| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

فاطمة حسن

 

 

 

 

الأربعاء 5 / 7 / 2006

 

 

الأرهاب والمرأة العراقية


(القتلى أكثر من 65 شهيد والجرحى اكثر من 150 )


فاطمة حسن

أنها فاجعة حلت بأهل مدينة الصدر والمرأة خصوصا .
أم علي : أهتز البيت وسمع صوت انفجار فأعتصر قلب أم علي المستلقية في ركن من أركان الدار , تتعالى الأصوات , صوت سيارات الشرطة تبعتها صوت سيارات الأسعاف فهبت أم علي من مكانها وأخذت عباءتها على عجل وفتحت الباب مهرولة الى الخارج لتجد ان البسطة التي كان يقف عليها علي غارقة بالدم وأمامها جثة بدون رأس .
زوجة حسين : كانت مشغولة بتقديم الطعام لأطفالها حيث لم يستطع الأطفال الأنتظار أكثر لوالدهم الذي تأخر في العودة الى الدار , سمعت عويل النساء وصيحات الرجال , ففتحت الباب لترى ان الجميع يهرول صوب السوق , فهرعت مع الباقين وشاهدت الفاجعة , حيث الجثث والدماء الحارة تغطي ساحة السوق والأرصفة , ولكنها بعد حين عادت الى البيت قائلة ( من قال أن حسين كان متواجدا في السوق , ولكن طال الأنتظار , في المساء فوجئت ان الأهل جميعا اجتمعوا عندها وقالوا ان لله وان اليه راجعون أخت محمد : البيت كعادته يضج بسكانه الأحدى عشر , وهي اعتادت ان تنظف او ان تغسل الملابس او ان تعد الطعام , وجاء الخبر ان محمد قد استشهد في حادث الأنفجار , حيث كان واقفا مع صديقيه في السوق , فما كان من أخته ان تونون وتلطم ومعها جميع نساء البيت والحي .
فخرية : المرأة المطلقة , اعتادت ان تفرش الأرض في زاوية من زوايا السوق , اليوم كانت حزينة , حيث أنها لم تحضر الطعام لأولادها , وقبل الأنفجار كانت تفكر لو أنها تعود الى البيت مبكرا لتحضر الطعام , ولكن قرار القدر كان اسرع من قرارها حيث تناثرت أشلائها على ساحة السوق .
زهور ( فتاة صغيرة ) : وردة حنطاوية ذو شعر محنى , كانت في منتصف السوق وبيدها بعض من النقود القليلة تبحث عن البائع المناسب للسلعة التي اتت لشرائها , أمها قالت عودي بسرعة , ولكن شظايا الأنفجار اسرع من خطواتها الى البائع المناسب .
انني وأنا اذكر هذه الصور يزداد خفقان قلبي وتحرق نار الفاجعة صدري وأكاد وبعدي الألاف الكيلومترات عن السوق أشم رائحة الدم الذي غطى السوق والطرقات . فتبا لهذه العصابات المجرمة واللعنة على من يعرف عنهم ولا يدل عنها . هذه الصورة تؤكد ان حالة المرأة في ظل الأرهاب مأساوي ويتطلب المزيد والمزيد من الأصوات التي تنادي بالأمان والأستقرار , كما على المنظمات الأنسانية ولا سيما النسوية منها العمل بجد ومثابرة لأعانة متضرري الأرهاب وخصوصا المرأة .