| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. حسين أبو السعود

aabbcde@msn.com

 

 

 

 

الأحد 10/6/ 2007

 


 

عرس داقوق


حسين ابو سعود

علمتنا أحزان المدينة
ان للدم أعراس
وللألم نواقيس وأجراس
داقوق،
كانت تغفو في احضان المراعي
بلا غطاء
بعيدا عن الصخب
تحدق في زرقة السماء
والصباح يوقظها برائحة الخبز
ورقص السنابل في الحقول
رجال داقوق ،
يمنحون الحياة للدنيا حتى الظهيرة
وفي العصر
يزهون بالجراويات على مقاعد المقاهي
يدخنون
يتناولون الشاي بالدارسين
يتحدثون عن كل شئ الا السياسة
تعلموا من الايام ،
ان يظلوا بعيدا عن اسوار الرئاسة
نساء داقوق
يقضين زهرة الحياة بالصلوات
والنذور
واشعال الشموع والبخور
وانتظار المساءات الامنة
أطفال داقوق
بدشاديشهم يذهبون الى المدارس بلا طموح
تعرف الازقة بساطتهم
يتعاركون ثم يتصالحون
يقيمون علاقات علنية مع الاشجار
والثمار
بعيدا عن الخوف والمحاذير والاخطار
وبالامس، سقط الرجال
خضب الاطفال بالدماء
صرخت النساء
فأجابت الارض والسماء بالبكاء
طأطأت السنابل هاماتها من الحياء
القوافل لن تغير وجهتها عن داقوق
وستضئ النيران في مضارب الدفء
ومن يمارس الهذيان عند بوابات المدن الحزينة
سيرحل لا محالة
فالانهار لا تموت سريعا
وداقوق ستبقى في مكانها رغم الجراح

( قيل ان وحوشا من كوكب آخر جاءوا بلا موعد مسبق فعاثوا في الارض الفساد ، وكسروا المناجل في موسم الحصاد ، بإسم الرب حينا وحينا بإسم الجهاد)
المسؤولية تقع على عاتق الحكومة لأنها لم تخبر هؤلاء الحالمين بالمصطلحات الجديدة مثل : انتحاريون ، تفخيخ ، طائفية ، قتل على الهوية ، اختطاف ، فدية ، صراعات ، مراكز قوى ، مخابرات ، تهجير ، تدخل خارجي .. وأنى للداقوقي البسيط ان يعرف كل هذا ؟