث يؤدي الثنائيين (رجل وإمرأة) الممارسة الجنسية الكاملة أمام البصاصين وعن قرب من أعين البصّاصين , قرب العين الى الجفن , ولكن هنا البصاصون ينتظرون اشارة من الثنائيين , كي يدخلوا الى ساحة المناكحة , أي يصبح أكثر من شخص على إمرأة واحدة , أحيانا يكونوأ أربعة أو ثلاثة , حيث تكون العملية الجنسية عبارة عن حركات ووضعيات مختلفة تثير العجب العجاب وبدون أدنى حياء , أنها حياة العراة والبصاصين , حياة ممارسة الجنس على البلاط أو على الفراش الوثير , أو ممارسة الجنس بالترافة المعهودة , أو تحت السياط , حيث توجد هناك العديد من السياط التي أعدت لضرب الرجل بالسوط أو بالعكس قبل ممارسة الجنس . أنها الطقوس النكاحية العجيبة الغريبة, لا يرى المرء فيها غير العجيزات العاريات واللامعات , والممتلئات لحما وغضاضة , وأفخاذا بلوطية ممتدة لا تعرف الى أي بطنٍ تنتمي , مداعبات , تقبيل , إيلاج , مص , نهود كاعبة , كبيرة , صغيرة , حُلمات , أعضاء ذكرية هنا وهناك , وكأنها سيوف لامعة , ربما تطير عليك واحدة منها , تأوهات وآهات , صراخ مثير , يعلو ويهبط , حسب الولوج والخروج . وهناك بصاصون على طابور الانتظار عراة تماما , ينتظرون الدخول الى ساحة المعركة الجنسية الرهيبة , ينتظرون الاشارة من النساء اللواتي هنّ أساساً تحت أعضاء ألآخرين , هذا المشهد بمثابة لوحة حية وعلى الواقع , مشهدُ مثير للغاية , مشهدُّ لا يمكن أن يصدقه رجلُّ مثلي قادمُّ من الشرق اللعين .

يقول صاحبي , لمّا خرجتُ من هذا المكان , دائخُّ , منذهلُّ , مشدوهُّ , لا أكاد أصدقُ ما رأيت , قلتُ أين نحن من هؤلاء, هؤلاء يصنعون الحياة بقتل بعضهم البعض بالمتع , والتمسيد , والعناق ,والتأوه الجنسي , ونحن نقتل بعضنا بعضا بالتفخيخ , وبالحقد والضغينة.


 

عراق/دانمارك


 

 

free web counter