| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

فاطمة حسن

 

 

 

 

الأثنين 26/ 3/ 2007

 

 

الطلاق واخرها الطلاق الطائفي
 

فاطمة حسن

(( ان ابغض الحلال عند الله الطلاق)), ان تتكون عائلة متجانسة ومترابطة مكسب كبير في الحياة. ولكن عكس ذلك في حالة الطلاق فهي تؤدي الى فرقة الشمل وتفكك الاسرة ان هذه الظاهرة باتت متفشية داخل وخارج العراق .
هناك ثلاث حالات رئيسية للطلاق......
اولهما : ان يطلق الزوج زوجته دون رغبة لها في الطلاق
ثانيهما: ان تطلب الزوجة الطلاق من زوجها دون موافقته
ثالثا: ان يصل كلا الزوجين الى قرارالطلاق حيث ينفر كلاهما من الاخر ويصبح مستحيلا دوام العيش معا فتراهما ينفصلان.
ان الطلاق امر صعب وخصوصا في حالته الاولى والثانية فمثلا في الحالة الاولى تبقى المراة طوال عمرها منطوية على ذاتها محملة اياها اعباء اضافية كونها قد تكون اذنبت او اهملت زوجها .
اما الرجل وهو كما في الحالة الثانية يصبح قاسيا على كل شي ويود الانتقام ولربما الى معاقبة مطلقته وكذا من معاملته للاطفال .
ان طلاق الاتفاق فهذا اهون الشرين حيث يمكن تفهم الامر بشكل حضاري ومراعاة طبيعية للاطفال .
ان الاطفال في كل حالات الطلاق هم المتضررين مهما كانت اعمارهم فهم الضحية حيث يفقدون اعتمادهم على الاسرة المتماسكة في مواجهة الحياة العصرية الصعبة او بقية متطلباتهم اليومية بوجود الابوين معا.
اما عن اقامة الاطفال ففي حالة وجودهم مع الام تكون المشكلة كبيرة حيث يفقدون تدريجيا وجود الاب في حياتهم وخصوصا ان كانو اولاد, اما اذا كانوا عند الاب فيفقدون حنان الام ومراعاتها لهم ولكن عندما يكون الاولاد اسبوعا عند الاب والاخر عند الام وكما يحدث في المهجر فهذه عملية مؤذية ومحبطة للابناء فهم يتاثرون بهذه الانتقالات السريعة فيفقدوا الاستقرار حيث تتغير الامزجة ونوع الماكل والمشرب وخصوصا اذا بدء الاباء حياة جديدة, اي اذا تزوج الابوين كلاهما او احدهما فعلى الابناء ان يتحملوا مزاج زوج الام او زوجة الاب, في حالة بقاء احد الابوين دون زواج وبالاخص الام حيث خجلها من ان تكون مع رجل اخر امام ابنائها, فتكون مصدر امان للابناء. ولكن ان زل لسانها وقالت لهم انني اعطيتكم كل عمري .فتجد الرد غير المناسب بقولهم انهم لم يطلبوا منها عدم الزواج .
رغم الظروف الصعبة والمعقدة بجميع جوانبها والتي يمر بها العراق الا ان ظاهرة الطلاق اصبحت شائعة والضحايا هم الابناء والنساء, كما انه في دول المهجر تزداد هذه الظاهرة سوءا, سيما وانه يتم الطلاق لكسب المال نتيجة المساعدات التي يحصل عليها المطلقون.
هناك صور لماسي الاطفال والنساء ولربما الرجال عند الطلاق.
بخشان ام لثلاثة اطفال ولد وابنتين طلقها زوجها ولم يسال عنها وعن اولادها فاصبحت الام والاب بالنسبة لهم ولكنها ونتيجة لظغوطات الحياة على امراءة مطلقة وهموم ابناءها ومشاكلهم واصيبت بالسرطان, واملها الوحيد الان ان يمتد بها العمر لتصل ابنتها البالغة 13 عاما الى سن الرشد
حنان طفلة في الرابعة عشر من العمر افترق الابوين قبل اربع سنوات وتزوج ابويها ,حنان اسبوع عند والدها واخر عند امها . الامور صعبة بالنسبة لها لا سيما وان زوجة ابيها تشعر بالغيرة من معاملة ابوها الطيبة لها.
لؤي ابن الثامنة عشر اصيبت امه بداء الكابة وهو في الثانية عشر من عمره وانفصلت عن ابوه وبقى هو مع ابوه الذي لم يتفهم سن المراهقة التي يمر بها فكانت معاملته له قاسية ويعيش حاليا بعيد عن امه وابوه.
كريم كان شابا عندما انفصلت عنه زوجته وتركت ابنتيه معه ولكن انتقاما لذاته بات يتنقل بين النساء دون ان يشعر بتاثير ذلك على ابنتيه فقد تسحقهما الحياة في وضع مثل وضع ابويهما.
هذا عن بعض صور الخارج اما في الداخل فتعقيدات الطلاق اكبر وتاثيراتها ماساوية حيث الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تحيط بالمراءة المطلقة فهي غير قادرة على مواجهة الحياة ولربما الزوج كذلك الذي تزداد اموره سوءا بالطلاق.
ادناه بعض الصور عن المطلقين :
نجية ام لثلاثة اولاد شارك زوجها في حرب الخليج الاولىو وعاد بعد سنين من الاسر ليرى ان زوجته قد طلبت الطلاق غيابيا وتزوجت من اخر وتركت الاولاد في بيت جدهم.
شروق ام لخمسة اطفال تزوجت بطريقة اهل زمان وعاشت في غير مدينتها التي ولدت فيها فتراها تشكو دائما من حالتها الصعبة مع زوج قاسي وبخيل وهي تود الطلاق ولكنها محتارة ماذا ستفعل مع ابناءها ان تركتهم مع ابيهم وهذا امر صعب سيما وان ابنتها الكبرى اصبحت شابة وجميلة. شروق تقول انها اصيبت بالفرحة والكابة نتيجة الوضع الذي هي فيه.
عباس يؤذي زوجته كثيرا وهي ام اولاده لا لشي الا انه يريد الزواج من اخره تاركا اياها للقدر ان يسير حياتها .
هناك عشرات الصور الاخرى لمشاكل الطلاق ولكن يبقى على الاباء والامهات ان يفكروا الالاف المرات قبل ان يقوموا على خطوة مثل خطوة الطلاق
اليوم هناك اكثر انواع الطلاق ماساوية حيث الطلاق الطائفي حيث الاسرة المتماسكة تنتهي حياتها بهذا الواقع البشع والابناء هم الضحية الاولى فهولاء لمن سيكون ولائهم الى الام ام الاب فهذه المهزلة جزء من وضع متردي يعيش العراق الحالي.