| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. غالب محسن

 

 

 

                                                                                 الأحد  30 / 3 / 2014



القيت في احتفال في كوتنبرغ - السويد يوم 29 / 3 / 2014
بمناسبة الذكرى 80 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي

نَشيدُ الصَباح

د.غالب محسن


لمْ تَمِلْ أو تَمَلّْ
حكايةٌ شعبيةٌ يَعرِفُها
الكبارُ والصِغار ، الماءُ والأشجار
كُلُّ مَنْ بَقيَ أو أرتَحَلْ
مِثلَ نَخلةٍ فَوقَ السَحابِ
عُروقُها مَحفورةٌ في التُرابِ
مِطْرَقةٌ ومِنْجَلْ

طَريقٌ لا يَلتَوي
أحلامٌ بألوانٍ ، لا تَنْتَهي
راياتٌ وكُفوفٌ بَيضاء
وأسطورةٌ لم تَكْتَمِلْ

لمْ تَمِلْ أو تَمَلّْ
ثمانونَ عاماً مِنَ الأسئلةِ المُستحيلةِ
وعُيونُ أبناءِك مَشدودَةٌ ، لِسدرةِ المُنتهى
ثمانونَ قيامةٍ وصبرٍ
دونَ كَلَلْ
كما كانَ مِن قَبلِك
نَبيٌ صابرٌ في أرضِ حوران
ثمانونَ عاماً
وأنتَ تُصْعِدُ المُحْرَقاتَ والقربان
لمْ تَنسِبْ لِلهِ جِهَالَة
الربُّ أعطى والربُّ أخذَ ، فكان
لمْ تُسَلِّمْ أبناءَك للشيطان
لمْ تَسقُطْ في هاويةِ الأمتحان
وقدَمُكَ لم تَزْلَلْ


لمْ تَمِلْ أو تَمَلّْ
في الأماكِنِ المُزدَحِمَةِ ،
حيثُ عَبقُ الرِجالِ و النِساءِ والأطفال
أصواتٌ وألحانٌ مِثلَ الأجراسِ ،
وجموعٌ تَحثُ الخُطى ،
وكأنَها الى مُوعِدٍ ،
تَسيرُ على عَجلْ.

لمْ تَمِلْ أو تَمَلّْ
في ساعاتِ الفَجرِ الأولى
يَكثرُ الدُعاءُ والرَجاء ،
فالصلاةُ أقرَبُ للسماء ،
والمَغفِرَةُ تُسافِرُ على أجنِحةِ الخَيال
وطائرُ العَنقاءِ يَسرَحُ في الظِلال
وتَتَفَتحُ فضاءاتُ المُقَلْ
يا مانحَ الأرواحَ بهجَتَها
ويا شغفاً خلفَ الأسوار
آتِنا في الدُنيا حسنةً
وفي الآخرةِ ، وردةً وأشعار
وقِنا شرَّ القتلةِ وكاتِمُ الأسرار
وعلى أناملِ السَعّفِ
لآلئٌ ما زالت غافيةً ،
تنتظرُ طُلوعَ النهارِ
وأغاني القادمين
من ثنايا الميادين
وعلى العُشبِ تناثرَت
عَناقيدُ الأملْ
طرقٌ على الباب ،
طَق طَق طَق
لحظاتُ خوفٍ وإضطِراب
كأنَها الرَّهبةُ في تراتيلِ الكتاب
ويَسري خفقانٌ بينَ الضُلوعِ ،
في خُشوع

مَنْ أنتَ أيُها المُشضى
جاءَ الصوتُ مِنَ الأعماقِ
يُردِدُ صَدى ما مضى
وما هو آت في المدى
أنا الوطنُ ، قال
أحملُ في يَدي نعشاً ، وأثقال
وفي جَسدي كانَ يَجري نَهران
قد جفّا الآن ،
مِنَ الأحزان
فهل لي مِن جُرعةِ ماء
فعَطشي في اللوحِ المَحفُوظ
مُنذُ الأزلْ

مِنَ الأعوامِ ثمانونَ مرّت
وما زِلْتَ تُصارعُ أحفادَ خِمبابا
في رمالِ الصحارى ، وفي الغابات
فوقَ المِقصلةِ ، وفي الزِنزانات
في الشوارعِ والدرابين ،
وخلف الطواحين ،
عِنْدَ سُفوحِ قِنديل،
غَدَرَت بِكَ سُيوفٌ
وأَسَلْ

لمْ تَمِلْ أو تَمَلّْ
على الأرصفةِ ، وفي الساحاتِ
في البيوتِ الطينيةِ ، وفي المقراتِ
وعلى الجُذوعِ و الجُدران
تَرسِمُ وَجهَ أمرأةٍ أعرِفُها
تَحفُرُ أسماءاً لا يُدرِكُها النِسيان
وأرضُ السّواد ، في حِداد
تَسقيها أضاحِيكَ
عرقاً ودِماءاً ،
ولمْ تَزَلْ
اليومُ أكثرُ من أيِّ يومٍ
تَفيضُ ضِفافُ النهرين ، وتَهتفُ
عليكَ السلامَ يومَ ولِدتَ
ويومَ يُبارِكُكَ الذي لا يُقهَر
وطنٌ عَزِّ وَجَلْ

أُسعِدتَّ صباحاً
وأنتَ تَكتِبُ هذا النَشيد
لِوَطَنٍ حُرٌّ وشَعبٌ سَعيد


29-03-2014 كوتنبرغ – السويد




 

free web counter