حمودي عبد محسن
الأثنين 5/11/ 2012
حديقتنا الخضراء
حمودي عبد محسن
في تلك حديقة العشب الخضراء
المتدفقة بالمياه الزرقاء
خمائلها نور تفتحت أزهار
أينما نظرت كانت السماء
متلألئة بالضياء والبهاء
حين كان قلبي غر مترعا بالنقاء
وحين كان الحب رهبة وبقاء
كنت أغفو في نشوة الأحلام
بمليء شفتي ابتسام
ونجم لامع يشير لي إلى الجمال
يشير لي أن الحب باعث الحياة
وأن الحب يواصل الليل بالصباح
سواء في متاهة الضياع
أو في آفاق ليالي طوال
الحب يتجلى في تثني أغصان
بلا أشواك توقيها
بلا أوراق تكسيها
حبيبتي غراء فرعاء
نار الوهج لا يطفيها
تحي بيض الليالي وتطويها
في تثنيها، في تغنيها
مثل وردة حمراء في أعاليها
تناثرت أوراقها تحاكيها
فتضاربت أعطافها ترقيها
وانساحت القبل تلظيها
وتبسمت جفونها دون أن تبكيها
ترقص حبيبتي في غلالة غدير
وتستعر الشفاه في الجسد العظيم
الخليل، المستجيب في الليل العجيب
تارة تتقوس مثل هلال مهيب
تارة تبتسم في تبجيل
أي ، حبيبتي الحسناء !
ما هذا الذي يحدث في حديقتنا الخضراء ؟!
ملاذنا الوحيد القديم ...
أن كل ما يحدث نار تأكل الأعشاب
وتأكل شذى عطرك الذي غذى الأزهار
في عالم بليد ينام في حرب جنون
عالم مختنق بالحريق دون رأفة حنين
عالم محطم صريع في متاهة حروب
جياع، عراة، غرباء في دنيا خواء
كل شيء يرجع للوراء، والغباء، والرياء
لعنة سحرية، خرافة، وسلطة أغبياء
كل شيء يرجع للوراء، هذا زمن التعساء
من ينقذ هذا العالم الغريب ؟!
وتملأ الدنيا قوافل العاشقين
في مدامة العشق غارقين
ربما تعود الحياة، ويعود الحنين
ونعود إلى حديقتنا الخضراء
حيث لا أبواب تغلق ليل نهار
ولا سور عظيم يغلف الوجه الحزين
ربما نعود إلى حديقتنا الخضراء
حيث الجمال والغناء وأيام الحب الرقيق
2012.11.4