| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. حسيى أبو السعود

aabbcde@msn.com

 

 

 

 

السبت 19/8/ 2006

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

التركمان وتوحيد الخطاب

 

د. حسين ابو سعود
aabbcde@msn.com

لا يمكننا ان نتوقع من تركمان العراق كشعب متعدد الميول والاتجاهات ان يتوحدوا الى حد الاندماج ، ولكن يمكن ان نتوقع من هذا الشعب ان يحافظ على روح الاخوة التي كانت سائدة بين مختلف اتجاهاته ، ولا سيما وان هذا الشعب معروف بالطيبة والتسامح والصفح والبساطة والقدرة على التعايش مع الاخرين ، وان التغيير الاخير في العراق لم يغير من اطباعهم وطيبتهم الا انه جعلهم يدركون اهمية وحدة الصف ووحدة الكلمة للحصول على حقوقهم التي كانت مهدورة طوال العهود السابقة .
ان نتائج الانتخابات وما تعرض التركمان له من تهميش بعد تشكيل الحكومة قد لقنتهم درسا في ضرورة نبذ الفرقة والخلاف والتوحد حول عنوان له مدلولات واسعة وهو (مستقبل التركمان في العراق كأمة وليس كأحزاب وجماعات وطوائف ) و كنت وما زلت ادعو الى تشكيل مجلس اعلى للحركات السياسية التركمانية يتوحد عبره الخطاب التركماني ليس كعامل ضغط فحسب بل لتسهيل التعامل مع الاطراف السياسية الاخرى وفتح الجسور مع العالم ومنظماتها ودولها كسبا لتأييدها ودعمها والتعاون معها في ظل العولمة التي نعيشها ، وان خطوة تركيا وان جاءت متأخرة جدا في دعوة زعماء الحركات السياسية التركمانية في العراق للاجتماع في انقرة هي خطوة موفقة للغاية لتوحيد الكلمة ورص الصفوف لمواجهة التحديات الحالية والقادمة في العراق المضطرب خاصة وانه تقع مسؤوليات تاريخية على تركيا كأكبر دولة جارة للعراق ولارتباطها الثقافي مع تركمان العراق خاصة واتراك العالم عامة ، ويتوجب على الزعماء الذين زاروا تركيا بدعوة من وزارة خارجيتها القيام بزيارات جماعية مماثلة الى دول اذربيجان وتركمانستان والى كل مكان يمكن الوصول اليه لشرح الهم التركماني .
فالتركمان يعانون من الاحباط ولا سيما بعد الانتخابات وتشكيل الحكومة وتهميشهم المتعمد بعدم منحهم منصبا سياديا واحدا مثل نائب رئيس الجمهورية او نائب رئيس الوزراء، ومحاولة بعض مراكز القوى الصعود على اكتافهم، ويجب ان لا يفهم من التحرك التركماني الاخير بأنه موجه لجهة معينة مثلا وانما هو ممارسة لحق طبيعي بالتحرك في اي اتجاه للحصول على الحقوق المشروعة لهذا الشعب ، ويتوجب على عرب العراق وكرده دعم التركمان في هذا المسعى وتمكينهم من ممارسة حقوقهم وفق القانون .
وفيما يخص وحدة الخطاب التركماني اقول بأن هناك الكثير من التحولات والمراحل الباقية سوف يشهدها العراق ، وان الاطراف التركمانية مدعوة للعمل المشترك وتنسيق المواقف داخل وخارج البرلمان من خلال المجلس الاعلى المقترح او من خلال اللقاءات الدورية المستمرة بين القادة.
واما العلاقة مع الكرد اقول بأن التركمان ليس لهم اي خلاف مع الكرد كقومية ، فهم واياهم ابناء وطن واحد يواجههم مصير مشترك وتربطهم علاقات تاريخية ودينية وجغرافية وقومية ، وان الخلافات السياسية يمكن حلها عن طريق الحوار الاخوي البناء ، وتسوية الامور العالقة بالتفاهم والتعاون لاسيما ان الاختلاف امر طبيعي ويحدث بين ابناء الاسرة الواحدة .
وقد سمعنا من العديد من السياسيين بأن كركوك هي قنبلة موقوتة ومشكلة حقيقية ستؤدي الى حرب اهلية تحرق الاخضر واليابس وانا اقول فأن اليابس سيخضر والاخضر سيزيد اخضرارا خاصة وان اي طرف من الاطراف المعنية لا يريد الحرب الاهلية ولا يريدون احتكار السلطة في مدينة متعددة القوميات ، وان الكرد والتركمان والعرب المقيمين على ارض كركوك يعلمون كيف يتعاملون مع الموقف بروح عالية من الاخوة ونكران الذات لتفويت الفرصة على اعداء الشعب ، وتحقيق اعلى مراتب العدالة في كركوك وجعلها مدينة التآخي والسلام والمحبة .
ونأمل ان يكون الاجتماع التركماني في انقرة فاتحة خير لتوحيد الجهود والصفوف بين الفصائل التركمانية العاملة على الساحة وتشكيل مجلس قيادة موحد له صلاحية اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب لصالح الشعب التركماني وكما قال تعالى : واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين .