فاطمة حسن

 

قانا المجزرة الثانية ... وعشرات القانا

 

فاطمة حسن

ان الجثث الأربعة والخمسين للأطفال والمعوقين والنساء الذين أجتمعوا في هذه البناية , مجزرة رهيبة .
ربطت عيني بوشاح أبيض لأرى الدم الذي يسيل أكثر وضوحا , سيما وأنها قد تعفرت بالتراب , ولأرى صور الجثث , فتعالت صرخة قوية من أعماقي تزامنت مع صرخة الضمير الأنساني التي تطالب بوقف الحرب فورا .
أفكر بالأنتقام , ثم أفكر بالسلام , ولكن صرخة السلام أقوى , حيث الوشاح الأبيض لا نرى من خلاله الا اللون الأبيض . ثم ربطت على عيني وشاح أسود , فكان ان أمتصت كافة الوان الطيف الشمسي من مخيلتي , وتستثيرني وتقول ان هذا الجسد المقطوع وهذه اليد المرفوعة , فأن أصحابها ماتوا وهم يضنون أنهم في مكان آمن . أن وشاحي الأسود أكثر صدقا بالتعبير عما في داخلي , فهو يطالبني ان أرفع الصوت عاليا لوقف المجزرة البشعة في لبنان .
أبعدت الوشاحين ورأيت بعيني الضعيفتين , ان المجزرة قد قامت والدماء قد سالت وأننا أحوج الى وقف نزيف الدماء .
ان التحرك العربي الضعيف والتحرك العالمي القليل التأثير, ما زالت غيرمجتمعة على صرخة قوية أطلقها أهل لبنان لوقف الحرب فورا . وفي كل الأحوال يجب ان يكون اساس أي حل هو الوقف الفوري للحرب , ثم مناقشة المسائل الأخرى .
ان على أمريكا وأسرائيل وبريطانيا ان يعرفوا ان الوقت قد حان للأيقاف الفوري للحرب , حيث ان كل يوم اضافي للحرب جسد عشرات الأطفال والأمهات وهذا يعني قانا جديدة.