| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

غسان حبيب الصفار

 

 

الجمعة 14/5/ 2010

 

 حقاً لقد تجردتم من الأنتماء الوطني !

غسان حبيب الصفار

حين يصبح القادة والسياسيين في أي بلد هم أساس المشكلة ومثار الجدل في كل ما يحدث , وهم وتوابعهم السبب والمسبب لمعاناة الشعوب المغلوبة على أمرها والمنكوبة بهكذا قادة خاصة عندما تكون شعوبهم قد أنتخبتهم وجاءت بهم الى المناصب والكراسي ليكونوا ممثليها والمدافعين عن حقوقها .. وحين يتحول هؤلاء أي القادة والسياسيين الى متسابقين على السلطة ومتخاصمين على النفوذ ! وسارقين للمال العام ومنفذين لأجندات خارجية وجل همهم الاثراء والتمسك بالسلطة والمناصب وبكل الطرق والاساليب , خاصة وانهم جاءوا وشعارهم التغيير .. وتوفير الخدمات  والرقي بالبلد وتحسين احوال العامة , وحين لا ينفذ هؤلاء الا نسبة ضئيلة جداً مما وعدوا به .. ويقصرون ويتمادون في واجباتهم .. ويوصلون البلد الى حالة يرثى لها من الدمار وأستنزاف الثروات والاستهانة بالحقوق والاستهتار بالواجبات ألخ .. ففي هذه الحالة ماذا نسمي هؤلاء ؟

وماذا نقول عنهم ؟ والمشكلة ان شعاراتهم كلها هي من أجل الوطن والمواطن فيا للعجب بل كل العجب !! فقد أصبح الكل متجاوزاً والمشكلة أن من يمثلون القانون هم أول المتجاوزين وهذه مشكلة كبيرة جداً .. أذ أن هؤلاء هم من يحمون الأمن وسيادة القانون والمواطنين .. فاذا انفلت هؤلاء وتجاوزوا سلطاتهم وصلاحياتهم وكل حسب تبعياته ومرجعياته فماذا عن المواطن العادي البسيط الذي لا حول له ولا قوة ؟ والذي بات يدفع ثمن تناقضات السياسيين والقياديين .. والكتل الكبيرة والاحزاب التي تحول أغلبها الى حيتان تبلع كل ما يصادفها ولا تبالي أو تهتم لمعاناة الفقراء والمعدمين والذين باتت نسبتهم حوالي الثلث من مجموع الشعب !

وخلال تمخضات تشكيل الحكومة وتناقضات الاحزاب والكتل وصراعات السياسيين ... على المناصب وتنافسهم المستميت على السلطة وبمرور الأيام والاشهر وهم فاشلون في كل شيء وألا بماذا نفسر عدم تشكيل الحكومة لحد الآن ؟ وبعد مرور اكثر من شهرين على الانتخابات وماذا ينتظرون ؟ وما السبب في كل هذا ؟ اليست اختلافاتهم وأستهتارهم بمن اعطاهم صوته وجاء بهم ليمثلوه ويدافعوا عن حقوقه ؟؟
أذا كان همهم حقا هو البلد والمواطن وأذا كان ما وعدوا به وقالوه في حملاتهم الانتخابية .. الباذخة التي استنزفت ملايين الدولارات ! وما رفعوه من شعارات التغيير والخدمات وألخ من الوعود فلماذا يفشلون في تشكيل الحكومة ؟ ولو كانوا وطنيون حقاً لقدموا التنازلات لبعضهم البعض وأظهروا وطنيتهم واهتمامهم بالبلد الذي وصل الى حالة اليأس من كل شيء بل بالعكس أثبتوا انهم ليسوا بمستوى المسؤولية أبداً وأثبتوا ان جل همهم هو المناصب وما وراءها من أمتيازات لا أكثر ! وكما يقول المثل ان لم تستحي فافعل ما شئت .

ولو كانوا يحسون معاناة الفقراء والبؤساء لما تركوا المسؤوليات خلف ظهورهم راكضين ولاهثين وراء المناصب وبكل الطرق .. وليس فيهم من المخلص والنزيه الا ما ندر !
فماذا نقول عن هؤلاء حين اعطيناهم أصواتنا ومنحناهم ثقتنا ليستهتروا بحقوقنا ضاربين عرض الحائط معاناتنا ومشاعرنا ,ماذا نسميهم حين تجردوا من وطنيتهم وحسهم الأنساني ؟
ماذا نسميهم حين لا يأبهون لما حل بالبلد من دمار وخراب ؟ ماذا نسميهم حين لا يصلون الى قرار لتشكيل الحكومة وكل منهم يريد القسم الأكبر من الكعكة !!
والعجيب والغريب انهم مستمرون ومتمادون في أختلافاتهم وتناقضاتهم .. والكل متقاتل ومتناحر وباسم الوطن والمواطن فأين الوطن وأين من يحمل هم المواطن بينهم والا فكيف وصل حال البلد الى وضعه المزري الذي أصبح من الأمور المستعصية الخروج منها أو تجاوزها ! بل هو من سيء الى أسوأ ! وأين ما يصرحون به في لقاءاتهم وجلساتهم وكل هذا كذب في كذب بل لم يثبتوا سوى شيء واحد فقط وخلال هذه الفترة .. وهو انهم حقا ً قد تجردوا من الانتماء الوطني .



10 / 5 / 2010 / تركيا


 

free web counter