| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

فاطمة العراقية

 

 

 

الأثنين 2/8/ 2010

 

لغـة الأوباش في جسد الزهـور

فاطمة العراقية

يحكى ان المنايا حظوظ
والموت ليس واحدا
فلموت ألآبطال
طقوس
وهندسة تاريخ .

رجل داهمته المنية
والحبل معلق
يجاذبه إطراف
الحياة
و
سوط جلاد أعياه
ضرب النوارس
ينهش
بأرواح عمدها
عشق وطن

وكبلها أنين الأمهات
وحرمان
مستديم

حدثني رفيق العمر .وزهرة الروح.. عن نزلاء الغابر (ابي غريب) وكيف همس احدهم في مسامع رفاقه (اهنا مكبرتي وحد موتي )
تعلقت الأجساد وهزيع الليل ينذر بالبرد والمطر والجميع تؤطرهم نجوم الله وسماءه العابسة .
تعلقت الهياكل على قضبان حديدي .وهي تمطر دما وعرق .حيث انهمرت السياط متلاحقة بالحقد.والشماته ...وهمهمة الزنازين حانية علينا ,قال سعيد ..لن نتذكر اخر مرة قدم الينا .مايسمى اكل .ولكن كنا نعوذ باسم الله والوطن ...من النادمين والمخذولين .

فجأة دب الضجيج وأصوات (البساطيل) تدق ببلاط الممر المؤدي ألينا برزت الرؤوس الخاوية وأجساد غارقة بالبدلة (الهتلرية ) .

تكلم احدهم بصوت أجش كأنه نعيب غراب ( اعترف واحد منهم لو لا )
رد عليه نصف رجل بصوت هزيل ( لا يا سيدي ) . وصدقني إننا. ا تخمنا السياط منهم . وانتفخت الجدران تلفظ دماءهم .عجبت لهؤلاء ليسوا من لحم ودم .بل قدوا من حديد . انسكب الصوت كالنار في اذن الهتلري .
وصاح ( اصمت ياغبي راح أشوفكم شلون تطيحون بيهم ) وتسقطون هذه الرؤوس عن إزعاجنا الصباحي .
التقط سلاحه الناري وعوت الرصاصة تتخبط في الهواء لتعتذر من الشهيد وترديه نصفين معلق . يحتضنه القضبان الذي ربط عليه .
هتف صوت بجانب الشهيد ..تبا لكم أيتها الرقاب العفنة والعقول الخاوية لن تنالوا منا فالخلود لنا . لم يكمل جملته حين اخترقت صدره رصاصة المعتوه ... حتى اكتمل الرقم الخامس من الأجساد المعلقة.

وهكذا جلجل ذلك الصباح مودعا
عبير البراري
وعطر ألجوري
المخضب بحلم
الحرية
وحب العراق

شزرا تنظر عيون الزمان
للأوغاد
ألا يكفي
هوان
والطريق مسرجة
بالمناضلين
والنبلاء
تعتريهم
رجفة النصر
والموت على ارض
قدس سرها
دوما
ولن تكسر .

 

 31-7-2010

 

free web counter