| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

غسان حبيب الصفار

 

 

 

الخميس 3/9/ 2009



ديمقراطية .. غريب أمور عجيب قضية

غسان حبيب الصفار

رحم الله الدكتور الأستاذ علي الوردي حينما يذكر في أحد كتبه .. لا أتذكر العنوان بالضبط لأني قرأت له الكثير حيث يقول .. بالنسبه للثوار والمعارضين للحكم والمنادين بحقوق الشعب في الحريه والعداله والمساواة والديمقراطية .. وليس كل الثوار والمناضلين طبعا , أنه حالما يحصل التغيير ويستلمون كراسي الزعامه والسلطه أوالقياده حتى ينسوا ما كانوا ينادون به ! بالأمس ...
تاركين خلف ظهورهم المباديء التي ناضلوا من أجلها وكافحوا لتحقيقها , ويترفعوا عن أخوانهم ورفاق دربهم لينفردوا ويتخاصموا على السلطه والقياده وأمتيازات المناصب ! هذا كفكرة عامه عما قرأته وليس نصا .

قد يقول قائل أن هذا الكلام مبالغ فيه أو لا أساس له من الصحه , أو قد يفسره البعض أنه أنتقاص أو تقليل من قيمة الكفاح والنضال والمناضلين وحاشا أن نقلل من قيمة المناضلين أينما كانوا ..

ولكن فكرة الكاتب واقعيه وصريحه جدا وهي عن تجارب عاشها وجربها ولعقود من تاريخ العراق الحديث .. وحاشا لمسؤولينا أن يكونوا من هذا النوع من الرجال أو البشر وفي النهايه لكل منا رأيه .

الموضوع هنا هو أن العراق وبعد عام 2003 وسقوط النظام السابق تنفس الصعداء وتأمل التغيير في كل نواحي الحياة سياسيه وأقتصاديه وأجتماعيه .. ونظرا لما كان موجود في الداخل والخارج من أحزاب ومؤسسات معارضه ومواطنين معارضين للحكم الدكتاتوري السابق والذي عانى منه كل العراقيون ودون أستثناء ! شمالا وجنوبا عربا وأكرادا وأقليات ...

وجاءت مرحلة التغيير والديمقراطية والتنافس على مقاعد البرلمان ! والذي تأملنا فيه البناء ... والأعمار والتغيير نحو الأحسن والأفضل بعد أن صوّت العراقيون على الدستور الجديد للبلاد .

جئتم يا سادة وأهلا بكم وأستلمتم الأداره والحكم والمناصب مبارك لكم و (عالخير ) كما نقول بالعاميه ! منكم من ناضل ومنكم من ضحى كأفراد أو كأحزاب وداخل العراق وخارجه ومشهود للكثير منكم بالمواطنه الصادقه والنزاهة ولكن مطلوب منكم أكثر وأكثر ؟!

المفروض أن يكون العراق وشعب العراق نصب أعينكم وتغيير الواقع المرير بكل أشكاله من أولى مهامكم والا فلم كان نضالكم وتعبكم ؟
ديمقراطية .. ديمقراطية في المؤسسات في الأحزاب والهيئات وفي كل الشعارات !!
أليس المفروض أن ندخلها حيز التطبيق ؟
ياسادة لقد عانينا من الدكتاتوريه والقهر والظلم ولعقود مضت .. أليس من حقنا أن نتنفس ؟
أليس من حقنا أن نعيش كباقي شعوب العالم ؟ أليس من حقنا أن نسير في ركب التطور .. والحضاره ؟

نناشدكم ليس كقاده بل كأصدقاء وأخوان وبحق المواطنه التي تربطنا جميعا وأنتمائنا القومي  والتاريخي لهذا البلد ! أين ديمقراطيتكم يا سادة ؟ وأين الحريه يا أخوان !
هل هي في منع الحريات وتقييدها ؟ أم في منع التعبير عن الرأي بالفتاوي والتحليل والتحريم الكيفي للبعض !! أم ماذا .. وهل هي في تقييد الصحافه والصحفيين ؟
أم هل هي في منع المواطنين من كسب رزقهم كما حصل في منع بيع المشروبات الكحوليه مؤخرا في بعض المحافظات !
الديمقراطية لا تقول هكذا على الأقل هذا ما نعرفه عنها !!

وهل من الديمقراطية فرض الرقابه على الأنترنت وحجب المواقع الألكترونيه وتقييد حرية المواطن في تصفح هذا الفضاء الواسع من التكنولوجيا والمعلومات .. هذه الثوره من العلم والمعرفه والتواصل ... أين الحريه أذن ؟ أين الديمقراطية والرأي الآخر ؟

والمفارقه العجيبه والغريبه أنه في الوقت الذي يعاني فيه البلد من أزمات البطاله والمفخخات ... والأنتقامات والخدمات الرديئه بل الرديئه جدا !! ومشاكل الكهرباء والماء والصراعات الطائفيه والحزبيه وهموم الحياة التي لا تعد نقرأ أن هناك قرارا لمنع التدخين في الاماكن العامه ! حقا أنها مفارقه,فهل تجاوزنا كل الصعوبات والأخطار ؟ والمتربصين بالبلد من الداخل والخارج ؟ وهل أكملنا كل المشاريع التنمويه وحسّنا الخدمات وقضينا على الأرهاب ووفرنا الأمن والأمان ؟ .. وانهينا مشاكل البطاله وصراعات المناصب والكراسي ! والطائفيه المقيته وتخلصنا من الفساد.. المالي والأداري الذي ينخر الدوله والاقتصاد ؟!
ليست الفكره دفاع عن التدخين والمدخنين .. ألا تعتقدون أن هناك أهم من هذا بكثير ؟

المواطن مثقل بالهموم ويعاني مئات المشاكل وليس هناك من يسأل أو يهتم !! ألا ما ندر .
برأيي هناك العديد والعديد من القضايا والامور التي تحتاج الى حلول وحلول مستعجله وآنيه .. وجذريه أضافة الى ما ذكرنا .

ألا نحتاج الى توعيه وطنيه شامله للأنتخابات القادمه وقانون للأنتخابات ؟ ودورات مكثفه ومحاضرات في كل ما يخص هذه العمليه المصيريه للكل نظرا للمرحله الحساسه التي نعيشها ! وبعون الله للتغيير نحو الأفضل والأحسن؟

ألا نحتاج الى التفاهم والتحاور وقبول الآخر وعلى كل المستويات ؟برلمان ..أحزاب قيادات ومؤسسات ؟

ألانحتاج الى أرضيه صلبه من أجل خطوات مستقبليه قادمه .. للعيش بحريه وكرامه وفي جو من الألفه والمحبه والتعاون الكل من أجل الكل ؟!

وألا فأين ما سعينا لأجله ؟ وما ضحينا لتحقيقه ! أليست بالمقام الأول الديمقراطية !

وفق الله الجميع .



20/8/2009/ تركيا
 


 

free web counter